أكدت موسكو أن عملياتها في أوكرانيا ستمضي قدما، معلنة استهداف مقرا للقيادة ومقتل أكثر من 50 ضابطا أوكرانيا، بينما شدد قائد الجيش البريطاني على حاجة قواته للاستعداد للقتال في أوروبا مرة أخرى لإلحاق الهزيمة بروسيا، مع إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن الحرب قد تستغرق سنوات.
وبينما يواصل الجيش الروسي ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، لا سيما في المحورين الجنوبي والشرقي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت أكثر من 50 جنرالا وضابطا أوكرانيا في مقاطعة دنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا خلال استهداف موقع قيادي للتحكم تابع للقوات الأوكرانية، باستخدام صواريخ مجنحة من طراز كاليبر. ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لإطلاق الصواريخ من سفن أسطول البحر الأسود.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد مقتل 100 جندي أوكراني إثر استهداف قطار يقلهم إلى منطقة دونباس شرقي البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية نقلتها قناة روسيا اليوم إن “ضربة صواريخ من طراز كاليبر عالية الدقة بعيدة المدى أدت إلى تدمير 10 مدافع هاوتزر “إم 777″ (M777) عيار 155 مليمترا، وما يصل إلى 20 مدرعة قتالية قدمها الغرب إلى نظام كييف”.
وأشار كوناشينكوف إلى أنه “في نفس المساء، أصابت صواريخ عالية الدقة أُطلقت من الجو قطارا يقل أفرادا وأسلحة ومعدات للواء أوكراني وصل إلى منطقة القتال في دونباس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 جندي وتدمير 30 دبابة ومدرعة”.
وتركز القوات الروسية جهودها حاليا على محاولة فرض سيطرتها الكاملة على منطقة دونباس والتي كان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون على أجزاء منها قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وذلك بعد إخفاقها في الاستيلاء على العاصمة كييف في وقت مبكر من الحرب.
وفي ساعات فجر الأحد تم القضاء -وفق وزارة الدفاع الروسية- على “ما يصل إلى 200 مسلح، بمن فيهم “مرتزقة أجانب”، وتدمير راجمتي صواريخ من طراز غراد، و10 عربات مشاة قتالية وناقلات جند مدرعة، في منطقة سيليدوفو في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية”.
زيلينسكي يشحذ الهمم رغم الخسائر
وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه من المتوقع أن تكثف روسيا هجماتها بينما تنتظر بلاده رد الاتحاد الأوروبي بشأن طلب العضوية في الاتحاد.
كما قال الرئيس الأوكراني، الذي عمل على شحذ همم مواطنيه عبر رسائل يومية مصورة، إنه زار القوات في منطقة ميكولايف، على بعد حوالي 550 كيلومترا جنوبي من كييف.
وأضاف -في مقطع فيديو تم تسجيله فيما يبدو على متن قطار متحرك اليوم الأحد- متحدثا عن جنوده “إنهم مطمئنون. لا يساورهم شك في انتصارنا.. لن نسلم الجنوب لأحد وكل ما هو ملكنا سنستعيده”.
وعن وقوع دمار جراء الضربات الروسية في منطقتي ميكولايف وأدويسا، قال زيلينسكي “الخسائر كبيرة. العديد من المنازل دمرت وتعطلت الخدمات اللوجستية المدنية” في معركة السيطرة على سيفيرودونيتسك.
وتعد مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية هدفا رئيسيا في هجوم روسيا للسيطرة الكاملة على لوغانسك، وهي واحدة من مقاطعتين تشكلان منطقة دونباس.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا حققت “نجاحا جزئيا” في المنطقة، كما ذكر سيرغي جايداي حاكم لوغانسك للتلفزيون الوطني الأوكراني إن القوات الروسية تسيطر “على الجزء الرئيسي من المدينة ولكن ليس على المدينة بأكملها”، مضيفا أن القتال جعل عمليات الإجلاء من المدينة مستحيلة.
وفي مدينة ليسيتشانسك التي تقع على الجانب الآخر من النهر، قال جايداي إن مباني سكنية ومنازل خاصة قد دُمرت، مضيفا أن “الناس يموتون في الشوارع وفي الملاجئ”.
وفي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا والتي تقع إلى الشمال الغربي من لوغانسك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ من طراز إسكندر دمرت أسلحة قدمتها دول غربية مؤخرا لأوكرانيا.
وذكر رئيس بلدية ميليتوبول (جنوب شرق) في مقطع فيديو نُشر على تليغرام من خارج المدينة أن أسلحة غربية ساعدت القوات الأوكرانية على التقدم لمسافة 10 كيلومترات باتجاه ميليتوبول التي تحتلها روسيا.
بريطانيا تستعد
من جهته شدد قائد الجيش البريطاني، السير باتريك سوندرز، على حاجة جيش بلاده “للاستعداد للقتال في أوروبا مرة أخرى”؛ في محاولة لهزيمة قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لتشكيل جيش قادر على مواجهة التحديات وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا، مؤكدا ضرورة الوقوف بجانب حلفاء بلاده.
وتأتي تعليقات السير باتريك سوندرز في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون البريطانيين من أنهم سيحتاجون إلى “تجهيز أنفسهم لحرب طويلة” بينما يلجأ بوتين إلى حملة استنزاف.
وحذر جونسون -الذي تقدم بعرض لتدريب قوات أوكرانية خلال زيارة لكييف أول أمس الجمعة- من خطر “الفتور بشأن أوكرانيا” مع استمرار عجلة الحرب في الدوران.
من جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا قد تستغرق سنوات، مشددا على أهمية الاستمرار في دعم أوكرانيا بوتيرة ثابتة “حتى لو كانت التكلفة مرتفعة”.
ونقلت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” ((Welt am Sonntag) الألمانية عن ستولتنبرغ قوله إن إمداد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة سيعزز فرصة تحرير منطقة دونباس بشرق البلاد من السيطرة الروسية.
وشدد على أن الناتو سيواصل دعم أوكرانيا كي تدافع عن نفسها، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الحلف لن يكون جزءا من الاشتباك.