الرئيسية أخبار وتقارير حصار تعز.. حقيقة حصار أصبح حائط مبكى لعملاء التحالف

حصار تعز.. حقيقة حصار أصبح حائط مبكى لعملاء التحالف

سلسلة مبادرات قدمتها القيادة السياسية في صنعاء طيلة سنوات العدوان على اليمن لفتح منافذ تعز، وكلها كانت تقابل بالرفض من قبل مرتزقة العدوان، بدءا بأول مبادرة قدمت في عهد الرئيس الشهيد صالح الصماد، في بداية العدوان، والتي اعترف المرتزق حمود سعيد المخلافي بأنه رفضها.

ومرورا بمبادرة مشاورات السويد التي رفضها المرتزق عسكر زعيل، ثم مبادرات ومبادرات، كان آخرها قبل أيام ما طرحه عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي من مبادرة لفتح المنافذ من 3 نقاط، ليأتي مرتزقة العدوان بشاهد من أنفسهم بأن الخونج هم من يرفض تلك المبادرات لأنهم المتضرر الوحيد من فك حصار تعز.

كان الجانب الوطني هو المبادر دائما لفتح منافذ تعز وتسهيل حركة المواطنين، كان آخر تلك المبادرات نهاية الأسبوع الماضي. حيث أعلن عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي نهاية الأسبوع الماضي عن مبادرة لرفع الحصار عن المدينة تتضمن ثلاثة بنود؛ الأول ‏إنهاء القتال، والثاني رفع المواقع من الجانبين ثم فتح الطرقات.

وأكد الحوثي أن المبادرة متاحة إذا وافق عليها الطرف الآخر، وأنه في حال الموافقة ستبدأ أولى خطوات التنفيذ في صبيحة اليوم التالي.

والأسبوع المنصرم، أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية موافقتها على فتح الطريق الرئيسي غربي مدينة تعز، غير أن المقترح قوبل بالرفض من قبل ما يسمى “محور تعز” الجناح العسكري للخونج في المدينة المحتلة والذي يقوده المرتزق خالد فاضل.

وجاء المقترح بعد أيام من رفض الخونج مقترحات مشابهة بفتح الطريق الشمالي للمدينة، وسط رفض ما يسمى محور تعز فتح الطرقات التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين ويكتفي بالسيطرة على الطرق والمعابر التي تدر عليه الملايين من الريالات جراء الجبايات غير القانونية، وهو الأمر الذي يؤكد تمسك مرتزقة العدوان ورعاتهم بالمساومة على معاناة اليمنيين.

وسبق أن اعترف القيادي المرتزق حمود سعيد المخلافي -في بداية العدوان- بأنه كان هناك عرض بفتح معابر تعز لكنه رفض ذلك وتمسك بخيار الحرب.

ومع إعلان اتفاق الهدنة مطلع الشهر الماضي، أبدى نشطاء مرتزقة حزب “الإصلاح” استياء كبيراً من البند المتعلق بإجراء مشاورات بين الأطراف لفتح الطرقات في تعز وغيرها من المحافظات.

تأريخ تسلسل المبادرات

في 10 أيلول/ سبتمبر 2015، كانت هناك مساعٍ حثيثةٌ قام بها الشيخ علي الصلاحي الذي تم تفويضه من قبل الرئيس الشهيد صالح الصماد هو وعدد من مشايخ ووجاهات تعز وبذل جهوداً كبيرةً، وعندما تم التوصل إلى بنود اتفاق مع المرتزق حمود المخلافي، سافر الشيخ الصلاحي لصنعاء وعرض البنود على الجميع ومنهم رئيس المجلس السياسي الأعلى، وحرصاً على إخراج تعز من دائرة الحرب، وافق رئيسُ المجلس السياسي على الاتفاق كما هو.

وبعد الموافقة على ما اشترطه المخلافي بتوقيع الآخرين مسبقاً وتمت الموافقة على ذلك ووقّع على الاتفاق، اشترط المرتزق حمود المخلافي، مجدداً، موافقة خطية من الرئيس الصماد كشرط تعجيزي آخر، متوقعاً عدم الموافقة واشترط صيغة معينة، وافق الصماد وكتب موافقةً خطيةً بصيغته المشروطة. ولكن كان هناك قرارٌ سعودي أمريكي لا يريد لتعز السلام، بل يريدها ساحة لحربٍ مفتوحةٍ تطحن الأرض ومن عليها.

بعدها بأشهر، تحديدا في 10 أبريل 2016 تم التوقيع على اتفاق لجان التهدئة بناء على اتفاق ظهران الجنوب الذي وقعه عن المرتزقة عبدالكريم شيبان وعلي المعمري وعن الجيش واللجان الشعبية الشيخ محمد عبدالله بن نايف وزكريا المطاع وللتنصل من تنفيذه لجأ المرتزقة للتصريحات الإعلامية والتأجيج بأن الطرف الآخر لم ينفذ الاتفاق بالتزامن مع التصعيد عسكريا في عدة جبهات.

وفي 2 يونيو 2016 تم التوقيع على مبادئ تفاهم لإنشاء ممرات آمنة في تعز بحضور منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جورج خوري ووقعه من جانب صنعاء القاضي أحمد أمين المساوى وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة الشيخ محمد أحمد الحاج ورئيس لجنة التهدئة الشيخ محمد عبدالله نايف ونائبه الدكتور يحيى الجنيد والشيخ عبدالله أمير وكيل المحافظة وممثلان لمنظمات المجتمع المدني.

