ليلة 26 مارس أعلن التحالف عن انطلاق عاصفة الحزم والبدء بشن الحرب على اليمن بذريعة اسقاط الإنقلاب واستعادة الشرعية وإنقاذ الشعب وبعد سنوات شاهدنا غير تلك الأهداف حيث شاهدنا الدمار والتدمير للبنية التحتية والاقتصادية واحتلال الممرات المائية والسواحل والجزر والمطارات والموانئ ونهب وتجريف الثروات والأثار.
في تعز المحافظة الساحلية شنت طائرات التحالف غارات هستيرية على أكبر محطات توليد الطاقة “محطة كهرباء المخا البخارية” التي تنتج 160 ميجا ولم تكتفي بذلك بل ذهبت لتدمير المدينة السكنية المكونة من أكثر من 200 شقة الخاصة بموظفي المحطة على رؤوس الرجال والنساء والأطفال ما أدى لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
ومن حينها وسكان مديرية المخا يشكو من انعدام الكهرباء في ظل ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف وعلى مدار العام وعدم قدرتهم على دفع المال لتوصيل الكهرباء التجاري بعد إن قام الهلال الأحمر الإما R اتي وطارق صالح بتدمير المحطة ونهبها وخصخصتها واستبدالها بشركة خاصة تابعة لهما.
ومع ارتفاع درجة الحرارة في هذا الصيف الأشد منذ سنوات طويلة تضاعفت معاناة المواطنين حيث شوهدت جلودهم منتفخة وحمراء بشدة نتيجة انعدام الكهرباء الحكومية وبقائهم عرضة للموت مع وصول درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة وعدم استطاعت الأهالي شراء الكهرباء التجارية التي يباع فيها الكيلو ب1000 ريال كون السكان يعيشون وضع اقتصادي صعب مع تعطيل الميناء الإستراتيجي الحيوي وتحويله إلى قاعدة عسكرية ومنعهم من ممارسة مهنة الصيد.
كانت أبوظبي قد أعلنت عام 2017 إنها أعادت محطة المخا البخارية للعمل ومن ثم عام 2020 تكرر الإعلان من جديد لتعلن استكمال إصلاحها بدعم من هيئة الهلال الأحمر لكن ذلك لم يحدث بل بدأت شركة تجارية تابعة للإمارات بالعمل كشركة تجارية فقط مستخدمة المحطة ومساحتها لبناء مولدات جديدة.
وقالت مصادر مطلعة إن الهلال الأحمر الإماراتي موّل إصلاحات شركة الفيصل في محطة المخا عامي 2017 و 2020 من أجل البسط على المحطة وتحقيق أرباح تجارية وليس مساعدة السكان.
وفي سبتمبر2021 أعلن المكتب السياسي لطارق صالح إنه دعم محطة المخا بمولدات تجارية بقدرة 12 ميجا لإنارة المدينة ولم يحدث ذلك ويقول السكان والمصادر إنها لصالح شركة تجارية.
والحقيقة إن الإمارات وطارق صالح قامو بالاستيلاء على المحطة ومنحها لشركات خاصة حيث وضعو المولدات الخاصة داخل المحطة واستغلوا الشبكة والمباني والمساحات المجاورة والخط البحري الخاص بتفريغ الوقود من البواخر وضخها إلى الخزانات التي استغلوها لاستثماراتهم.
واستمرو في نهب مخازن المحطة البخارية الممتلئة بقطع الغيار والمعدات والتي تقدر بالمليارات وتطفيش الكوادر الفنية وموظفي المحطة ثم ذلك قاموا بنزع المضخات “مضخات الوقود اليومية للغلايات ” وفي فبراير الماضي سلمت محطة المخا الكهربائية مضختين لمياه البحر إلى محطة الحسوة الكهروحرارية بمدينة عدن عاصمة البلاد المؤقتة، بحجة أن المحطة متوقفة منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات، فيما يبدو لإنهاء وجود المحطة تماماً وتوزيعها قطع غيار للمحطات الأخرى.
شركة القلزم
يقول سكان المخا إن “شركة القلزم” تسيطر على محطة المخا بشكل كامل، وقامت بصيانة خزاناتها وتقوم بشراء الوقود وتشغيل الخزانات لصالحها. وأضافو ” لا نعلم كيف وصلت الشركة وسيطرت على مؤسسة وطنية يمنية بطرق غير قانونية”
ويشير المواطنون إلى إن شركة القلزم التجارية التي كانت سابقا شركة الفيصل يديرها شخصية “صامد عايش” وقامت قبل قرابة عام بإفراغ الخزان الرئيسي للمحطة البخارية لاستخدامه في تخزين كمية الوقود التابعة لشركة القلزم، حيث تصل سفن وقود خاص بها إلى ميناء المخا.
ويؤكد المواطنون أن شركة القلزم قامت قامت باقتلاع العدادات الحكومية من منازلهم واستبدلتها بعدادات الكترونية سريعة للغاية وتصل فاتورة الكهرباء إلى أرقام خيالية خاصة في فصل الصيف ولعدم قدرتهم على الدفع لم يتمكن الكثير من استخدامها.
يشار إلى إن هناك غضب شعبي يعم محافظة تعز حيث يطالب المواطنون بشغيل محطة المخا الكهربائية وتشغيل ميناء المخا الاستراتيجي.