تستمر المعارك وتشتد في شرق أوكرانيا، حيث أعلنت أوكرانيا، أن المعارك في منطقة دونباس بلغت حدّها الأقصى، فيما لا تزال القوات الروسية تتوغل في المنطقة الصناعية، وتقتحم مواقع الجيش الاوكراني في عدة اتجاهات.
ويحاصر الجيش الروسي العديد من المدن خصوصًا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، التي تشكل عائقا للوصول إلى المركز الإداري الشرقي لأوكرانيا في كراماتورسك، وقد خطط الجيش الروسي لمسار بطيء ولكن ثابت للتوغل في منطقة دونباس، فيما قالت الخارجية الأوكرانية إن معركة إقليم دونباس، تشبه إلى حد بعيد معارك الحرب العالمية الثانية.
في السياق ذاته، أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية عن اكتشاف مسلحين أوكرانيين مختبئين في منطقة “آزوفستال” في ماريوبول ولا يستبعد وجود آخرين، وقال إن جميع أطقم السفن الأجنبية المتواجدة في ميناء ماريوبول تم إرسالهم إلى بلدانهم، فيما قال أن قوات بلاده دخلت مناطق خيرسون وزابوروجيه وخاركوف في أوكرانيا، منوها باستحالة حماية دونباس إلا من خلال الوصول إلى حدود الجمهوريتين.
في سياق اخر صرّح سفير جمهورية لوغانسك الشعبية لدى روسيا، بأن عدد الأسرى الأوكرانيين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين يبلغ الآن ثمانية آلاف، وهو آخذ في الازدياد.. هذا وقد قال مسؤول في مدينة زابوروجيه الأوكرانية، إن أوكرانيا فقدت الوصول إلى بحر آزوف، لأن منطقتي زابوروجيه وخيرسون لن تعودان أبدا تحت سيطرة كييف.
بدوره،قال المستشارُ الألماني “أولاف شولتز” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سيَفشَل في خططه بشأن أوكرانيا، وأشار شولتس خلال كلمتِه أمام منتدى دافوس إلى أن بوتن سيذهب إلى مفاوضات السلام، عندما يُدرك فشلَه.
المساعدات الغربية لـــ”أوكرانيا”
من جانبه، يستمر الغرب في ارسال المساعدات المالية والعسكرية، هذا وقد دعا الأمين العام لحلف الناتو الدول الأعضاء في الحلف إلى أن تكون جاهزة لتقديم المساعدات لأوكرانيا خلال فترة طويلة، وأضاف يدور الحديث ليس فقط نقل المعدات العسكرية الجديدة إلى أوكرانيا، بل والحفاظ على المواد المسلمة إليها في حالة صالحة للعمل.
حيث أعلنت كوريا الجنوبية،أنها تعتزم إرسال دفعة ثالثة من المعدات العسكرية غير الفتاكة إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن تصل الدفعة الثالثة من الإمدادات الكورية الجنوبية الإنسانية التي تبلغ قيمتها 1.5 مليار وون (1.18 مليون دولار).
كما سخر السفير الأوكراني في برلين من تأخر الإمدادات العسكرية، وإسرائيل ترفض طلبا أمريكيا بالسماح بنقل صواريخ “سترايك” المضادة للدبابات إلى أوكرانيا، وتعليق روسي على قرار إسرائيل بشأن توريد صواريخ لأوكرانيا “السبب تعدد أطراف المواجهة الحالية”.
العقوبات وتداعيتها
هذا وارتفاع أسعار النفط في ظل مساعي الاتحاد الأوروبي حظر النفط الروسي في ظل مساع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل حظر إمدادات النفط الروسي، وبحلول الساعة 12:26 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.73% إلى 111.14 دولار للبرميل.
فيما صعدت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 0.61% إلى 114.72 دولار للبرميل، هذا وقد صرح المفوض الأوروبي للعدالة، أن بلدان الاتحاد الأوروبي جمدت أصول “بنك روسيا” بمقدار نحو 23 مليار يورو
من جانبه، قال بافيل سوروكا، الخبير والأستاذ البولندي في جامعة “جان كوتشانوفسكي” إن ألمانيا ليست مهتمة بـ “نجاح وانتصار” أوكرانيا، لأنها تسعى إلى إقامة علاقات وثيقة مع روسيا، وأضاف، أن برلين لا تريد تقديم مساعدة جادة إلى كييف، هذا يعني أنهم لا يريدون أن تخسر روسيا، منوها بأن هذا يرجع إلى المصالح الاقتصادية لبرلين.
فيما قال وزير الاقتصاد البرازيلي، باولو جيديس، إن أوروبا قد تخسر أمريكا اللاتينية كما خسرت روسيا، وأضاف أخبرت الأوروبيين أنهم فقدوا روسيا، والآن سيخسرون أمريكا اللاتينية. وسيُتركون وحدهم إذا لم يفهموا أنهم بحاجة إلى الاندماج.
وأعتبر أندرو ليثيم، أستاذ العلاقات الدولية إن الدعوات إلى “هزيمة كاملة” و”إذلال” لروسيا تأتي بنتائج عكسية، ولن يكون لمثل هذه النتيجة تأثير إيجابي على الأمن الدولي.
