لوّحت فصائل «الانتقالي» باستخدام القوة ضدّ أيّ استفزاز من أيّ طرف موالٍ للوحدة، ولا يبدو أن الأمور ستسير على خير بين مايسمى بـ “المجلس الرئاسي” الجديد وما يسمى بـ “المجلس الانتقالي، اللذين يتّخذ كلّ منهما مقرّاً له في عدن؛ إذ تتتالى بوادر الانشقاق بينهما، وآخر مظاهرها الاختلاف على الاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية
وأعادت الترتيبات التي أجراها مايسمى بـ «المجلس الرئاسي» في عدن للاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية الـ32، إلى الواجهة، الصراع بينه وبين «الانتقالي»، الذي يَعتبر الاحتفال بهذه الذكرى «تحدّياً» للإرادة الشعبية في المحافظات الجنوبية، ونسفاً لما تبقّى من مناصريه.
وتلقّت حكومة المرتزقة تحذيرات من عدد من الفصائل التابعة لـ«الانتقالي»، الثلاثاء الماضي، من تداعيات «استفزاز الشارع الجنوبي»، مع تلويح باستخدام القوّة «ضدّ أيّ حماقات».
ولم تقتصر ممانعة «الانتقالي» إحياء ذكرى الوحدة على عدن، بل شملت المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرته كافة، وهو ما ألجأ «الرئاسي» إلى السعودية لطلب الضغط على الأوّل من أجل السماح بإقامة فعاليات رمزية في عدد من المحافظات.
وبعد أخذ وردّ وضغوط من «التحالف»، أفاد أكثر من مصدر مقرّب من مايسمى بـ «المجلس الرئاسي» بأن الأخير سوف يكتفي باحتفال رمزي يقام في قصر المعاشيق الرئاسي الخاضع لحماية قوات سعودية.
وكانت حكومة المرتزقة أعلنت أنه، بناءً على توجيهات رئيس «المجلس الرئاسي» الرتزق رشاد العليمي، جرى استكمال الترتيبات المرتبطة بذكرى الوحدة، مُوجّهة جميع العناصر التابعة لأمن عدن، وما وصفتها بـ«القوات المشتركة» الموالية لطارق عفاش، بتأمين كافة المؤسسات الحكومية في المدينة، الأمر الذي قوبل من قِبَل مليشيا الانتقالي بسخط كبير، فيما ردّت الميليشيات التابعة له بنشر المئات من عناصرها في شوارع عدن.
وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر محلية انتشار العشرات من الأطقم التابعة لطارق عفاش في محيط منطقة بئر أحمد، في أعقاب تداول ناشطين جنوبيين أنباء عن قيام «الانتقالي» بمنع دخول تعزيزات عسكرية جديدة تابعة لنجل للمنافق طارق إلى المدينة.
وأفادت مصادر محلية في عدن، بأن التوتر العسكري في المدينة دفع بالعليمي إلى فتح باب النقاش مع نائبه عيدروس الزبيدي، مقدّماً له عدّة مقترحات كي يسمح «الانتقالي» لـ«الرئاسي» بتنظيم حفل خطابي في عدن، موضحةً أن بين تلك المقترحات أن يتمّ الاحتفال بالذكرى في قاعة مغلقة، لكن الزبيدي رفض التعاطي مع أيّ طلبات بهذا الشأن.
كذلك، وجّه «الانتقالي» فروعه في عدد من المحافظات الجنوبية بالترتيب للاحتفال بالذكرى الـ28 لفك الارتباط، مُقرّاً أيضاً إقامة فعالية مركزية مناهضة للوحدة في مديرية المعلّا.
وفي خضمّ أجواء الاحتقان هذه، طاردت مدرّعات تابعة لـ«الانتقالي» الباعة الذين ينحدرون من المحافظات الشمالية في عدد من شوارع عدن.
كما شدّدت ميليشيات المجلس إجراءاتها ضدّ القادمين من هذه المحافظات إلى المدينة، في وقت حذر فيه المسؤول في مكتب محافظ عدن، فهد الخليفي، من حدوث فتنة في الجنوب، مطالباً بإلغاء أيّ احتفالات بالوحدة.