منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن خضعت المواقعُ الأثريةُ والتاريخية اليمنية للقصف والتدمير الممنهج من قبل العدوان السعوديّ على مدى السنوات الماضية وبأُسلُـوب حاقدٍ، سواء في العاصمة صنعاء أَو بقية المدن الأُخرى.
ولم يقتصر الأمرُ عند هذا الحد، بل سعت دولُ العدوان ومنذ أن وَطِئت أقدامُها المحافظاتِ المحتلّةَ إلى تغيير معالم التاريخ والجغرافيا، فادعت الإمارات تبعية أرخبيل جزر سقطرى لها وسرقت منها أشجار دم الأخوين التي لا توجد سوى بهذه الجزيرة اليمنية والمحمية ضمن قائمة التراث العالمي، كما سرقت الطيور والنباتات النادرة والأحجار والشواطئ والتربة من هذه الجزيرة.
سرقة الآثار اليمنية
العدوان السعودي الإماراتي على اليمن لم يكن عدواناً عسكرياً فقط، بل كان للعدوان وجوه اخرى ، حيث تعمَّد التحالف السعودي، منذ إعلانه الحرب على اليمن، استهداف، بصورة مباشرة، المعالم الثقافية التي تحفظ الذاكرة وتحمي الإرث والتراث.
والجديد، اليوم، عرضُ إحدى القطع الأثرية اليمنية للبيع في مزاد في ألمانيا، فبعد سبعة أعوام على حرب التحالف السعودي ضد اليمن، تعاني اليوم المتاحف اليمنية آثارَ جريمة التحالف وأدواته في الداخل، إذ تعرضت لأعمال تدمير ونهب وسرقة وتهريب إلى خارج البلاد.
لكنّ الجديد في هذه القضية ما كشفه الأديب اليمني العالمي، علي المقري، في منشور له في “فيسبوك”، منذ أيام، قائلاً إنّ “إحدى دُور المزادات في ألمانيا عرضت قطعة أثرية يمنية للبيع في مزاد يُقام الشهر المقبل”.وذكر المقري أن قطعة أثرية تمثّل “امرأة سبئية جميلة من القرن الثالث قبل الميلاد، معروضة للبيع في مزاد في ألمانيا يوم 12 تموز/يوليو المقبل، داعياً المهتمين بالتاريخ اليمني إلى أن يسارعوا إلى الدخول في المزاد، واستعادة القطعة التاريخية الجميلة.
ووفقاً للروائي اليمني، فإنّ “هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تُعرَض فيها آثار يمنية في المزادات الأوروبية، والتي يتم تهريبها من اليمن عبر عمليات سرقة وتهريب للآثار”، مشيراً إلى أنّ “العملية تحتاج إلى مؤسسات تتابع مصادر التهريب والسرقة للآثار، لتكون هناك مساءلة قانونية”.
تهريب القطع الأثرية
حركت دول العدوان علي اليمن أدواتها وعملاءها داخل اليمن ممن اشترتهم بالمال لتهريب القطع الأثرية بمختلف أنواعها وبيعها عبر مافيا منظمة أوجدتها دول العدوان لهذا الغرض. كما أن مهربي الآثار في اليمن وبسبب استمرار فترة العدوان لم يجدوا صعوبة تذكر في عملية التهريب، فقد سهلت سيطرة دول العدوان على الموانئ الجوية والبرية والبحرية اليمنية، كثيراً عمليات التهريب وإخراج تحف وسيوف وخناجر ومخطوطات أثرية دون أن يتم اعتراضها عدا القليل من تلك العمليات التي تم الكشف عنها والتي تعد عمليات فردية.
