من ناجي العلي إلى شيرين أبو عاقلة ومن ناصر السعيد إلى خاشقجي.. كيانا العدو الصهيوني والسعودي “لا نجاعة للغدد السرطانية سوى الإستئصال”
“خاص”
“اسمي حنظلة، وُلدت في 5 يونيو/حزيران 1967، اسم أبي مش مهم. أمي اسمها نكبة، وأختي اسمها فاطمة، نمرة رجلي ما بعرف لأني دايماً حافي، أنا مش فلسطيني ولا أردني، مش كويتي ولا لبناني ولا مصري، أنا عربي”، قالها صاحب الأيقونة النضالية للقضية الفلسطينية في إحدى تصريحاته.
الشهيد الرسام الفلسطيني ناجي العلي، وبنحو 40 ألف عمل صاغ من خلال ريشته رؤيته للثورة واستعادة الأرض والعودة باستخدام الرسم، مبتدع الشخصية الشهيرة “حنظلة”، و”حنظلة” الطفل ابن العاشرة شخصية كاريكاتيرية ابتدعها ناجي العلي عام 1969م، وقال عنه الرسام إنه لن يكبر إلا بعد عودته إلى فلسطين موطنه الأصلي، ويفسر ذلك بأنه “في تلك السن غادر فلسطين، وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعدُ في العاشرة، ثم يبدأ الكبر؛ فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما أن فقدان الوطن استثناء”.
ويظهر “حنظلة” دائما مديرا ظهره عاقدا يديه خلفه، عاش الرسام الكاريكاتوري في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان بعد أن هاجر مع أهله من قريته بين مدينتَي الناصرة وطبريا الفلسطينية عام 1948. وبسبب نشاطاته المناهضة للعدو الإسرائيلي اعتُقل صبياً أكثر من مرة، فتحدى السجان واستمر برسم رسومه المقاومة للاحتلال على جدران الزنازين، وشأنه شأن الثائرين والمقاومين اغتيل ناجي العلي بحقد صهيوني معهود، إلا أن قاتليه لم يتمكنوا من محو رسومه من الذاكرة، حتى باتت شخصية حنظلة أيقونة للقضية الفلسطينية والمقاومة.
روايات متضاربة بين الأمس واليوم
تقول الروايات أن هناك تضارب حول هوية قاتلي الرسام ناجي العلي، واليوم يكتمل المشهد للقاتل المجرم الذي كرر جريمة إزهاق الكلمة والصورة باغتيال الصحافية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة “شيرين أبو عاقلة” في مخيم جنين في الضفة الغربية.
تتضارب روايات كيان العدو الإسرائيلي اليوم حول قاتلي الصحافية شيرين، وكما اعتادت الصهيونية بامتصاص الصدمة واللعب على الذاكرة لوأد غضب الشارع العربي والفلسطيني بترحيل القضية إلى لجان التحقيق.
الكيان العدو للإنسانية
يواصل كيان العدو الإسرائيلي تقديم نفسه ككيان له حيز من الشرعية في الوجود، حتى مع كونه كيان محتل وغاصب، فهو من يقوم بالتحقيق وهو من يقضي على الإرهاب، والمجتمع الدولي المنافق يشجعه على ارتكاب الموبقات بطلب تحقيق حول الجريمة، دون المطالبة بلجان تحقيق دولية ودون القصاص منه ودون البحث على المجرمين ودون حتى إلزامه بالقرارات الدولية على أساس حل الدولتين، برغم فظاعة وجرم القرار الدولي بحق أرض وشعب فلسطين العربي، يرفض الكيان الإنصياع له، ويرفض المجتمع الدولي إرغام الكيان على الإلتزام به.
كيان العدو الإسرائيلي وكيان العدو السعودي
قلنا مرارا أن الكيانين الإسرائيلي والسعودي كلاهما يغتصبان أراضي شعوب عربية، فالأول اليهودي التلمودي غاصب لفلسطين والمقدسات الاسلامية وتؤامه الآخر العدو السعودي الوهابي التكفيري غاصب لنجد والحجاز والمقدسات الإسلامية، وحدهم على وجه الأرض لايخضعان للقانون الدولي والإنساني ولا يهتما أساسا للإلتزام به، فهما كيانان يتوسعان ويستمران بالقتل والإجرام والتكفير للآخرين.
كما تناسى العالم جرائم الكيانين بحق الملايين من السكان الأصليين في فلسطين ونجد والحجاز، ومنهم الصحافيين والإعلاميين، من الفلسطيني ناجي العلي إلى الحجازي ناصر السعيد، ومن الفلسطينية شيرين أبو عاقلة إلى النجدي جمال خاشقجي، لدى الكيانين خبرة في الإنكار وبراعة في الإقرار وحنكة في الإدعاء بتنفيذ العدالة، وهما في الأساس نقيضا من الإنسانية برمتها ناهيك عن العدالة.
تدمير مكاتب قنوات فضائية وصحف وهدم مقرات عمل صحافية وطحن وتهشيم مئات الآلاف من عظام الأطفال والنساء والكبار والصغار على مدار عقود، هذا الرصيد يرسخ في الذهنية الإنسانية أن الكيانين لا ولن يقفا عند مجرد تحقيق أو إلتزام بالقانون الدولي والإنساني، هذان الكيانان غدة سرطانية وحالة طارئة ومؤقتة ولا نجاعة للسرطان سوى الإستئصال والإستصال فقط وفقط، وعند المقاومة الخبر اليقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
12 مايو 2022م