الاحتفاءُ بذكرى المولد النبوي.. ثقافةٌ متجذِّرة لدى اليمنيين
لا يخفى، على كُـلّ متابعٍ، أنّ الاحتفاءَ بذكرى مولد الرَّسُــوْل الأعظم عَلَيْه وعلى آله أَفضل الصلاة وأتم التسليم، لدى اليمنيين جزءٌ من ثقافتهم المتجذِّرة في حياتهم الاجتماعية، إذ يعتبرونه استحقاقاً لآخر الأنبياء والرسل توارثتها الأجيال إحياءً لذكرى مولده صلاة ربي عليه وعلى آله وسلم، فالمجتمعُ اليمني معروفٌ على مدى التأريخ بالاحتفال بمولد النور والرحمة، حيث ينقسمُ المجتمعُ اليمني إلى طائفتين دينيتين (زيدية وشافعية)، وكُلٌّ منهما يرتبطُ بمحمد وآل بيته الطاهرين
اليمنُ الذي اشتهر بالاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي السنوات الأخيرة عملت أمريكا والسعودية على زرع جماعات داخل اليمن تحملُ عقائدَ دخيلةً على النسيج المجتمعي اليمني من خلال تشويه الهُوية الإسْلَامية المحمدية وتجسيد الركود الديني خدمةً للسياسة الصليبية المستهدفة لدين الإسْلَام وثقافته المحمدية التي استهداف شخصية الرَّسُــوْل، وكرّرت هذا السيناريو من خلال وسائلَ متعددة وعبر دول يعتمد اقتصادُها على استهلاك منطقة الشرق الأوسط أي (المسلمين) خدمةً للمشروع الأمريكي الصهيوني.
ومن تلك الجماعات الدخيلة على اليمن (الإخوان، والسلفية) وقد مثّل حزب الإصلاح جماعة الإخوان من خلال إنشاء مدارس ومراكز لتعليم الوهابية وإنتاج جماعات إرهابية مولعة بالقتل والذبح وبصورة بشعة تسعى إلى طمس ثقافة الرَّسُــوْل الأعظم وتشويه الإسْلَام.
ومما يكشف أبعاد تلك السياسة الخارجية المفروضة على اليمن هو اختيارُ تلك الدول ومنها (أميركا، السعودية) لأشخاص تم اختيارُهم بعناية تامة، حيث تم اختيارُ عبدالمجيد الزنداني ليكون رائداً في إنتاج الجماعات الإرهابية في اليمن دون شعور العامة بذلك وحجم الخطر الذي تمثل في هذه الجماعات لاستهداف الشعب اليمن المرتبسط بثقافة محمدية سواءٌ الشوافع أو الزيود، وكان الهدف هو طمس ثقافة الرَّسُــوْل الأعظم واستبدال بثقافة وهابية وانتهاج ثقافة قطع الرؤوس وحل المحرمات والاعتداء على شعائر الله التي تكشف حقيقة تقوى القلوب).
ومع كُلّ هذا فشلت أمريكا بتنفيذ مشروعها الإجرامي في اليمن الذي سعى لطمس معالم الرسالة ونسف أخلاقها وإضاعة قيمها تهدفُ إلى إغراق الأمة في مشاكل وحروب وأزمات، لتنحرفَ عن طريق الهداية والثقافة القرآنية وترتبط ثقافة صهيونية أمريكية، ولَكنها في اليمن فشلت في تنفيذها هذا المشروع بعد إسقاطه بثورة 21 سبتمبر الشعبية، وبعد أن حست قوى الطغيان أن مشروعها الإجرامي سقط قامت بشن عدوان غاشم على اليمن استهدف الأخضر واليابس منذ 26 سبتمبر إلى اليوم، ومع ذلك فشلت؛ لأنها واجهت شعباً يمنياً عظيماً معروفاً بأًصالة هُويته وعظيم محبته وارتباطه الوجداني والإيماني الراسخ بحبيب الخالق مُـحَـمَّــد صلواتُ ربي وسلم عليه وآله.
بقلم جمال الأشول