لم يدع التحالف السعودي، مورداً للثّروة في اليمن إلا وسرقه أو سيطر عليه بقوّة السلاح، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء اليمن من أسوأ أزمة إنسانيّة خلال العقد الحالي، نتيجة الحرب الشّرسة التي يخوضها التحالف السعودي منذ سبع سنوات.
وفي حديثه لقناة “نباء” عن سرقة الرياض للنفط اليمني، أكّد مناف كيلاني، المستشار السابق في وزارة الخارجيّة الفرنسيّة أن النفط السعودي في نضوب، ولكن هناك مصدر بديل وهو النفط اليمني، إذ إن المنابع النفطيّة لا تعرف حدود تحت الأرض، ذلك أن الشركات النفطية وبينها الفرنسية لا تزال تعمل في جنوب “السعودية” ولكن الضخّ يتم في سرقة النفط اليمني من خلال الجانب السعودي من الحدود.
وهو أمر متّفق عليه لذلك، أن يكون هناك دعم وتغطية سياسية تضمنها الولايات المتحدة في المقابل وجود تنازلات سعودية باتت تظهر إلى العلن بعدما كانت مستترة منذ أعوام. بما في ذلك انضمام السلطات السعودية إلى اتفاقيّة أبراهام كي يكون هناك شكل رسمي للعلاقات الإسرائيليّة التي بدأت منذ عقود.
كيلاني لفت إلى أنه عندما يزور جو بايدن “السعودية” سيقدّم لها المزيد من التغطية العالميّة لأن مجرّد تراجع بايدن عن وعوده الانتخابيّة كتلك التي يطلقها الرؤساء الأمريكيّون حول ما يتعلق بحقوق الإنسان وبشكل خاص فيما يخص دول الخليج، وتحديداً “السعودية”، بكل تأكيد هي وعود توضع لتُنقض فيما بعد، فاليوم المصالح هي ما تحكم العلاقات السياسيّة، واشنطن تريد الضغط من خلال الضخّ المستمر للنفط السّعودي، على الجمهويّة الإسلاميّة في إيران وعلى روسيا، وبالتالي عرقلة كل الجهود التي يحاول أن يقوم بها البلدين لمواجهة العقوبات الاقتصاديّة التي فُرضت عليهما.
الجدير بالذكر أن المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية عمار الأضرعي، سبق وأكد أن دول التحالف السعودي تسرق النفط اليمني وتودع أمواله في البنك الأهلي.
الأضرعي، قال في تصريحات، إن “السعودية” تسرق النفط اليمني ليلاً ونهاراً دون مراعات لاحتياجات البلد المنكوب بالحرب والحصار والأمراض. وأوضح أن اليمنيين يعانون في شبوه ومختلف المحافظات من انعدام المشتقات النفطية بينما يتم نهب آلاف الأطنان من النفط اليمني الخام. ولفت الأضرعي إلى أن دول التحالف السعودي تمنع دخول الغاز من مأرب كما تمنع وصول بواخر المشتقات النفطية التي تم استيرادها من قوت أبناء هذا الشعب.
فيما سبق وكشف مصدر مسؤول في وزارة النفط والمعادن اليمنية، أن قوى التحالف السعودي تنهب ما يقارب 106 ألف طن من النفط الخام أي ما يقارب 950 ألف برميل من النفط الخام. المصدر أفاد أن ناقلة النفط العملاقة SARASOTAA وصلت إلى ميناء “بير علي” بمديرية رضوم بمحافظة شبوة قادمة من دولة كوريا الجنوبية.
كما نوّه إلى أن الناقلة رست بمساعدة التاج القاطر للسفن (وتر بلو) القادم من ميناء الفجيرة الإماراتي الذي لا يزال منذ بداية العام متواجد على شاطئ الميناء. وأوضح أن قيمة النفط المنهوب المقرر نقله من ميناء بير علي تتجاوز قيمته 69 مليون دولار _ ويساوي هذا المبلغ بالريال اليمني 68.5 مليار ريال. وفي أواخر العام الماضي، بيّن الخبير الاقتصادي حسن علي السنيري أن واشنطن والرياض قد رشوا الحكومة اليمنيّة السابقة للامتناع عن أنشطة التنقيب عن النفط، مضيفًا أن اليمن لديه احتياطيات نفطية أكبر من منطقة الخليج الفارسي بأكملها.
وقال السنيري لوكالة الأنباء الجزائريّة “لقد وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية سرية مع الولايات المتحدة لمنع اليمن من استخدام احتياطياتها النفطية على مدى السنوات الثلاثين الماضية”. وأضاف “الأبحاث العلمية والتقييمات التي أجرتها شركات الحفر الدولية تظهر أن احتياطيات اليمن النفطية أكثر من الاحتياطيات المشتركة لجميع دول الخليج