التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في العاصمة طهران.
وبحسب التلفزيون الإيراني، فإن بوتين التقى خامنئي على هامش زيارته إلى طهران بهدف المشاركة في الاجتماع الثلاثي السابع لمسار أستانة حول سوريا بمشاركة تركيا وروسيا وإيران.
وجرى اللقاء مغلقا في مكتب خامنئي. ووصل بوتين إلى طهران الثلاثاء بهدف المشاركة في اجتماع ثلاثي مرتقب مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني إبراهيم رئيسي.
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طهران عصر الثلاثاء حيث يشارك في قمة مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب اردوغان تخصص لبحث ملف النزاع في سوريا، ويعقد مع الأخير لقاء ثنائيا مرتبطا بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهرت لقطات بثّها التلفزيون الرسمي بوتين وهو ينزل من الطائرة في مطار مهرآباد بطهران، في ثاني زيارة خارجية له منذ بدء قواته هجوما واسعا في الأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير.
كررت إيران الثلاثاء على مسامع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التحذير من عملية عسكرية يحتمل أن تنفذها أنقرة في شمال سوريا، قبيل لقاءات سينضم إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتتمحور حول ملف النزاع في سوريا مع التطرق لتداعيات غزو موسكو لأوكرانيا.
ويستضيف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت لاحق الثلاثاء، اردوغان وبوتين في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار “عملية أستانا للسلام” الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ 2011.
وفي حين وصل اردوغان طهران ليل الإثنين، لم يعلن عن موعد وصول بوتين الذي سيقوم بثاني زيارة خارجية له منذ بدء الجيش الروسي هجوما داخل الأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير، وتأتي بعد أيام من زيارة شرق أوسطية قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأبلغ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد، اردوغان أن العملية المحتملة لأنقرة في الشمال السوري، “ستعود بالضرر” على مختلف دول المنطقة.
وقال خامنئي “ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة”، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الالكتروني.
وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستحول دون تحقيق “الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا”، وستصبّ في صالح “الإرهابيين”، معتبرا أن على “إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار”.
أدت كل من روسيا وإيران وتركيا دورا محوريا في النزاع السوري منذ اندلاعه. وقاد دعم موسكو وطهران للرئيس بشار الأسد الى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.
ويلوّح إردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد الى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.
وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.
وتخشى أنقرة وجودا قويا لأكراد سوريا عند حدودها قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.
وأكد خامنئي لاردوغان استعداد طهران “بالتأكيد للتعاون معكم في مكافحة الإرهاب”، مشددا على ضرورة “التصدي للإرهاب، لكن هجوما (تركيا) في سوريا سيصبّ في صالح الإرهابيين، والإرهابيون ليسوا مجموعة محددة” حصرا.
وتوجه لاردوغان بالقول “نحن نعتبر أمن تركيا وحدودها من أمننا، وأنتم أيضاً اعتبروا أمن سوريا مثل أمنكم”.
وخلال مؤتمر صحافي مع رئيسي، اعتبر الرئيس التركي أن التنظيمات الكردية “مشكلة كبيرة للبلدين”، أي إيران وتركيا، متابعا “علينا أن نقاتل ضد هذه المنظمات الإرهابية بالتكافل والتحالف”.
ويرى خبراء أن ارودغان سيسعى للحصول على موافقة إيران وروسيا لشنّ العملية، الا أن ذلك دونه حسابات معقّدة، اذ سبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن “تُحجِم” أنقرة عن شنّ الهجوم، بينما حذّرت طهران من عملية تؤدي الى “زعزعة أمن المنطقة”.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين “بطبيعة الحال، في الوضع الدقيق الحالي، أحد المواضيع على جدول أعمال الاجتماع هو أنه عوضا عن اللجوء الى الحرب والتسبب بموجة جديدة من اللاجئين السوريين، يمكننا المساعدة في حل المشكلة من خلال الوسائل السياسية”.
وأضاف “خلال زيارتي أنقرة وسوريا، حملت رسالة الرئيس (الإيراني) بشأن قدرتنا على التعامل مع الأزمة الأمنية بين سوريا وتركيا”، معتبرا أنه في قمة الثلاثاء “يمكننا تحقيق الهدف المهم من عملية أستانا، وهو خفض التوترات في مناطق النزاع بسوريا”.
الحبوب من أوكرانيا
وكان اردوغان وصل إلى طهران ليل الإثنين، وأقام له رئيسي صباح الثلاثاء استقبالا رسميا في مجمع سعد آباد التاريخي في شمال العاصمة.
وإضافة الى لقائه المسؤولين الإيرانيين، سيجتمع اردوغان الذي تعد بلاده من أبرز دول حلف شمال الأطلسي، مع بوتين، في أول لقاء بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يتخلله بحث في آليات تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ، خشية نشوب أزمة غذائية عالمية.
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف الاثنين “أولًا، نحن مستعدون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، ثانيًا، سيتمّ البحث في هذه المسألة بين الرئيسين”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن “وثيقة نهائية” ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، في أعقاب مباحثات بهذا الشأن استضافتها إسطنبول الأربعاء الماضي بين موسكو وكييف.
وتسبب وقف تصدير الحبوب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ردا على الغزو.
وتهدف الاتفاقية التي تم التفاوض عليها من خلال الأمم المتحدة إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب المحجوزة في الصوامع الأوكرانية عبر البحر الأسود بسبب الهجوم الروسي.
أما في الشق الروسي-الإيراني، توقع خبراء أن يبحث الجانبان بشكل “معمّق وجدي” في الجهود المتعثّرة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
تشارك روسيا في مباحثات بدأت قبل أكثر من عام بين إيران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات دولية عن الجمهورية الإسلامية في مقابل تقييد برنامجها النووي.
وكشف البيت الأبيض قبل فترة قصيرة أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيّرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا.
ورفض الكرملين التعليق على ذلك، بينما اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن “لا أساس” لهذه المزاعم