بعد مماطلة وعرقة تحالف العدوان السعودي الأمريكي تنفيذ اتفاق الهدنة ومنها بند يقضي بتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى مطار صنعـاء ومنه، وصلت إلى مطار صنعـاء الدولي، اليوم الإثنين، أول رحلة تجارية منذ بدء الهدنة.
مماطلة وتأخير
يماطل تحالف العدوان في تنفيذ بنود الهدنة مع استمرار ارتكاب قوى العدوان خروقات متواصلة في الجبهات، أشار الإعلام الحربي اليمني إلى بلوغها أكثر من 5000 خرق خلال شهرها الأول، حيث دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 2 أبريل الماضي وتنتهي في 2 يونيو القادم.
وكان من المقرر تسيير هذه الرحلة في 24 أبريل إلى العاصمة الأردنية عمّان، إلاّ أنّ شركة الخطوط اليمنية أعلنت تأجيلها وعدم سماح تحالف العدوان لها بتشغيلها، وطالبت هيئة الطيران المدني والأرصاد اليمنية الأمم المتحدة أن “تلتزم ببنود الهدنة بتسيير الرحلات الـ16 المتفق عليها خلال الفترة المتبقية من الهدنة للتخفيف من معاناة المواطنين.
مرضى غادروا للعلاج
وحملت الرحلة الأولى على متنها نحو 151 من المرضى إلى العاصمة الأردنية، ومن المتوقع تسيير عدد من الرحلات الجوية من العاصمة صنعاء إلى الأردن ومصر خلال الأيام المتبقية، في حين رحبت الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعـاء منذ 6 سنوات، معبراً عن أمله أن توفر بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي في الخارج.
رش الطائرة بالمياه
لفت انتباه الكثيرين قيام طاقم مطار صنعـاء الدولي عبر سيارات الإطفاء برش الطائرة بالمياه، إذ توقفت شاحنتا إطفاء على ضفتي طريق الطائرة وفتحت خراطيم المياه لتشكيل قوس تخترقه الطائرة المتأهبة للإقلاع، في مشهد غير مألوف.
وذهب البعض للقول أنها ربما لتنظيف الطائرة، لكن ماحدث لم يكن من أجل التنظيف، حيث وهناك جزء بسيط من المياه يسقط على الطائرة، مايعني أن هذا ليس من أجل تنظيفها.
وفي بحث للمشهد اليمني الأول عن الأسباب، تبين أن ذلك يعود لتقليد وعُرف في المطارات، يُعرف بـ “تحية الطائرة بالمياه” (Water cannon salute) وهو عُرف دولي عريق وشائع للاحتفال بمناسبة خاصة في طقوس ترحيبية، يقوم خلالها طاقم المطار بضخ المياه عبر شاحنتي إطفاء على شكل أقواس تعبر الطائرة خلاله، وتدل على الاحترام والتقدير والامتنان.
[videopack id=”210543″]https://www.alyemenione.com/wp-content/uploads/2022/05/رش-طائرة-اليمنية-بالمياه-في-مطار-صنعاء-بعد-6-سنوات-من-توقف-المطار_2.mp4[/videopack]
متى بدأ استخدام تحية المياه في عالم الطيران؟
بدأت تحية المياه للطائرة في التسعينيات، عندما بدأ مطار “سولت ليك سيتي الدولي” في ولاية يوتاه الأمريكية بتحية الطيارين المتقاعدين التابعين لشركة دلتا ايرلاينز من خلال إنشاء قوس مائي تمر تحته الطائرة.
أسباب استخدام تحية المياه في المطارات
تستخدم تحية المياه للاحتفال بالعديد من المناسبات، منها:
– استقبال شركة طيران جديدة تصل المطار لأول مرة.
– الاحتفال بطائرة تجارية جديدة تعمل لأول مرة.
– الاحتفال بالرحلة الأخيرة لشركة طيران معينة في مطار معين.
– الاحتفال بالرحلة الأولى لطائرة أو وصول نوع جديد من الطائرات.
– في حال تقاعد كابتن طائرة أو مراقب الحركة الجوية.
– الترحيب بفريق رياضي عائد إلى أرض الوطن.
– الترحيب بشخصية بارزة.
ترحيب بأول رحلة منذ 6 سنوات
وفي حالة مطار صنعـاء الدولي المتوقف بسبب تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ 6 سنوات تم الترحيب بأول رحلة تجارية من المطار بالتحية المائية الخاصة لتنم عن الاحتفال بطائرة تجارية جديدة تعمل لأول مرة في المطار منذ وقت طويل.
وتم ذلك وفق العرف المعروف في المطارات باستخدام شاحنتي إطفاء متقابلتان على جانبي المدرج التي ستمر منه الطائرة، وفي لحظة مرورها تبدأ سيارات الإطفاء برش الماء على الطائرة عن طريق إنشاء قوس عالي من المياه، ويمكن لكل مدفع ماء أن يستمر لمدة دقيقتين، واستخدام ما يصل إلى 3000 جالون من الماء، كما يجب وضع شاحنات الإطفاء في مواقع آمنة.
يشار إلى أن عملية التحية المائية يجب أن تأخذ في اعتبارها جملة أمور منها اتجاه الرياح وسرعتها، والتنسيق مع برج المراقبة، ومن المهم أن يعلن الطيار عن تحية المياه للركاب – وإلا فإن مشهد سيارات الإطفاء والأضواء قد يسبب حالة من القلق بين الركاب.