حيث يستغل هؤلاء المهربون حالات الانفلات والفوضى التي أراد العدوان لليمن أن يعيشها، وحسب تحقيق صحفي نشره موقع ” لايف ساينس” وترجمه “المهرة بوست” فإن نحو 100 قطعة أثرية يمنية تم تهريبها من اليمن منذ العام 2021م تم بيعها في كل من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية،
جريمة تهريب الآثار، ضمن جرائم العدوان الجسيمة بحق الشعب اليمني
اضافة إلى جرائم التحالف السعودي الإماراتي العديدة، تعتبر جريمة تهريب التاريخ والحضارة اليمنية التي تعد ملك اليمنيين جميعاً بأجيالهم المتعاقبة جريمة لا تقل عن جرائم القتل والتدمير والخراب والدمار الذي خلفه عدوان آل سعود وآل زايد على يمن الإيمان والحكمة، فجميعنا مطالبون بالوقوف مع وطننا والدفاع عن تاريخنا وحضارتنا الإنسانية والمادية، والمطالبة بمحاكمة كل من تورط وسهل وشارك من اليمنيين في الخارج والداخل في هذه الجريمة، وتبنى جريمة تهريب الآثار، ضمن جرائم العدوان الجسيمة بحق الشعب اليمني، مع السعي لاستعادة الآثار اليمنية المهربة بشتى الوسائل الممكنة، ضمن الأولويات الوطنية في الوقت الراهن وفي المستقبل.
التحالف السعودي دمر 80% من آثار اليمن
في ضمن التدمير الممنهج لليمن كشفت تقارير أن قوات التحالف السعودي الإماراتي قامت باستهداف المعالم الثقافية والسياحية والتاريخية في اليمن، في انتهاك لمعايير القانون الدولي الإنساني.ووثقت التقارير معطيات بشأن نماذج عن الهجمات التي استهدفت المعالم الثقافية والسياحية والتاريخية. ومن خلال ما تم رصده، وجد أن الدمار الواسع النطاق الذي طال الممتلكات الثقافية اليمنية، يعد انتهاكا صريحا للحماية التي توفرها قوانين الحرب، كما أنه لم تتم حماية المواقع الأثرية وفقاً لمعايير القانون الدولي الإنساني.
وفي هذا السياق فإن جرائم الحرب التي استهدفت المواقع الأثرية والسياحية والدينية في اليمن لم تتوقف عند الاستهداف المباشر والتدمير الذي طال نحو 80% من الآثار، لكنها تسببت أيضا في “تلفها بسبب الحصار وظروف الحرب التي لم تسمح للمعنيين بتوفير العناية والبيئة الملائمة للمحافظة على هذه الكنوز الحضارية والثقافية، وبالتالي خسرت البشرية والأجيال القادمة فرصة الاطلاع عليها”، فالكثير من القطع الأثرية تعرضت للسرقة والسطو والتهريب، وخصوصاً نحو السعودية والإمارات اللتين تحاولان بكل ما تملكان تدمير اليمن وكل وجوه الحضارة والحياة فيه.
في الختام يمكن القول إن الدول التي شنت عدوانها الظالم، في مارس من العام 2015م، على اليمن الأرض والتاريخ والإنسان، أدركت منذ أول يوم أن حربها مع هذا الشعب خاسرة رغم الدعم اللوجستي والغطاء الدولي الذي أضفته على هذه الحرب دول إمبريالية عظمى، لذا فقد سعت دول تحالف العدوان إلى تكثيف هجماتها العدوانية التي لم تسلم منها أي منطقة في اليمن بما في ذلك المحافظات التي زغم العدوان أنه حررها، ولم تسلم أيضا من هذا العدوان المعالم والقلاع والصحون الأثرية، كقلعة القاهرة بتعز، وكذلك المدن التاريخية التي استهدفها طيران العدوان، كمدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد،.
إضافة إلى ما تعرضت وتتعرض له أرخبيل سقطرى من عبث إماراتي ضد البيئة الطبيعية ومحاولات نقل شجرة دم الأخوين وغيرها من النباتات التي تتميز بها سقطرى إلى الإمارات، بل إن الأمر وصل بها إلى محاولة نقل التربة كما وضحت بعض مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي.