نبي الهدى .. على العهد سنبقى – بقلم سلمى الشهاري
تشع أنواره لترسل نورها الوضاء فتمتلئ الدنيا سعادة وبهاء، ترسل إلى كل الدنا نفحات العزة والكرامة، فتملأها محبة وإخاء، خيوط الأمل امتدت فكانت بشارة لكل أولئك المستضعفين .
جاء بمنهج التسامح والتصالح والصفاء ، فاستقبلته الدنيا بحضنها الدافئ، وتزينت السماوات وعلاها البهجة والسرور . كيف لا… وهو من لأجله كرم الله آدم فسجدت له الملائكة، كيف لا … وهو من أخرج أمة ذليلة من مخالب الشر إلى واحة التراحم . وها هو يطل هذه المرة على أمته من جديد وقد شوه وجهها شياطين البشر . طل ليبصر أرضا كساها الظلم، وسفك الدماء .
يطل على أمة نسفت كل مابناه . لكن لينظر هنا … حيث شعب يرتشف من ذكراه، وبخطى محمدية يسير نحو علاه . شعب يستلهم من مولده -عليه وعلى آله السلام – كل تلك الدروس والعبر، من تضحية وجهاد ، من بذل وعطاء ، من صبر وصمود . يرتشف من معين النبع المحمدي صور التضحية من أجل نشر دين الإله وسيادة العدل الرباني . وفي خضم أحداث العالم نرى العدو يمعن في فصلنا عن منهجه القيم ويحاول جاهدا تشويه كل من يحاول إيصال الوجه الحقيقي لهذا الدين ، فنرى علماء البلاط يمعنون في تكفير وتبديع كل من يستذكر سيرته العطرة، وكأنما ارتكب جرما …
حق فيه سفك دمه. متغنين أنهم على سنة محمد ! لنقول : أمحمد أحل القتل والتدمير؟! أسنة محمد هي التي أعطتكم الشرعية في تشويه هذا الدين بالذبح والسحل وترويع الآمنين؟!
أين هم من قول الله – تعالى – : ((وما أرسلناك إلارحمة للعالمين)). وقوله -تعالى- : ((قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)). أوليس محمد – صل الله عليه وآله- هو تلك الرحمة التي نفرح بها، ولابد أن تكون تلك الفرحة على أساس الاتباع والتمسك والعمل والالتزام، فهذه الرسالة الإلهية مشروع عدل وخير، وعز وشرف، و رفع الانحطاط عن كل البشرية .
والمتأمل في واقعنا وواقع العالم أجمع يرى مدى الحاجة إلى تفعيل كل تلك المبادئ التي جاء بها بعد أن غيبت باسم الدين وباسم نبي هذا الدين . تأتي الذكرى هذا العام في وقت مهم لتغيير الواقع السيئ والمرير والمهين ، وإصلاح الخلل، وتصحيح الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية ، وإعلام كل الطواغيت أن هيهات لهم أن يُخنعوا شعبا يجدد بذكرى نبيه القواسم المشتركة بينه وبين جميع أبناء أمته، ويخط بدمه رسالته إلى نبيه أن اشهد أننا على دربك سائرون ومن ذكراك مستوحون .
وليبدّع من أراد التبديع ، وليكفر من راق له ذلك، ففرحتنا واتباعنا، هو أكبر من أن نستمع لتراهاتكم، وأنني في هذه المناسبة العظيمة أتمنى من الجميع التأسي برسول الله -صل الله عليه وآله- والسير على خطاه في الظروف الحالكة ، والتهنئة هي لأولئك الأبطال الذين يجسدون الولاء تطبيقا في ميادين العزة ، أسود الوغى، من يلقنون العدو دروسا تعلموها من معلم البشرية . فهنيئا لشعب يخطو بخطى رسوله، ويسير بسيرته.
بقلم سلمى الشهاري