وكان من المقرر أن يتم توقيع محضر مماثل من قبل الطرف الآخر داخل المدينة إلا أنهم رفضوا وتنصلوا وقاموا باستهداف مواقع لأبو العباس داخل الباب الكبير وقصفها ورمي الاتهامات على الجيش واللجان الشعبية.

عقب ذلك تم إطلاق مبادرة من طرف واحد حيث قام الجانب الوطني بفتح طريق منفذ غراب قرب مصنع السمن والصابون التابع لمجموعة بيت هائل سعيد التجارية بحضور لجنة التهدئة: محمد عبدالله نايف ويحيى الجنيد ومنصور أحمد صدام وأحمد أمين المساوى وعدد من الشخصيات.

بعدها بشهرين أي في أغسطس 2016 قام مرتزقة العدوان عبر ما تسمى “ألوية الحسم” بتسريب عدد من العناصر بملابس مدنية الى قرى غراب وقتل عدد من شباب تلك المنطقة والزحف على الممر الإنساني محاولين الوصول لمصنع السمن والصابون وخط الستين فتم صد الهجوم وملاحقتهم الى الأرتاب التابعة لهم في المطار القديم.

ومن ضمن تلك المبادرات التي ظل الجانب الوطني يسعى من خلالها لإيجاد أي اتفاقٍ وبأية صيغةٍ كانت؛ لإخراج المحافظة من نفق هذه الحرب التي أتت على كُلّ شيء، تم الاجتماع في مقر الهلال الأحمر بحضور الأمين العام للمجلس المحلي، حيث حضر عن الخونج وشركائهم القيادي المرتزق صادق البعداني، وكانت الحلول مقترحة من قبل المرتزقة أن يقوم ما يسمى “محور تعز” التابع للخونج باستلام كُلّ المواقع العسكرية وانسحاب كُلّ “المجاميع المسلحة” من جميع الأطراف، وبعد موافقة الجميع رفض المرتزق صادق البعداني التوقيع أَو التفاهم.

ثم كانت هناك مساعٍ من قبل اللجنة الثورية العُليا حيث كلفت عضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان، بالنزول إلى تعز وتقديم مبادرة بفتح المنافذ، ولكن كلما تمت الموافقة على جُزئية طلب المخلافي ومرتزقة العُدْوَان جزئية أُخْرَى، وبالأخير يأتي حمود سعيد المخلافي ويعيد الأمر إلى السعودية وأن القرار خرج من يده.

وخلال مشاورات السويد جرى التحدث عن مبادرات بخصوص تهدئة كافة جبهات تعز وكان ممثل الطرف الوطني في تعز سليم محمد المغلس فيما كان المرتزق عسكر زعيل، ممثل مرتزقة العدوان هو الذي رفض مبادرة التهدئة تلك.

ومن ضمن المبادرات التي طرحتها القيادة السياسية في صنعاء فتح طريق نقيل الإبل صالة من طرف واحد، ليتم عرقلتها من قبل مرتزقة العدوان بحجة أن جماعات تكفيرية بقيادة المدعو أبو العباس كانت تسيطر على تلك المناطق. وبعد إخراج جماعة أبو العباس من المدينة القديمة وتلك المناطق أقيمت الحجة عليهم.

كما طرحت القيادة السياسية مبادرة لفتح طريق المطار القديم حذران وفق آلية متفق عليها وضامنة لسلامة عبور المواطنين من هذه الطريق، ليكون خونج التحالف هم من رفضوها.

إلى ذلك دعا الشيخ علي القرشي مدير مديرية شرعب الرونة ورئيس لجنة مبادرة الشهيد اللواء أمين الحميري، في 2019 إلى فتح المنفذ الغربي لمدينة تعز (طريق شرعب – المطار القديم)، وتسهيل حركة تنقل المواطنين ورفع معاناتهم.

أكد الأكاديمي المقرب من تحالف العدوان، خالد الشميري، أن خونج التحالف هم من يرفضون، منذ بداية العدوان وحتى اليوم، فك الحصار عن محافظة تعز لأنهم سيكونون المتضرر الوحيد من ذلك.

وقال الشميري في سلسلة تغريدات على “تويتر” إن “المتضرر الوحيد من فك الحصار على تعز هو محور تعز وبلاطجة الإخوان والقاعدة الذين كانوا يستغلون ذلك الحصار بفرض الجبايات على المواطنين والتجار حيث كانت تدر عليهم أموالا طائلة”، مشيرا إلى أن تلك “العصابات الإرهابية لا يمكن أن تعيش إلا في بيئة مشابهة لبيئة كابُل” في أفغانستان.

وأشار الشميري، والذي يعمل رئيسا لما يسمى مركز “الدراسات السياسية”، إلى أن “الإخوان وعناصر حمود المخلافي يحاولون التمسك بالبيئة المحاصرة التي احتضنتهم في تعز لسنوات؛ حيث كانت مركزاً خصباً لتفريخ عناصرهم الإرهابية ومن ثم تصديرها إلى الجنوب”. وأضاف: “فك الحصار عن تعز سيخرجهم (الخونج) عن المشهد وسيعرقل مشروعهم والذي يتخذ من تعز بؤرة لانطلاقه”.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version