قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نـصرالله في كلمة له حول آخر التطورات السياسية إن من جملة إنجازات حرب تموز اسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، موضحاً أنه “اليوم يوجد نسخ جديدة من مشروع الشرق الأوسط الجديد وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة”، ولفت إلى ان “أمريكا اليوم غير أمريكا في 2003 أو 2006 فالرئيس الأمريكي العجوز هو صورة عن صورة أمريكا التي دخلت مرحلة الشيخوخة”، موضحاً أن “حضور أمريكا على الساحة الدولية تراجع جدا وهي اليوم تحتل اعلى نسب التضخم ووضعها الاجتماعي والأمني والداخلي غير سليم”.
وأضاف السيد نـصرالله “أعتقد أن ما جاء بالرئيس الأمريكي الى المنطقة هو أمران الأول هو اقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز والكيان الصهيوني يأتي في المرحلة الثانية”، مشيراً إلى ان “الولايات المتحدة تولت مسؤولية تأمين البديل لأوروبا والوقت ضيق بالنسبة لهم لأن الشتاء على الأبواب ويحتاجون لتخزين البديل خلال الصيف”.
وتابع السيد نـصرالله “بايدن أعلن منذ قدومه للرئاسة أنه صهيوني وهو قال ليس بالضرورة أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، وكل ما قاله اليوم فور وصوله حول حلّ الدولتين هي مجاملات فقط”، وقال إن “الولايات المتحدة هي من تريد العدوان على اليمن، أما السعودية فهي أداة وبايدن يستطيع بكل بساطة انهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار”.
وأكد السيد نصرالله أن “غانتس لا يجرأ أن يمشي خطوات باتجاه غزة المحاصرة وننصحه بتذكر حرب تموز وخصوصا محاولتهم دخول بنت جبيل”.
وقال السيد نـصرالله إنه “لا يختلف أحد في الداخل على أنَّ النفط والغاز هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة لأن البلد ذاهب لوضع صعب جدا”، ولفت إلى أن “الأموال من البنك الدولي لن تحل الأزمة بل ستكون دينا والحل الأساسي يكون بمئات المليارات التي هي ملكنا”، مؤكداً أن “استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية دون أي ديون خارجية وهذا هو طريق الإنقاذ الوحيد للبلد”.
وشدد السيد نصرالله أن “لبنان يستطيع أن يعيق استخراج النفط والغاز من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبذلك منعها عن أوروبا بينما هم مستعجلون على هذا الأمر”، وقال “أمامنا شهران فقط لان سلطات الاحتلال تتحدث عن استخراج النفط في أيلول المقبل وفي حال لم نتحرك لترسيم الحدود بأسرع وقت ستكون الأمور صعبة”، وإن “الوسيط الأمريكي هوكشتاين لا نعتبره وسيطا نزيها فهو يعمل لصالح “إسرائيل” وهو جاء بسبب حاجة أوروبا الملحة للغاز وتهديدات المقاومة الجدية”.
ولفت السيد نـصرالله إلى أن “نقطة ضعف العدو هي حاجته للنفط والغاز ونقطة قوة لبنان هي مقاومته التي تستطيع التعطيل والمنع، وأقول للمسؤولين اللبنانيين ان المقاومة التي هي نقطة قوتكم الوحيدة استفيدوا منها”، وأضاف “حول موضوع المسيرات: “نحن أطلقنا مسيرات بأحجام مختلفة وغير مسلّحة واتفقنا أن نُرسل طائرات ليُسقطها الإسرائيلي لأننا نريد أن تُضرب صواريخ لكي يعلم العاملين في تلك المنطقة أن هذه المنطقة غير آمنة”.
ولفت نـصرالله إلى انه ولأول مرة بتاريخ الكيان الصهيوني أطلقت المقاومة ثلاثة مسيرات في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد ونحن لدينا القدرة على ارسال مسيرات مسلحة وبأحجام مختلفة وبأعداد أكبر”، وإلى أن “رسالة المسيرات تقول بحجمها أننا جديون وسوف نتدرج في خياراتنا وسنقوم بما يلزم وهذه الرسالة وصلت للعدو ولدينا قدرات متنوعة في البر والبحر والجو وكل هذه الخيارات مفتوحة وكل ما يخدم قضيتنا سنقدم عليه بالحجم والوقت والشكل المناسب”، وأكد أن “هناك من يريد تدمير البلد وأن تقف الناس بالطوابير وأن تقتل بعضها من الجوع ولكن الذهاب إلى الحرب هو أشرف مما يريده العدو لنا، وأقول للعدو الصهيوني وللأمريكي أن رسالة المسيرات بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب اليه”.
وأعلن السيد نـصرالله عن معادلة جديدة وقال “سجّلوا المعادلة الجديدة، “كاريش” وما بعد “كاريش” وما بعد ما بعد “كاريش” ونحن نتابع كل الحقول والآبار والمنصات على امتداد الحدود الفلسطينية”، وأضاف “نقول للأمريكي وللإسرائيلي إذا أردتم لهذا البلد أن يُمنع من استخراج حقوقه لاستنقاذ نفسه فلن يستطيع أحد أن يستخرج النفط أو أن يبيع النفط والغاز”.