قالت صحيفة “لا فينير” الإيطالية إن فشل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن دفع السعوديين للمطالبة بتمديد الهدنة لمدة شهرين آخرين.. وأن تمديد الهدنة جاء في الوقت الذي تقترب فيه رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض.
وأكدت أن مقياس الحرب في اليمن يشير الآن إلى هدنة، لكن سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن اليمن ليست السبب في زيارة بايدن إلى الرياض التي يعدها موظفو البيت الأبيض.
وذكرت أن في ظل فشل السعوديين العسكري لتدخلهم في اليمن، فهم بالطبع الرعاة الرئيسيين للهدنة.. ولذلك فأن المخاوف الأمريكية على استقرار الطاقة في العالم والنفوذ المتزايد للصين في الخليج هي التي تجلس بايدن ومحمد بن سلمان وجهاً لوجه.
وأضافت أن الخبر السار هو أن الهدنة في اليمن، بوساطة الأمم المتحدة تم تجديدها في 2 يونيو لمدة شهرين آخرين، على الرغم من بعض الانتهاكات والخروقات لها.. وبالتالي وقف القتال بشكل غير رسمي، وليس وقف إطلاق نار رسمي بعد.
وأفادت أنه لا يوجد استئناف للمفاوضات السياسية بين حكومة المرتزقة وساسة صنعاء.. لذا يبدو أن الشهرين القادمين سيكونان حاسمين.. وفي الوقت نفسه، هناك بعض النتائج الإنسانية، “إذ انخفض عدد الضحايا والجرحى المدنيين إلى النصف، علاوة على الرحلات التجارية الأولى من وإلى صنعاء، وإمدادات الوقود إلى ميناء الحديدة.
وأوردت أن الهدنة تشمل أيضا وقف الغارات الجوية السعودية، وكذلك الهجمات الصاروخية لتي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد المملكة.. لذا هذا هو الانقطاع السياسي الهش الذي يمكن للإدارة الأمريكية استخدامه حالياً لرواية قصة الرحلة القادمة إلى الرياض.
وكشفت أن زيارة بايدن للرياض لا تحظى حتى اللحظة بشعبية لدى الرأي العام الداخلي الأمريكي، خاصة مع الكونجرس.
وفي الواقع كان المرشح بايدن، قد شجب انتهاكات حقوق الإنسان والقنابل التي تشنها السعودية في اليمن، حيث وعد بأنه سيعامل الرياض كدولة منبوذة.
وأضافت أنه نشر تقريراً لوكالة المخابرات المركزية الذي أشار إلى أن بن سلمان هو المحرض على القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وبدلاً من ذلك أشاد بايدن قبل أيام قليلة، بالقيادة الشجاعة للسعودية بشأن الهدنة في اليمن. الصحيفة الإيطالية رأت أن الهدنة صمدت في اليمن حتى الآن لأن مصالح الأطراف اليمنية الفاعلة والجهات الراعية الإقليمية تلتقي بشأن وقف التصعيد.
في حين يبدو أن قوات صنعاء تقوم بتطوير ترسانتها العسكرية، ومن المحتمل أن تتقدم نحو محافظة مأرب الغنية بالنفط. وتابعت “لا فينير” أن واشنطن تعمل على تذويب الجليد مع الرياض.
ومن الواضح أن هناك سياسة واقعية حيث أصبح الأمر اكثر وضوحاً بسبب المزيج المتفجر من إمدادات الطاقة والتضخم، الذي تفاقم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جانبه قال محمد بن سلمان في مقابلة أمريكية حديثة” ليس لدينا مشكلة في التحول إلى أسواق أخرى، والصين أولاً”.. ومع ذلك لن يتخلى السعوديون ولا الإماراتيون عن التحالفات المربحة والمتعددة الأقطاب مع الصين وروسيا، لكن لا يمكنهم إغلاق الباب في وجه واشنطن.