مقالات مشابهة

هل تنجح السعودية في فرض خيانتها؟.. سعود القحطاني واجهة لترويج التطبيع

في ظل الحديث عن اقتراب إعلان تطبيع السعوديّة بشكل علنيّ مع “إسرائيل” بالاستناد إلى معطيات كثيرة، قال المغرد السعوديّ المعروف “مجتهد”، إن أحد المكاتب الكبيرة للترويج للتطبيع بين الرياض وتل أبيب يتم توجيهه من قبل المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني.

وبأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان، في وقت تؤكّد فيه مملكة آل سعود ممثلة بنظامها الحاكم وبالأخص ولي عهدها الذي يلقبه السعوديون بـ “الانقلابيّ”، حجم خيانتها ومدى عمالتها ضد فلسطين والوطن العربيّ والإسلاميّ، والأدلة كانت بالفعل كثيرة في هذا الإطار.

والتي كان آخرها احتفاء “إسرائيل” بأول مشاركة رسمية لمندوبها الصهيوني في “قمة الأديان” التي تستضيفها العاصمة الرياض، بمشاركة رجال دين من دول كثيرة، بعد مساع حثيثة من ولي العهد السعوديّ لتكثيف التعاون مع الكيان الصهيونيّ الغاصب في مجال تقنيات التجسس، والتعاون في مجال الأمن والتقنيات، الشيء الذي يخفض أكثر فأكثر أسهم المملكة التي يسيطر عليها الأمراء والتي وصلت إلى الدرك الأسفل في الشارع العربيّ والإسلاميّ وحتى على المستوى العالميّ.

معلومات صادمة

لم يمض شهر واحد على الملتقى الذي استضافته المملكة بحضور قادة الأديان حول العالم من المسلمين واليهود والمسيحيين والهندوس والبوذيين وغيرهم، بمشاركة قيادات فكرية من دول عدة، حيث كانت المشاركة الإسرائيلية رغم عدم تطبيع الرياض لعلاقاتها رسميًا على غرار دول كالإمارات والبحرين والمغرب والسودان، ومنذ ذلك الوقت أثار هذا الموضوع استغراباً واسعاً وتحليلات كثيرة تتعلق بملف التطبيع السعوديّ – الإسرائيليّ.

ومجدداً، وعقب التغريدة التي نشرتها صفحة “مجتهد” على تويتر، عادت قضية الخيانة العظمى للعائلة المالكة في بلاد الحرمين إلى الواجهة بقوّة، وخاصة بعد أن أوضحت أنّ المكتب المذكور يوظف 12 شخصا من جنسيات عربية، وميزانيته الأساسية 4 ملايين دولار سنويا، يضاف لها النثريات، وتديرها شخصية عراقيّة، مع وجود معلومات تؤكّد أنّ اجتماعات عدّة بين مسؤولين صهاينة وسعوديين حدثت مراراً وتكراراً سواء في بلاد الحرمين أو خارجها.

وقد أبدى مسؤولون سعوديون بارزون في فترات مختلفة استعداد السعودية لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، تحت شرط ربما يتلاشى كما حدث مع عواصم أخرى، وهو اعتراف الكيان الصهيونيّ بتأسيس الدولة الفلسطينيّة وإنهاء الاحتلال، وهنا يجب التذكير بالادعاءات التي أطلقتها الدول التي أُدخلت حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع “إسرائيل” أن التطبيع لم تفرز عن إيقاف ضم الأراضي الفلسطينيّة ولا عن قتل الأبرياء ولا استهداف المدنيين.

“المملكة وإسرائيل ستجنيان فوائد هائلة من وراء التطبيع، وكذلك المنطقة كلها”، هي مزاعم وصفها الشارع العربيّ بـ “الدجل”، جاءت على لسان وزير الخارجيّة السعوديّ فيصل بن فرحان، خلال جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالميّ في دافوس بسويسرا، مضيفاً: “لن نستطيع جني هذه الفوائد ما لم تحل القضية الفلسطينية”، ومن ينسى تصريحات رئيس الكيان الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية الذي تحدث فيها عن أمنيته بزيارة قريبة وعلنية إلى السعودية.

مؤكداً أنه سيكون سعيدا بذلك، وأضاف: “يحتاج السعوديون للانضمام إلى عائلة التطبيع، وذلك ليس متعلقًا بإسرائيل حصرًا، وإنما بعوامل داخلها وبعلاقاتها الأمريكية”، حيث تقترب السعوديّة يوماً بعد آخر من فخ التطبيع العلنيّ، بعد كثير من المعلومات التي كشفها مسؤولون صهاينة حول أنّ إعلان التطبيع السعوديّ مع الكيان الغاصب بات وشيكاً وكشفت المملكة في الأشهر الماضية عبر وزير خارجيتها مراراً، أنّ “التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ سيحدث بالفعل”.

