خلال الشهرين الماضين والتي أعلنت فيهما الأمم المتحدة عن هدنة في اليمن، مارس التحالف السعودي الإماراتي انتهاكات جسيمة وخروقات عديد لبنود الهدنة المعلنة في اليمن، حيث إن التحالف السعودي عرقل مسار الهدنة ورفض تشغيل الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لفترة طويلة تحت ذرائع واهية، بعد أن تبين للجميع أن التحالف هو من يعرقل مسار الهدنة خضعت السعودية وسمحت لعدد قليل من الرحلات بالهبوط في مطار صنعاء الدولي.
وفيما يخص بنود الهدنة حول وصول السفن ودخول المشتقات النفطية إلى اليمن ايضاً تعنتت السعودية كثيراً، السعودية ايضاً لم تكتفِ بعدم الالتزام ببنود الهدنة وإنما استمرت في تجاوزها حيث نقضت الهدنة المعلنة من خلال التحركات العسكرية بين الحين والاخر.
حكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني وحرصاً منها على نجاح الهدنة دعت مراراً وتكراراً الجانب السعودي إلى الالتزام بالهدنة والتوقف عن الخروقات العسكرية، لكن تحالف دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) استمر في السير بخط معاكس للجهود السياسية والاممية لوقف الحرب علي اليمن، حيث إن تصرفات دول العدوان أكدت عدم التزامها بتنفيذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن.
موخراً ومن خلال تصريح لوزير الدفاع اليمني عادت القوات المسلحة اليمنية لتأكد أنها اليوم تقف أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد والجهوزية والاقتدار القتالي العالي براً وبحراً وجواً، فبعد تحركات قوى العدوان خلال فترة الهدنة رصدت القوات المسلحة اليمنية مجمل المستجدات ومنها تشكيل ما تسمى قوة المهام البحرية متعددة الجنسيات بقيادة أمريكا ونشرها في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وصولاً إلى خليج عدن وبمشاركة قوات الأسطول الخامس الأمريكي، وذلك في انتهاك صارخ للمياه الإقليمية اليمنية وبهدف محاصرة اليمن ونهب ثرواته النفطية والغازية، وفرض الهيمنة على ممرات الملاحة الدولية.
دول العدوان تستغل الهدنة لترتيب صفوفها وتمرير مخططاتها العدائية
على الرغم من الجهد الكبير لحكومة الانقاذ الوطني في إنجاح الهدنة حيث إنها تفتح آفاقاً جديدة للسلام باعتبارها تساعد المواطنيين في تخفيف معاناتهم في التنقل على الأقل كإجراء أولي، إلا أن التعنت السعودي وعم الالتزام بالاتفاقات كان واضحاً. من خلال خلط الأوراق التي يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، والتي يعتقد أنه سيستفيد منها خلال الفترة المقبلة لتحقيق انتصار له.
وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن قوى تحالف العدوان تستغل الهدنة لترتيب صفوفها وتمرير مخططاتها العدائية، مشيرًا الى أن قوات الجيش واللجان الشعبية ملتزمة بتوجيهات قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، وهي على أتمّ الاستعداد والجاهزية القتالية لمواجهة أي طارئ.وأكد اللواء العاطفي في تصريح يوم الثلاثاء أن نوايا قوى العدوان المبيتة على المستويين العسكري والإنساني تكشّفت خيوطها التآمرية من خلال محاربتها لكل خطوات السلام والمبادرات التي تدعو لإنهاء الحرب العدوانية على اليمن.وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية ملتزمة بتوجيهات السيد الحوثي بالتحمل والصبر والثبات على الموقف المعلن.
القوات المسلحة اليمنية في أتمّ الاستعداد لمواجهة أي طارئ
قال اللواء العاطفي: “كنّا نأمل أن تكون الهدنة الأممية هي البداية لإنهاء العدوان والحصار، والتأسيس لخطوات مبنية على الثقة واستشعار المسؤولية، لكن من خلال الواقع على الأرض وجدنا أن الغزاة المعتدين لم يلتزموا ببنود الهدنة، وهذا يدل على أننا أمام عدو لا يؤمن بلغة السلام ومنهجه الإجرامي وحقده الدفين على شعبنا هو المسيطر عليه في كل سلوكياته”.
ولفت إلى أن قوى العدوان تستغل الهدنة لترتيب صفوف أدواتها وتمرير مخططاتها وسيناريوهاتها العدائية التي تجري اليوم تحت مسميات متعددة ومنها ما يسمى ”مجلس القيادة الرئاسي” الذي يُعدّ الورقة الأخيرة لهم في التحضير لمعركة قادمة والدفع بأدواته لإشعال الصراع والحروب الداخلية ظنًا منهم أنهم سيكونون بمنأى عن عواقبها.
وأضاف اللواء العاطفي: “نقول لدول العدوان، إن ما يتمنوه لن يتحقق وسيكونون هم الهدف الأول وأن القادم عليهم أكثر وجعًا مما مضى”.وأوضح اللواء العاطفي، أن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان بمختلف مستوياتها القيادية والهيئات والمناطق التابعة لها، قد أعدت العدة المطلوبة للبناء العسكري النوعي والتحديث والتطوير للوسائل والأساليب العسكرية الصناعية والتكتيكية المتكاملة.
من جهةٍ اخرى قال وزير الدفاع اليمني : “نحن في أتمّ الاستعداد والجاهزية القتالية لمواجهة أي طارئ، وحاضرون لكل الخيارات العسكرية وقادرون على انتزاع حقوقنا في السلم أو الحرب”.وٍأشاد اللواء العاطفي، بـ”صلابة وصمود أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار الذين يجسدون الأقوال بالأفعال في مواجهة طغاة العصر وأعداء الأمة والسلام، انتصارًا للشعب اليمني وحقه المشروع في بناء حاضره ومستقبل أجياله في يمن حرّ مستقل قوي وموحد بعيدًا عن الوصاية والهيمنة الخارجية التي ولت إلى غير رجعة”.
في الختام من الواضح أن استمرار التحالف في السعي لتنفيذ مخططه في اليمن سيضاعف المحنة السعودية والخسائر، وسيضاعف اضطراب سوق الطاقة، وسوف تنزلق دول التحالف في منزلق الفشل المزمن والانهزام الفاضح الذي لا تخفّف من أثره السياسي والميداني شتى المحاولات الخائبة والمكابرة المهزوزة. ومن الواضح أن استمرار التحالف السعودي الإماراتي في السعي نحو التمادي والاجرام بحث الشعب اليمني سوف يؤدي إلى تبعات كبيرة وخسائر اقتصادية كبيرة لدول التحالف.
حيث إن ضرب المنشات النفطية والاماكن الحساسة في العمقيين السعودي والإماراتي أصبح ضمن أهداف الجيش اليمني في سبيل حق الدفاع المشروع عن الوطن وهنا تطرح التساؤلات بعد التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع اليمني هل تدرك دول العدوان خطورة الصلف التي تمارسه في اليمن وما سيترتب عليه من ضربات موجعة للعمقين السعودي والإماراتي وضرب للمنشآت والمواقع الحساسة ؟