تشهد المدارس الصيفية في عموم مديريات محافظة صنعاء خلال هذا العام زخماً واسعاً في طريق إعداد النشء والشباب الإعداد السليم وفق المنهج القرآني والمبادئ الدينية الصحيحة بما يكفل بناء جيل متسلح بالهوية الإيمانية التي يحاول الأعداء استهدافها.
ويجسد الإقبال المتزايد على هذه المدارس للاستفادة من الأنشطة والبرامج، مستوى الوعي المجتمعي بأهميتها والحرص على تحصين الأبناء من الاختراقات والثقافات المغلوطة والدخيلة وإبعادهم عن مخاطر الانحراف الأخلاقي والتحريف الديني والحرب الناعمة والأفكار الضالة.
استراتيجية تربوية
ومثل مشروع المدارس الصيفية انطلاقاً من دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، خارطة طريق ضمن استراتيجية تربوية صحيحة للحفاظ على الأبناء من الضياع وتنمية مداركهم من خلال استغلال أوقات الإجازة المدرسية بما يعزز قدراتهم ومواهبهم والمعارف العلمية والثقافية التي تعود بالفائدة على المستوى الشخصي والمجتمعي.
وتتجلى ثمار هذه المدارس على الواقع في احتواء الطلاب وحمايتهم من الفراغ أثناء العطله الصيفية، وتكتسب أهميتها من خلال الأنشطة الهادفة والبرامج المتنوعة التي تسعى إلى بناء جيل يحمل ثقافة القرآن قولاً وفعلاً .
وتجسيدا للمسئولية الدينية والوطنية تجاه مستقبل الأجيال، تبذل اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية وفروعها في مديريات محافظة صنعاء جهوداً واسعة في سبيل إنجاح أهداف هذه المدارس وترجمة توجيهات القيادة الثورية لتعزيز الوعي في أوساط المجتمع .
اهتمام رسمي ومجتمعي
رغم الصعوبات المادية وتداعيات الأزمة الاقتصادية التي فرضها العدوان على البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، تحظى المدارس الصيفية باهتمام رسمي ومجتمعي، نظرا لمستجدات الحياة وتحدياتها، ومتطلبات المسؤولية في احتياج الطلاب والطالبات للمزيد من الهداية الإلهية والمعارف الصحيحة.
وأشاد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي بما تشهده المحافظة من تفاعل وزخم مع أنشطة المدارس الصيفية والدفع بالأبناء لاكتساب العلوم والمفاهيم الصحيحة، وغرس السلوكيات الإيمانية وترسيخ الهوية والانتماء الوطني.
وأوضح أن مستوى الالتحاق بالمدارس الصيفية خلال هذا العام ارتفع مقارنة مع العام الماضي ما يعكس تنامي الوعي بأهميتها للاستفادة من وقت فراغ الطلاب في إكسابهم العلوم الدينية والمعرفية وإبراز المبدعين في مختلف الأنشطة وتحصين الشباب من الأفكار المغلوطة.
وأكد المحافظ الهادي، أهمية تضافر جهود الجميع لإنجاح الأنشطة الصيفية في تعزيز دورها لاحتواء الطلاب وتنمية مواهبهم في حفظ القرآن الكريم بما يسهم في تحقيق الغايات النبيلة منها وإيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة الصحيحة.
ودعا إلى الاستمرار في التوعية بأهمية المدارس الصيفية وتوضيح أهدافها ورسالتها العظيمة في بناء أجيال مستنيرة بهدى الله ومحصنة من الانحراف والثقافات الدخيلة والحرب الناعمة. ولفت إلى حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وقيادة المحافظة على حماية النشء والشباب من الأفكار المضللة والهدامة وتحفيز أفكارهم وابتكاراتهم في مختلف المجالات.
المراكز الصيفية بالأرقام
ساهم الوعي المجتمعي واستراتيجية خطة اللجنة المركزية للمدارس الصيفية في رفع مؤشرات الملتحقين بالدورات في مختلف المديريات، وكذا ارتفاع عدد المراكز التي استقبلت الطلاب والطالبات للتسجيل والاستفادة من أنشطتها.
وأوضح تقرير صادر عن اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية بالمحافظة، أن اجمالي الملتحقين حتى 14 ذي القعدة بلغ 91 ألفا و696 طالبا وطالبة في 17 مديرية، متوقعا أن يصل اجمالي الطلاب إلى أكثر من 100 ألف جراء تزايد عدد الملتحقين في مختلف المدارس.
وأفاد بأن إجمالي الطلاب بلغ 55 ألفا و424 طالباً، فيما بلغ عدد الطالبات 36 ألفا و272 طالبة، مبيناً أن اجمالي عدد المدارس الصيفية بلغ ألف و31 مدرسة مفتوحة و17 مركزاً مغلقاً يضم ألف و833 طالبا في قطاعات المحافظة.
وحسب التقرير، بلغ عدد العاملين في المدارس الصيفية بالمحافظة ثلاثة آلاف و456 عاملا وعاملة موزعين على 844 مدرسة للذكور و187 مدرسة إناث.
وعبر رئيس اللجنة الفرعية بالمحافظة هادي عمار، عن الفخر بمستوى المدارس الصيفية هذا العام، منوهاً إلى أن ارتفاع عدد الملتحقين بها نتيجة وعي أولياء أمور الطلاب وقادة المجتمع بأهميتها ودورها في تحصين الأبناء من الأفكار الهدامة وتنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم وتحفيز مواهبهم.
