لم يقدم المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن جديداً يحمل ما يتطلع له الشعب اليمني من معالجات عاجلة للملفات الإنسانية الغير قابلة للمماطلة والمزايدة.
وعلى الرغم من إفادة المبعوث هانس غروندبيرغ في إحاطته، أمس الإثنين، عن تلقيه تقارير لانتهاكات قوى العدوان في الجبهات إلا أن امتدح الهدنة التي وصفها أنها “صمدت لأكثر من ثلاثة أشهر”، مبشراً مجلس الأمن أن الهدنة نتج عنها انخفاض بنسبة الثلثين في أعداد الضحايا بين المدنيين مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت الهدنة.
وكان قد أشار مصدر عسكري إلى أن عدد خروقات قوى العدوان بلغت منذ بدء الهدنة الإنسانية والعسكرية 20 ألفاً و193 خرقاً، ويوم أمس سجلت الخروقات مستوى غير مسبوق إذ بلغت خروقات العدوان ومرتزقته 336 خرقاً خلال 24 ساعة فقط.
إنجازات وهمية لا تتجاوز 30% من نص اتفاق الهدنة
المبعوث هانس غروندبيرغ تحدث عن تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة وقدم وصول سبع سفن إلى الميناء خلال الفترة التي مضت على أنها إنجاز بينما تحدد الهدنة ضرورة السماح بوصول 18 سفينة خلال مدتها الثانية التي لم يتبق منها إلا أسبوعين فقط، بينما أخفى ممارسات تحالف العدوان بقرصنة السفن وحجزها، وطالب المجلس بالوفاء لتمويل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في جيبوتي لأنها ستغلق في سبتمبر القادم نتيجة نقص التمويل.
والحال لم يختلف حينما تحدث عن 15 رحلة جوية من وإلى مطار صنعاء وقدمها كإنجاز، بينما تحدد الهدنة 36 رحلة جوية خلال مدتيها، وقد توقفت الرحلات نهائيا وتعثرت وأغلق المطار، لكن المبعوث أخفى هذه الحقائق وضلل بشأنها باستعراض الإنجاز الذي لم يساوِ 30% من الالتزامات المتعلقة بالهدنة.
المقرف في الأمر أن هانس غروندبيرغ قدم إنجازاته المزعومة والتي لا تتجاوز 30% من نص الهدنة المتفق عليها، بأسلوب يمنن فيه على الشعب اليمني، قائلاً أنه: “لولا دخول المواد المستوردة التي سهلتها الهدنة لكان الوضع أسوأ بكثير”، وأضاف بأن دخول الواردات النفطية أحدثت “فرقاً كبيراً في الحياة اليومية لليمنيين ورفاههم”.
تجاهل لمبادرات صنعاء وملف الرواتب
وفي ملف الطرقات تجاهل وأخفى غياب الطرف الآخر عن مفاوضات عمّان بشأن الطرقات ما أدى إلى فشل الجولة الثالثة من مفاوضات فتح الطرق، وقدم مبادرة صنعاء الأحادية بفتح الطرق في تعز كمشكلة وليست كحل، آملاً في أن تكون خطوه نحو الاتجاه الصحيح في قادم الأيام بتوافق الأطراف.
وكان قد أعلن محافظ تعز في حكومة صنعاء، صلاح بجاش، فتح طريق الخمسين-الستين، مؤكداً أنّ “عبور المسافرين في طريق الخمسين-الستين من جانبنا سيبدأ صباح السبت”.
كما لم يذكر بند المرتبات وامعان تحالف العدوان في تجاهلها وامتناعهم عن توريد عائدات النفط المنهوبة لصرف المرتبات.
صنعاء ترد
وفي أول رد من صنعاء، على احاطة المبعوث قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم أن “لا جديد في جلسة مجلس الأمن غير التكرار والتضليل والتأكيد على مساندة ودعم الرباعية على الاستمرار في العدوان والحصار على اليمن”، معتبراً “امتداح وتلميع السعودية والإمارات وبشكل مفضوح دليل واضح لشراء المواقف الأممية وتبرئة الجلاد وإدانة الضحية”.
وكان قد أعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن سقوط عشرات الشهداء بقصف سعودي في مناطق الحدود، خرق كبير لوقف إطلاق النار ضمن الهدنة الإنسانية والعسكرية.
وأشار عبدالسلام إلى أن دول العدوان تواصل عرقلة الهدنة بالخروقات وتأخير الرحلات والسفن، مبيناً أن الرحلات الجوية التي تمت 15 رحلة فقط، فيما يتواصل تأخير سفن المشتقات النفطية بحجزها عرض البحر مما يضاعف من التكاليف.
الهدنة في مفترق طرق
رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، كان قد قال يوم الجمعة، إنّ “خروقات العدوان ومرتزقته المستمرة والمتواصلة وضعت الهدنة في مفترق طرق”، لافتاً إلى أنّ الأمر “قد يتطوّر إلى العودة إلى العمليات العسكرية إزاء تنصّل العدوان من تنفيذ كثير من بنود الهدنة”.
وأكد المشاط أنَّ الأساسَ الصحيحَ لأيِّ عملية سلام -مستقبلاً- هو وقفُ العدوان ورفع الحصار عن اليمن، ابتداءً بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، وصرفِ مرتبات الموظفين، من إيرادات النفط والغاز.
يذكر أنّ الهدنة في اليمن دخلت حيّز التنفيذ بتاريخ 2 أبريل الماضي، وجرى تمديدها بتاريخ 2 يونيو الماضي، ولم يتم تنفيذ الحد الأدنى من بنودها نتيجة عدم إلتزام تحالف العدوان بها، كما فشلت الأمم المتحدة ومبعوثها “هانس غروندبيرغ” بإلزام تحالف العدوان بالوفاء بالتزاماته تجاه الهدنة.