سياسة التقطير والمماطلة والانفراج الجزئي متعمدة حتى اذا تم الحديث عن تمديد للهدنة يلقى ذلك تاييد شعبي باعتبار الانفراج الجزئي افضل من استمرار الازمة الخانقة بل وافضل بكثير من تصاعد الازمة وتفاقمها.
في الاونة الاخيرة قبل الهدنة امعن تحالف العدوان في تضييق الخناق على الشعب حتى جعلهم يعانوا من اسوأ كارثة انسانية عالميا ثم يرمي بما يعتبره تنازلات فتدخل بعض سفن الوقود وتستمر المفاوضات بشان الرحلات الجوية ولا ينقطع الامل بالافراج عن كل الاسرى ثم يكون الخيار التالي هو تمديد الهدنة أو العودة لما قبلها فيكون راي من ضاقت بهم الحياة ذرعا وهم اغلبية هو تاييد قرار تمديد الهدنة واذا رفض الانصار تكون النغمة هي أنهم رافضين للسلام ولا يريدون ان تعود الحياة الى طبيعتها.
اسلوب خبيث منبعه بريطانيا والكيان الصهيوني لذلك صرح اليوم سفير بريطانيا لدى اليمن أن بريطانيا لديها مشروع قرار يلغي القرار ٢٢١٦ لكنه اشترط توافق جميع الاطراف على حل شامل لتقدم بريطانيا مشروع القرار.
وطبعا الغاء القرار ٢٢١٦ شيء جيد لان هذا القرار يعتبر العائق الاكبر امام اي عملية سلام لكن بريطانيا من ناحية تحدثت عن اتفاق طرفي الصراع وهذا يعني ان التحالف بشكل عام والسعودية بشكل خاص ليست طرف وانما وسيط وبالتالي لا تتحمل اي تبعات مالية او جنائية تجاه كل المجازر والجرائم والانتهاكات التي اقترفتها في اليمن طوال سنوات العدوان ومن ناحية اخرى اشترطت بريطانيا الاتفاق الشامل وهذا يتطلب قبول الانصار بعدم التدخل وعدم التوجه الى المناطق المحتلة.
بمعنى ان العدو يضع خيار السلام الجزئي والممزوج بالمماطلة والتعنت والاختراقات مقابل القبول باخر شرطين: وهما اعتبار السعودية والتحالف وسيط وليس طرف وعدم التدخل في المناطق المحتلة.
اما عن راي القيادة وكل الاحرار فهو الصمود أو الانتصار الذي سيحقق السلام الشامل والعادل وفي المقابل من المهم جدا بل إنه حتمي وضروري خوض معركة داخلية قبل استئناف معركتنا الكبرى مع العدوان الكوني فالقرارات المصيرية والحاسمة بحاجة الى اساس وقاعدة شعبية.
وهذا يعني خوض المعركة الداخلية وتتمثل في تصحيح وضع المؤسسات والمرافق الحكومية وتفعيل مبدا الثواب والعقاب واقالة الفاسدين والفاشلين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا الاجراء وحده كفيل باحداث قفزة نوعية في اطار تحسين الخدمات والوضع المعيشي بالقدر الممكن والمستطاع ووقف التدهور والمضي بعجلة التحديث والتطوير الى الامام بدلا من جمودها او عودتها الى الوراء فنحن في امس الحاجة لتمكين اشخاص قادرين على مواجهة التحدي وتجاوز الصعوبات.
وهناك من يجتهد في افشال الانصار وتشويههم لخدمة العدوان، احرقوا كروت العدوان ودمروا ادواته وعززوا الانتصارات العسكرية باخرى ادارية وحكومية لتكتمل حلقات النصر.
والله الموفق والمستعان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خالد العراسي