عاد التوتر ليخيم على عدن عسكريا من جديد، مع انقسام المدينة بين “الوحدة والانفصال”، ما ينذر بمواجهات جديدة إن لم يكن التصعيد الجديد ضمن محاولة ضغط لتحقيق اجندة معينة، فما ابعاد التصعيد الجديد؟
في الوقت الذي عاودت فيه فصائل الانتقالي “المنادية بالانفصال” حملتها على أبناء المحافظات الشمالية في عدن وتحديدا شمال المدينة في دارسعد، أعاد مسلحي الفصائل المنتشرة في المديريات الجنوبية للمدينة ارتداء الأزياء الرسمية للجيش والأمن اليمني، لاسيما في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة.
هذه التحولات في المدينة التي أصبحت منذ تشكيل السلطة الجديدة الموالية للسعودية بقيادة رشاد العليمي “عاصمة لكل اليمنيين” كما وصفها عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي، اثارت الكثير من الجدل خصوصا في صفوف الجنوبيين الذين باتوا مشتتي الاذهان بفعل التغيرات المتسارعة في مسرح مناطقهم التي كان يعول ان تستعيد امجادها كدولة حنوبية.
فعليا، تبدو هذه التطورات نتيجة طبيعة لانقسام داخل المجلس الانتقالي، وقد كشف معين المقرحي اركان حرب اللواء الأول دعم واسناد وقوف شلال شائع ورائها بالحديث عن جاهزية ما وصفها بـ”المقاومة الجنوبية” التي يقودها شائع لمحاصرة طارق صالح واعتقاله ومسلحيه في عدن، وهي في طبيعتها امتداد لتمرد بدأ من ابين.
حيث اقتحم مسلحو هذا الفصيل مقرات الانتقالي وطالبوا الزبيدي شخصيا بصرف مستحقاتهم أسوة بمقاتليه في العاصفة والصاعقة.. كما أن المقرحي لم يخف بأن هذا الفصيل مستعد لقيادة معركة ضد الزبيدي نفسه في حال اعترض طريقهم وذلك في اعقاب سرده تفاصيل تدخله للإفراج عن حراسة طارق ممن تم محاصرتهم واعتقالهم في رمضان الماضي ..
والتصعيد في وجه الزبيدي يأتي بموازاة تحركات للأخير داخل الرئاسي الذي قاطع جلساته، وفق تقارير إعلامية، بسبب خلافات حول دمج فصائل الانتقالي ضمن وزارتي الدفاع والداخلية التي تشير المعطيات إلى إمكانية استحواذ طارق صالح عليها.
حيث تفيد تقارير إعلامية بأن الزبيدي رفض مقترح ضم فصيل مكافحة الإرهاب الذي يقوده شلال شائع وكذا الحزام الأمني، لكن لم يتضح ما اذا كان الزبيدي الذي اتخذ منحى تصعيد ضد زملائه في المجلس الرئاسي وصولا إلى التهديد بترحيلهم، يحاول تنفيذ مطالب رفيقه شائع بإبقائه خارج التأطير الرسمي وبما يمنح شائع مساحة للتحرك بحرية بعيدا عن الرقابة والدمج أم لوأد نفوذه باعتباره شوكة في حلق الزبيدي خصوصا وأن الزبيدي نفسه وافق على انضمام العاصفة والصاعقة وهي من الفصائل التابعة له مباشرة لقوام الداخلية والدفاع.
وبغض النظر عن دوافع التصعيد الجديد، تشير المعطيات إلى أن عدن في طريقها لمنزلق عنف جديد بدأت توا بتسجيل اول حالة اغتيال وقد تتمدد إلى كبار قيادات الدولة هناك.
الانتقالي يهدد باعتقال طارق صالح
على ذات السياق، هدد قيادي عسكري بارز في المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال الجنوب، الأربعاء، باعتقال عضو المجلس الرئاسي، طارق صالح، الذي عاد لمزاولة عمله في عدن، يتزامن ذلك مع اتهامات لطارق باختراق فصائل الانتقالي في المدينة.
وقال معين المقرحي، اركان حرب اللواء الأول دعم واسناد التابع لأبو اليمامة اليافعي، الذي يتهم طارق بتدبير مقتله، إنهم مستعدون لاعتقال قوات طارق في عدن مجددا، مستعرضا عملية لفصائل “المقاومة الجنوبية” التي يقودها شلال شائع في رمضان تمكنت خلالها من اعتقال ضباط وافراد من قوات طارق لدى دخولهم المدينة.
وجاءت تهديدات المقرحي في وقت اتهم فيه نائب رئيس الدائرة الإعلامية للانتقالي منصور صالح طارق باختراق الفصائل الجنوبية بعدن وذلك في أول تعليق على انتشار صور لمسلحين جنوبيين يرتدون أزياء رسمية لوحدات الأمن اليمنية وينتشرون في شوارع مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة لأول مرة منذ سيطرة الانتقالي على عدن في العام 2019.
وهاجم صالح مدير أمن عدن مطهر الشعيبي، المحسوب على جناح صالح في المؤتمر، متهما إياه بالفشل واختراق الفصائل الجنوبية بهدف الإساءة لتضحيات الجنوبيين.. كما وعد بالتصدي لمحاولات واد الجنوب.
هذا وتعيش الماطق الجنوبية في فوضى كبيرة منذ مطلع 2015، مابين اغتيالات واختطافات واعتقالات، كان اخرها اليوم باغتيال قيادي في الإنتقالي، في مرحلة تصفيات بين الفصائل التابعة للتحالف.