عقدت اللجنة الخماسية الدولية “أمريكا بريطانيا السعودية الإمارات سلطنة عمان” اجتماعاً افتراضياً عبر اتصال مرئي لمناقشة الوضع في اليمن، بمشاركة المبعوث هانس غروندبيرغ، ومنسق الأمم المتحدة المقيم ديفيد غريسلي، وجاء بيان اللجنة الخماسية الدولية المعنية باليمن والذي دعا لاستغلال موارد كل الأطراف لصرف المرتبات، ليؤكد نجاح صنعاء في فرض قضية الالتزام بصرف الرواتب كشرط أساسي لتمديد الهدنة في اليمن.
ورضخ تحالف العدوان الأمريكي السعودي لهذا الشرط تحت ضغط الحاجة إلى استقرار سوق الطاقة، المضطرب بفعل الحرب في أوكرانيا، ومن شأن عودة عمليات اليمن في عمق تحالف العدوان أن تجعله أكثر اضطرابا، حيث أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن لا استقرار في المنطقة مالم يكن هناك استقرار في اليمن.
وبحسب مصدر مطلع في الوفد الوطني للمفاوضات فإن الأيام الأخيرة شهدت حراكا دبلوماسيا واسعا تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف تمديد الهدنة في اليمن، لكن الوفد رفض تمديد الهدنة بشكلها الحالي، مؤكدا أنها لا تصب في صالح اليمنيين، ولا ترضيهم، وأصر على قضية صرف المرتبات كشرط أساسي لأي تمديد، باعتبار أن استمرار تمديد الهدنة دون أي تطور في الجانب الاقتصادي او مسار الحل السياسي الشامل، لا يمثل أي فائدة حقيقية لليمنيين بل يجعل من الهدنة غاية بدلا عن كونها وسيلة لإنهاء الحرب.
ووفقا للمصدر فقد وافقت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا التي كانت تسمى بالرباعية الدولية على شرط صنعاء، وتم الإعلان عن ذلك من خلال البيان المنبثق عن اجتماع في مسقط لهذه الدول التي باتت تشكل إلى جانب سلطنة عمان ما يعرف باللجنة الخماسية.
وأكد نص بيان اللجنة الخماسية على أهمية” أن تستخدم جميع الأطراف العوائد، بما في ذلك عوائد ميناء الحديدة، لدفع الأجور” وهي العبارة التي بدا وكأنها استنسخت تماما من تصريحات رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، بالإضافة إلى أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي عن صرف المرتبات باستخدام جميع الموارد منذ اتفاق السويد.
وكان محمد عبدالسلام قد أكد في تصريح لتلفزيون المسيرة يوم الثلاثاء أن صنعاء لا تمانع من صرف المرتبات، بل هي التي طالبت منذ البداية، والطرف الآخر يرفض جملة وتفصيلا.
وقال عبدالسلام: نحن نقول أمام الرأي العام أن تصرف مرتبات الموظفين من عائدات ميناء الحديدة، والإيرادات الأخرى، مؤكدا أن عائدات ميناء الحديدة لا تصل إلى 10 مليار، وفي المقابل هناك إيرادات من مبيعات النفط التي يقوم الطرف الآخر ببيعها، تصل في الشهر الواحد إلى 240 مليون دولار.
وشدد عبدالسلام على صرف مرتبات الموظفين، ليس فقط المرتبات في الوقت الحالي، ولكن حتى المرتبات المتأخرة، ومرتبات المتقاعدين الحالية والمتأخرة.
ويرى مراقبون أن قبول اللجنة الخماسية بمقترح صنعاء لصرف المرتبات يأتي من إدراكه أن عدم تمديد الهدنة، يعني العودة إلى استهداف منشآت النفط السعودية والإماراتية، وهو ما سبق أن طرقت الرياض بشأنه ناقوس الخطر في شهر مارس الماضي حيث أعلنت أن الهجمات التي تطال منشآتها النفطية تهدد إمدادات النفط العالمية، وإذ لا حيلة لتفادي هذه الهجمات إلا بتمديد الهدنة، وكان القبول بمقترح صنعاء لصرف المرتبات هو الخيار الأمثل.