وأشاد بتعاون محافظ المحافظة والسلطة المحلية والجهات ذات العلاقة وجهود اللجان التنفيذية في المديريات ومدراء المدارس في متابعة تفعيل الأنشطة وتعزيز إنجاح الرسالة التنويرية للمدارس الصيفية وتحقيق أهدافها .
ولفت عمار، إلى إبداع وتفاعل الطلاب مع أنشطة الدورات الصيفية التي تسهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، إذ أن خطة العام الجاري حافلة بالعديد من البرامج الثقافية والألعاب الرياضية والترفيهية بما يحقق الأثر الإيجابي لاستفادة الطلاب.
أنشطة ودورات هادفة
تحفل المدارس الصيفية بأنشطة تتسم بالتنوع والأهمية وفق الخطة المركزية التي تتميز بخارطة واسعة من البرامج الدينية ودروس وحلقات حفظ القرآن وأنشطة ثقافية وتربوية ورياضية وترفيهية ومسابقات ومواهب وابداعات مسرحية وشعرية وغيرها لتنمية قدرات الطلبة وتوسيع مداركهم.
وتتميز مجمل الأنشطة بالمفاهيم والأفكار الصحيحة، وتربية الجيل تربية قرآنية وغرس السلوكيات الإيمانية وترسيخ الهوية والانتماء الوطني وإكساب المشاركين المهارات لتحصينهم من الأفكار الضالة ومواجهة الحرب الناعمة واكتشاف المواهب.
وتتضمن هذه الأنشطة، تعليم القرآن الكريم والمعارف الدينية والمهارات اللغوية والثقافة العامة، وغيرها من الأنشطة الرياضية وخدمة المجتمع وأعمال الإحسان والمسابقات والرحلات ومعارض الأعمال اليدوية والمجسمات والابتكارات.
وأوضح نائب رئيس اللجنة الفرعية بالمحافظة يحيى القنوص، أن الدورات ترتكز على ترسيخ قيم الانتماء والأخلاق في أوساط الشباب، واستثمار طاقاتهم بما يخدم الوطن والمجتمع فضلا عن تنمية المهارات والابتكارات ورفع الوعي والبصيرة في مختلف المجالات.
وبين أن الدورات الصيفية المقامة حاليا في مديريات المحافظة تشمل حلقات حفظ القرآن ودروساً علمية وثقافية وتربوية وتنظيم مسابقات ابداعية وبرامج رياضية واقامة فعاليات واذاعات نوعية وتنفيذ سلسلة برامج لاكتشاف مواهب الطلاب وصقل مهاراتهم الإبداعية في مختلف المجالات بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية.
زخم رياضي
ومن ضمن الأنشطة الصيفية التي تشهد زخما على مستوى قطاعات المحافظة تنظيم بطولات وألعاب رياضية ورحلات ترفيهية وزيارات ميدانية ومشاركات ذاتية بهدف توسيع معارف وثقافة الملتحقين وترسيخ مبادئ الهوية الايمانية في نفوسهم.
وأشار مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة عبدالمحسن الشريف، إلى استمرار النشاط الرياضي لجميع المستويات ويتركز في تمارين رياضية متنوعة وألعاب كرة قدم وطائرة وألعاب بدنية ومباريات تنافسية وفقا لبرنامج الخطوات التنظيمية لخطة عمل المدارس الصيفية.
وذكر أنه تقام حاليا منافسات دوري كرة القدم للمراكز الصيفية المغلقة، وكذا الاستعداد للعرض الكشفي النهائي للطلاب المشاركين، مبينا أن من ضمن الأنشطة التي تم تنفيذها عروض رياضية ومسير كشفي لبناء القدرات البدنية وتطوير مهارات اللياقة وبما يسهم في اكتشاف المبدعين والموهوبين.
وأكد الشريف، أن الأنشطة الصيفية تحظى بتفاعل واسع وتنوع في مختلف المجالات بما فيها المجال الرياضي، وفقاً للخطة المركزية للدورات الصيفية بما يسهم في استفادة الطلاب وصقل مواهبهم.
اسهامات القطاع النسائي
ويسهم القطاع النسائي في محافظة صنعاء بدور متميز في دعم وإنجاح الدورات الصيفية من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والمسابقات للطالبات وافتتاح المعارض، وزيارات لضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد وروضات الشهداء، والمناطق الأثرية والحدائق وتنظيم برامج مفتوحة تتضمن أنشطة مسرحية وثقافية، بما يحقق الأثر الإيجابي لاستفادة الطلاب من المدارس الصيفية.
وأشارت مسئولة القطاع النسائي في المحافظة أمة الله المحطوري، إلى أن دور المرأة يأتي في إطار تعزيز الوعي المجتمعي، والتفاعل مع أنشطة وبرامج المراكز الصيفية بما يكفل الارتقاء بثقافة الطلبة، وتشجيعهم على الاستزادة المعرفية والثقافية، وتنمية قدراتهم.
وفيما تتواصل فعاليات الأنشطة الصيفية في مديريات المحافظة، تتركز الجهود على تحفيز الطاقات الخلاقة للطلاب والطالبات في مختلف مجالات العمل والإبداع وتنمية مفهوم المشاركة لديهم في المساهمة لخدمة مجتمعهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير/ جميل القشم