تركيا مهام استعمارية متجددة.. والمخيخ التركي لم يفهم !
يُحكى أنَّ .. وبأحد المطاعم الشعبية في مدينة حلب السورية وبينما كان أحد الاتراك ينتظر وجبة الغداء دخل مواطن عربي للمطعم وطلب من الجرسون أن يحضر له “رأس خروف عربي” فتعجب التركي من ذلك وطلب من الجرسون تفسير ذلك، فقال له الجرسون بأن رأس الخروف العربي ملئ بالمخ، فما كان من التركي إلا أن طلب “رأس خروف تركي” ظناً منه بأن رأس الخروف التركي سيكون أكثر دسماً بالمخ التركي، وبعد لحظات أحظر له الجرسون رأس خروف أجوف وخالي من المخ قائلاً للتركي هذا هو رأس الخروف التركي .
وتركيا بعد زوال السلطنة العثمانية كانت وما زالت مطية للغرب والصهيونية والماسونية بتنفيذ مهام محاربة أعداء وخصوم الغرب والصهيونية مقابل عروض استعمارية وهمية سرابية، وها هي تركيا العلمانية الاطلسية الاخوانية تلدغ من اجحار الغرب والصهيونية مراراً وتكراراً .. ولم يشفع لها كل ما قدمته من افعال وافعال من أجل الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.
فهي علمانية بفصل الدين عن الدولة وإلغاء الحرف العربي والغاء الجهاد الاسلامي وتنكرت للإسلام والمسلمين ولم تنظم للنادي الاوروبي .. وهي أطلسية بالانضمام لحلف الناتو وفتح اراضيها للقواعد العسكرية الامريكية، وهي أول دولة اسلامية تعترف بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، ولم يشفع لها ذلك بالدخول للنادي الاوروبي .. وتركيا امبريالية بمحاربة الكتلة الاشتراكية الشرقية الاتحاد السوفييتي وحلف وارسلوا وانهارت الكتلة الاشتراكية ولم تنظم تركيا العلمانية الاطلسية صديقة الكيان الصهيوني .
فهناك مهمة جديدة لتركيا، التي ارتدت قميص الاخوان، وبتمثيلية سفينة مرمرة، ومسلسل وادي الذئاب والرومانسية التركية، حشدت تركيا الاخوان من تونس وليبيا ومصر وغزة وسوريا واليمن وبإمبراطورية المال والاعلام والعسكر الخليجي حتى الاطلسي والامم والمتحدة وبوهم الخلافة الاسلامية دمرت تركيا والاخوان الانظمة الجمهورية، وقتلت الشعوب العربية، وهجرت وشردت الملايين، ولم تنال تركيا الخلافة ولم تنظم للنادي الاوروبي، واصبحت الخلافة في خبر كان واخواتها.
وبتمثيلية الانقلاب العسكري ظهرت المهمة الاخيرة لتركيا، بجر الجيش التركي إلى مقابره في شمال سوريا وشمال العراق، وبوهم اقتطاع الموصل وحلب، وبينما الجيش التركي يتورط تلقت تركيا الاخوانية صفعة مزدوجة، من الخارج الاتحاد الاوروبي بتجميد مفاوضات الانضمام للنادي الاوروبي، ومن الداخل مظاهرات ضد دكتاتورية أردوغان الوهابية الاخوانية .
وبذلك ستنتقل الكأس السامة لأردوغان، إلى عقر داره بالربيع التركي بتقسيم تركيا، إلى قسم أوروبي مسيحي سرعان ما سينضم إلى النادي الاوروبي، وقسم تركي آسيوي مسلم تتقاذفه منجنيق القاعدة وسكاكين داعش ومقلاع بني صهيون، مالم يفرز الشعب التركي قِوى وطنية قومية اسلامية تعيد تركيا إلى عمقها العربي سوريا والعراق ومصر واليمن، وعمقها الاسلامي ايران، وعمقها العالمي روسيا والصين، بعد اغترابها طوال 90 عام على ابواب النادي الاوروبي والصهيوني والامريكي تحارب بالوكالة عن حلف الصهاينة، وتنتقل من مهمة إلى مهمة أخرى، لتجد نفسها في مستنقع حرب أهلية تركية تنتهي بالتمزيق، واقصى ما فعله أردوغان تجاه الاتحاد الاوروبي، هو التهديد بتهجير وتشريد الملايين من الشعب العربي السوري، وتلك غاية وهدف الصهيونية بتطهير بلاد الشام والرافدين من أهلها .. وجمجمة رأس الخروف التركي لم تعد خاوية المخ والمخيخ بل نخرتها الديدان والفيروسات فأصبحت أديم الأرض وبزفة أمطار مباركة قد نشهد ميلاد عبدالحميد عثمان أو أربكان جديد، يُعيد تركيا للعرب والاسلام، وذلك هو أملنا بشعب القسطنطينية، شعب الروم، التي غُلبت بأقصى الأرض بالأطلسي والصهيونية والوهابية الاخوانية وهم من بعد غلبهم سيغلبون إن شاء الله تعالى .
ورئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون، قال بأن على تركيا أن تنتظر حتى عام 3000 ميلادية لتنظم إلى النادي الاوروبي، ورئيس وزراء فرنسا السابق نيكولا ساركوزي قال، على تركيا أن تصرف النظر بالانضمام للاتحاد الاوروبي، والبديل هو انشاء اتحاد لدول حوض البحر المتوسط بقيادة تركيا، وهو الأمر الذي فُهم بقيام الخلافة التركية الاخوانية الوهمية السرابية، والذي أطلق يد تركيا بتدمير الدول العربية الوطنية الجمهورية، لينتهي المطاف بتدمير تركيا ذاتها .
والمخيخ التركي لم يفهم بأن الشعب التركي مسلم 85 مليون نسمة تقريباً ممنوع البتة عليهم الدخول إلى أوروبا لتغيير الديموغرافيا الاوروبية كما صرحت بذلك مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل، وكل الطرق مغلقة أمام تركيا للعبور إلى اوروبا، ومفتوحة لتركيا لتدمير الأمة العربية والاسلامية بالوهابية الاخوانية التكفيرية، وتلك هي وظيفة ومهام النظام السعودي بالتكفير الوهابي والنظام التركي بالتكفير الإخواني، حقيقة ساطعة صممها اليهود واخرجها الانجليز ويرعاها الكاوبوي الامريكي علموا أم لم يعلموا .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .. والله المستعان .
بقلم جميل أنعم