سوف أنشر بعض الملاحظات على مسارات الحرب الأوكرانية ـ الروسية الآن وقد مضى ١٠٠ يوم على اندلاعها.
هذه الملاحظات والإشارات تنطبق على كلّ مكان وكلّ الظروف وتنطبق علينا في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وإيران.
أولاً ـ الاستراتيجية:
نظراً لأنّ الروس أعادوا اكتشاف قدراتهم في أوكرانيا، فإنّ الحصول على الاستراتيجية (والافتراضات التي تقوم عليها) بشكل صحيح أمر بالغ الأهمية للعمليات العسكرية الفعالة والتفكير الاستراتيجي الفعّال أهمّ من التفوق التكتيكي..
ثانياً ـ المعلومات:
العمل على الوصول إلى جميع المعلومات التي نحتاجها ستعمل دول القرن الحادي والعشرين الناجحة على إعداد قادتها ومؤسّساتها للازدهار في هذه البيئة، وليس الاستغناء عنها.
ثالثاً ـ القتال متعدّد الاتجاهات:
القتال في البر والجو والبحر وفي المجالات الإلكترونية والمعلوماتية دفعة واحدة. هذا هو التحدّي المتمثل في تقدّم الحرب الحديثة. سيتطلّب إعادة توازن الاستثمار في القدرات العسكرية المختلفة.
رابعاً ـ التكيّف مع المفاجآت:
ضرورة الانتصار في معركة التكيّف. من المستحيل توقع كلّ احتمال في الحرب. على هذا النحو، فإنّ الفضيلة الرئيسية للجيش ومنظمات الأمن القومي الأخرى هي تصميم أنفسهم بسلام وبهدوء حتى يتمكنوا من التكيّف بسرعة في الحرب، هذا ما أدركه الروس ولو متأخرين بعد نكسة كييف.
خامساً ـ تأمين الموارد:
الحرب عمل جماعيّ، كما ثبت، فإنّ النجاح في الحرب (أو مجرد الصمود) يتطلب التزاماً من جميع الموارد الوطنية. الحرب ليست مهمة عسكرية، ولكنها تتطلب التزام كلّ البيئة ومورد متاح.
سادساً ـ الصبر:
الحروب التي تبدأ بتوقّع أنها ستنتهي بسرعة وبشكل نظيف ورائع انتهت على الإطلاق تقريباً. هناك أمثلة متعددة من القرن العشرين بدأت في العام ٢٠٠٦ والآن هذه الحرب هي دليل آخر.
سابعاً ـ العامل البشريّ:
الاقتناع بالقضية اقتناع الجندي بالهدف الذي يحارب من أجله في حين أنّ هناك تركيزاً كبيراً على التكنولوجيا في الحرب، لا توجد حلول تقنية سحرية في الصراع. لا يمكن لآلة أن تلهم أمة أو تجمع تأييداً محلياً ودولياً. لا يستطيع روبوت إمساك يد جندي لتهدئته أثناء وفاته في ساحة الحرب.
ثامناً ـ مركزية وقوة القيادة:
القيادة المركزية الجيدة وأهمية القائد شخصيته حضوره الدائم أمام الجمهور.
أخيراً ـ القرارات الصائبة في الوقت الصحيح:
الحروب هي نشاطات بشرية وليست تكنولوجية. يتخذ البشر (السياسيون في المقام الأول) قرارات خوض الحرب، وهم بذلك يظهرون مجموعة من المشاعر بما في ذلك الغطرسة والذكاء والغباء والجبن وحسن وسوء الإدارة. فالتعامل البشري بقراره يحدّد مصير جنوده على الأرض وبالتالي نتيجة الحرب.
ــــــــــــــــــــ
نضال حمادة