نتيجة نهائية

لم تكن التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها المسؤول السعوديّ البارز الأولى من نوعها، والتي قال فيها: “لطالما نظرنا إلى قضية التطبيع على أنها نتيجة نهائية، لكنها نتيجة نهائية لمسار، المملكة أطلقت مبادرة سلام عربية في العام 2001، وقبل ذلك مبادرة السلام الأولى، وجميعها يفضي إلى تطبيع كامل مع إسرائيل”، وقد أشار السفير الإسرائيلي السابق بالأمم المتحدة دوري جولدفي وقت سابق أنّ العلاقات الإسرائيلية السعودية ستتأثر بعملية نقل السلطة من الملك سلمان عبد العزيز لابنه محمد”.

مؤكّداً لصحيفة “New York Sun” الأمريكية أن محمد بن سلمان أكثر تصميمًا من والده بوضع المملكة على مسار جديد بالعلاقة مع الصهاينة، وأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت الأخيرة للبحرين تؤكّد أن الهدف النهائي لاتفاقيات التطبيع سيفتح باب تطبيع مملكة آل سعود، عقب تصريحات كثيرة من السعوديّة زعمت فيها إلى أنّه لا يمكن تحقيق سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط إلا باتفاق بين الفلسطينيين –أصحاب الأرض والمقدسات- والإسرائيليين –سارقي الأرض وقتلة الأبرياء-، وإلا فلن يلتئم جرح هذه المنطقة وفق ادعائها، لكن مسؤولي المملكة تناسوا أنّ اتفاقات الخيانة التي توقع معهم، هي التي ستعمق الجراح في المنطقة، وتنشر سرطان الاحتلال فيها وتودي بهم إلى الهاوية.

“لم يتغير أي شيء، بالطريقة التي نرى فيها هذا الموضوع، التطبيع ليس النتيجة النهائية، لكنه النتيجة النهائية لمسار، فالسعودية هي من أطلقت مباردة السلام العربية في قمة ما يُطلق عليها الجامعة العربيّة ببيروت عام 2002، وستفضي لتطبيع كامل بين إسرائيل والمنطقة”، هذا ما تكرره السعوديّة دوماً، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إعلاميّة دوليّة إلى أنّ ابن سلمان يقترب كثيرًا من خطوة إعلان التطبيع العلني مع “إسرائيل”، على خطى حلفائه في الإمارات والبحرين.

حيث إنّ مملكة آل سعود حاولت منذ أكثر من عام شرعنة جريمة التطبيع من خلال رجال دينها الوهابيين بما أنّ تطبيع العلاقات بين بعض الدول الإسلاميّة والعدو الغاصب يحتاج إلى فتوى شرعيّة، كما أنّ زيارة بينيت للبحرين اعتبرت دليلاً على المنافسة الدبلوماسيّة بين المنامة وأبو ظبي، وفهمت أيضاً على أنّها دليل على وجود تقدم محتمل في علاقة الرياض مع تل أبيب، وخاصة أنّ البحرين مرتبط بشكل وثيق بالسعودية وجزء لا يتجزأ من اقتصادها، ما يدل على أنّ الرياض سمحت وشجعت تقاربها مع الصهاينة، بل سمحت خلال زيارة بينت للمنامة بمرور طائرته بأجواء البلاد ما زاد التكهنات بأنّ إعلان العلاقات السعودية – الإسرائيلية الرسمية بات قريباً جداً.

وما ينبغي ذكره أنّ ما يُطلق عليها “مبادرة السلام العربيّة”، هي مقترح اعتمدته “جامعة الدول العربية” عام 2002 في قمتها التي عقدتها في بيروت، تنص على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقيّة، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرهم العدو من بلادهم، وانسحاب الكيان الصهيونيّ المجرم من هضبة الجولان السوريّة المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بـ “إسرائيل”، وتطبيع العلاقات معها.

كل تلك المعلومات وغيرها الكثير، تشير إلى أن التطبيع السعوديّ – الإسرائيليّ بات علنيّاً وإن لم يصرح به بشكل رسميّ، وخاصة في الأشهر الأخيرة التي أظهرت بوضوح “معدن السعودية” فيما يخص القضية الفلسطينيّة، حيث تسعى الرياض وفقا لما تقوله الوقائع للحصول على مزايا الخيانة من الناحية العسكريّة والإعلاميّة والسياسيّة، لكن بالمقابل إن طريق الخيانة الذي سلكته الحكومة السعودية محفوف بالرفض والمخاطر الكبيرة بسبب الرفض الشعبيّ القاطع لتلك المسألة ولن تجلب لهم حسب بعض السعوديين سوى “الخراب”، فالعدو باعتقادهم لا يمكن أن يكون صاحباً.