ماذا عن الاستفادة من طاقة الارض الحرارية (Geothermal Energy in Yemen)
تقديم الخبير الجيولوجي عبدالغني جغمان

لا تخلو منطقة من مناطق اليمن من عدد من العيون الحارة والأبخرة وكذلك برك المياه المتميزة بدرجة الغليان في اليمن والتي تم دراستة البعض منها من قبل المختصين لأغراض معرفة مركباتها الكيميائية والنظائرية.
وفي دراسة مشتركة باشراف هيئة المساحة الجيولوجية والمعادن في عام ٢٠٠٩م مع جامعة ايطالية وبمشاركة مهندسين يمنيين (متاش والدخين وهزاع) (تم نشرها في مجلة الجمعية الجيولوجية اليمنية – ديسمبر ٢٠٠٩ ) تم فحص ودراسة عدد من المناطق والعيون الحارة واثبتت الدراسة ان كل العينات الغازية الغنية بغاز ثاني أكسيد الكربون لديها بصمة نظير الكربون من ثاني أكسيد الكربون والذي يقع في مدى ثاني أكسيد الكربون القادم مـن الوشاح )δ13 C‹-7%V-PDB-( نسب الهيليوم العالية نسبي ًا )3.2<3He/4He (1<R/Ra التي تم قياسها في كل العيون الغنية بغاز ثاني أكسيد الكربون وأيضا ً بعض الفوهات أو المخاريط التي يختلط فيها ثاني أكسيد الكربون مع النيتروجين في مناطق مختلفة في اليمن تدعم وجود أصل صهاري من الوشاح وما يتعلق به من أنظمة حرمائية تصعد إلى مستويات في القشرة في مناطق مختلفة من اليمن.
العيون الحارة التي تنبع من المناطق المرتفعة في الهضبة البركانية تبين في معظمها تركيبة بيكربونات الصوديوم, حيث أنها تأثرت بوضوح بتيار مكثف من غاز ثاني أكسيد الكربون المشتق من أنظمة المياه الحارة النشطة التي تمر عبر تتابع الحجر الجيري لمجموعة عمران التابعة للعصر الجوراسي والتي تأتي تحت ما يقرب من ألفين إلى ثلاثة آلاف متر من سماكة البراكين و/أو تحت صخور الحجر الرملي والتي تعود لمجموعة الطويلة التابعة للعصر الطباشيري وهذا استنتاج هام جدا.

%d8%ac%d8%ba%d9%85%d8%a7%d9%86

هذا يفسر بوجود نشاط صهاري من العصر الرباعي سواء في حقل عدن ابين البركاني وكذلك الحقول البركانية ذات الأصل الرباعي في المناطق الداخلية مثل حقل ذمار رداع وحقل صنعاء همدان و ايضا حقل برع البركاني وفي حضرموت . وخلص التقييم الحراري للسوائل والغازات والاعتبارات الجيولوجية لمناطق الدراسة بأن هناك على الاقل ثلاث مناطق ذات أهمية جيوحرارية واعدة وهي اللسي في ذمار ومش الكافر بإب ودمت في الضالع وبالإمكان تطويرهامستقبليا كمصادر جيوحرارية مأمولة في اليمن والتي يمكن استخدامها في انتاج الطاقة الكهربائية و الحرارية او انتاج غاز ثاني اكسيد الكربون لاستخداماته الصناعية وتصديرة.
هذه الهبة الربانية تتواجد بانتشار مناسب وقريب من التجمعات السكانية الكبيرة وستقدم حلول لمشاكل الطاقة وتدعم تنفيذ مشاريع استثمارية وتوفير فرص عمل كبيرة .
وهنا نأمل من الجهات المعنية ان الاخذ بعين الاعتبار تطويرها وتنفيذ دراسات تفصيلية تشمل الاماكن الاخرى و ان يتم ادراجها في خطط الجهات المعنية كاحدى مصادر الطاقة المتجددة والبديلة عن النفط في اليمن .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا