لقد انقشع غبار سبعة اعوام عن مشهد مرعب, ومهول من الدمار والمأسي, والمعاناة, التي انتجها العدوان الامريكي البريطاني السعودي الاماراتي, على شعبنا, وبلادنا.
نعم انقشع غبار جولة وصولة على واقع من الصمود اليمني اسطوري, مقابل واقع من الهزيمة والفشل التي حاصرة تحالف العدوان بظروف متأزمة , وإرتدادت مدمرة.
و لم يجد بدا من الاعتراف بهزيمته رسميا, وتفكيك ذرائع وعناوين عدوانه , لكن عبر طريق ملتويه لا توصل الى السلام الحقيقي والكامل, انما تحاول ايجاد فرصة يعيد تموضعه بطريقة تكشف عن نية عدوانية, تسعى لاطالة امد معاناة والام شعبنا وتدمير بلادنا, وفي نفس الوقت يلتقط فيها انفاسه, للتفرغ لساحات اخرى.
نعم لا احد ينكر قدرة امريكا على الحاق الاذية والالم والمعاناه والتدمير, لكن هي تدرك او لا تدرك ان ثمن ذلك سيكون مقامرة بمصير دول التحالف, والتسبب بتجلط شرايين الاقتصادي الغربي, هذا ان لم تكون نهاية هذه الطرق الالتوائية, فخ كبير بحجم مصير امريكا وبريطانيا, واحدث تغيير جذري في مستقبل النظام الدولي و شكل العالم.
ومن اجل تحليل اللحظة اليمنية والاقليمية والدولية, واستنباط ملامح المشهد القادم, وتقيم واقعية السلام ضمن الهندسة الجيوسياسية وخيارات الضرورة.
سنعود قليلا الى الوراء ,بالذات الى المشهدية التي افرزتها ثوره 21 سبتمبر اليمنية, وتداعيات العدوان على كافة الصعد الاقليمية والدولية, وصولا الى تفكيك الحسابات الاستراتيجية للظروف والمصالح والدوافع الامريكية والقوى الدولية الطامحة, التي ترسم مسارات واتجاهات السلام والحرب.
ولذلك سنضع بين يديك عزيزي القارئ دراسة متواضعة تقدم مقارنة للعلاقة بين المتغير في اليمن والمتغير في اوكرانيا على المشهد الدولي, بقياسات التزامن غير مهندسة, والاهمية الجيوسياسية في انتاج المعادلات الكبيرة التي ستقرر مصير العالم.
المتغير الاوكراني 2014- 2022
في التعريف الجيوسياسي للازمة الاوكرانية, انها ساحة صراع دولي صريح, كانت المبادره فيها بيد الغرب الاطلسي التي ارد منها ان تكون راس حربته في اخضاع الخصم التقليدي الصاعد من جديد, ومنطلقا لتغيير خارطة التوازنات شرق اسيا,و تفكيك الطموح الاورواسي, وعزل قواه عن بعضها.
التي شكلت مقطورة في سكة الفوضى الامريكية التي وكانت المنطقة العربية محطته الاولى, على ان تحط ارحالها في محطاتها التالية روسيا والصين, واوروبا وايران, من خلال مسارات هندسية متوازية دشنها الامريكي رسميا نهايه 2014, ومطلع 2015, التي شكلت فيها دول الخليج الرافعة المركزية للفوضى مالياً واعلامياً وتحشيد عقائدي مدمر ,مضافا لذلك الابتزاز بورقة الطاقة.
فكان اشعال الازمة الاوكرانية تدشين للحظة الدولية الجديده من خلال اسقاط نظام حكم صديق لموسكو, ودعم قيام بديل متطرف في معادتها لها, بانحياز اعمى للغرب الاطلسي ,الامر الذي وضع موسكو بين خياران اما القبول بتفخيخ خاصرتها, او المخاطرة بالوقوع في فخ قد يتحول الى مستنقع افغاني جديد.
وقد كان الرهان حينها على ان الروسي سيتعامل مع المتغير الاوكراني بذات الطريقة التي تعامل بها مع جورجيا , لذلك تم توجيه ضربة استباقية مؤلمة لموسكو بتخفيض اسعار النفط الى ما دون 30 دولار, في مسار يحضير سيناريو لاستهداف الاقتصاد الروسي بالعقوبات والعزلة الدولية, ترافقها عواصف من حملات التحريض, والتضليل, والحرب النفسية, والتجييش في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات, وصولا الى تفجير الاضطرابات والازمات الداخلية في روسيا.
وتنتهي عندها هذه الجولة بإحدى نهايتين , إما الانفجار من الداخل الذي يفكك الاتحاد الروسي, او الاستسلام وفتح الابواب امام انتاج قربتشوف جديد بمهمة تفكيك جديدة, كما حصل في مشهد ما بعد افغانستان.
مقدمات اللحظة الاوكرانية 2021-2022:
اظهرت المؤشرات السياسية مخاض تفاوضي بين روسيا وامريكا على دورتين متتاليتين:
في الربع الاخير من العام 2021 تبدت ملامح دورة مقايضة امريكيه روسية, يبدو وفق المؤشرات الاعلامية ان عرض بتسوية الملف الاوكراني وفق لرؤية الروسية مع امتيازات دولية.
مقابل التزام روسي برفع المظلة عن سوريا امام الدور التركي المتضمن شن عدوان مفتوح, وعدم الانحياز للصين, والضغط على صنعاء للقبول بتسوية الامريكية, كمطالب استراتيجية يحاول من خلالها الامريكي استعادة زمام المبادرة في المنطقة ,وفي ذات الوقت تتفرغ اداره بايدن لتقليم مخالب الصين.
الذي حدا بالصين الى تسريع وتيرة تطوير العلاقات مع روسيا,في دوره تفاوضية موازية, تكثفت فيها اتصالات واجتماعات بوتن وتشنغ, ومسؤولي البلدين على ارفع المستويات.
وتوجت تلك الدورة التفاوضية بتوافق روسي صيني حول موقف مشترك من المقايضة الامريكية ,لخصه الرئيس تشينغ من خلال تصريح ملفت ,اعرب فيه عن بالغ شكره وامتنانه للرئيس بوتن على موقفه الذي افشل المساعي الامريكية في وضع اسفين بين الصين وروسيا.
كما عبر عن دعمه الكامل للمطالب الروسية التي قدمت الى ادارة بايدن , مع التشديد على ضرورة الموافقة عليها كاملة, ومن ذلك خروج الناتو من اوروبا, ووقف السياسات المزعزعة للاستقرار شرق اسيا, واعاده اصلاح وتاهيل النظام الدولي.
وبات جليا فشل العرض الامريكي ,بعدما اتجه الروسي بدعم صيني, وتفاهم اوروبي ,الى حل الوضع الاوكراني امنيا.
حيث اعلنت موسكو بداية ابريل من العام الجاري تنفيذ عملية عسكرية خاصة لتحقيق الاهداف التالية:
الوضع المحايد منزوع السلاح,و تحييد القومين المتطرفين من المشهد السياسي الاوكراني, وفرض واقع القرم واقليم دونباس الجديد.
ويبدو ان تلك الاهداف شكلت مقاربة متوافق عليها حول الحل في اكرانيا, و مركز التفاهمات الاورواسية حول فكرة توظيف الحدث كمدخل لتأسيس واقع دولي جديد,حسب ما تم ترويجه.
ويبدو ان السيناريو الذي كان يسمح بذلك يقوم على التصور التالي:
حسم وسيطرة سريعة على الميدان العسكري المتحكم بالواقع السياسي في اوكرانيا, و تدخل اوروبي يستبق الغرب الاطلسي للامساك بالملف الاوكراني في تقديم الحل السياسي الذي يوقف الحرب, و فق المقاربة التي تتضمن مدولة منفتحة على الجميع منزوعة السلاح, متلزمة بالحياد, مع الاقرار بالوضع الجديد لاقليم منيسك والقرم.
في المقابل تقدم عرض الانضمام للاتحاد الاوروبي كمحفزا سياسي بالامتيازات الاقتصادية , وضمانة امنية من خلال نشر قوات تدخل سريع و حفظ سلام, تمثل الاتحاد الاوروبي.
ومن هذا المدخل ينبني واقع يشكل مصفوفة المصالح والدوافع لتاسيس عقيدة امنية اوروبية مستقلة, على انقاض الناتو التي ستنتفي الحاجه اليه بعد امتلاك اوروبا قوه عسكرية فعالة ومجدية ومقتدرة يقود ذلك الى خروج القوات الاطلسية من القاره العجوز.
اللحظة الاوكرانية:
بعد تجاوز العمليات العسكرية الروسية في اكرانيا, الشهر والنيف, ورغم ما تحقق من انجارات ميدانية لم تكتمل, الا انها اي العمليات الروسية بات وضعها مقيد بمعادلات سياسية اضعفت فرصها في الامساك بزمام المبادرة ويجعل تلك الانجازات في وضع غير مستقر.
مما دفع القوات الروسية في اوكرانيا الى البحث عن مؤائمة التموضع الميداني مع الوضع السياسي الذي اخذ شكلين:
الشكل الاول
بعد فشل الحسم السريع انتقل الى الخطة البديلة بتوسيع نطاق العمليات العسكرية, والالتزام بتحرك عسكري رصين , يماثل الطرف الاخر في الوسائل القتالية مع التفوق بعيدا عن الاستعراض, والتركيز على تحقيق انجازات ميدانية.
وهذا لم ينجح الى حد الان في الميادين الحاسمة لاسباب متعدده, اهمها وفق خبراء انه نتيجة عدم انسجام التكتيك العسكري الروسي مع مسرح العمليات, نظرا لان المهمة لم تكن احتلال تتطلب اجتياح بل, عملية خاصة موضعية,وتمتلك روسيا فرص كبيرة في تحقيق حسمها السريع وبدون ذلك تدخل العمليات نفق مجهول يجعله محتل في مواجهة مقاومة ارض وانسان.
الشكل الثاني
اعادة الانتشار بالانسحاب من حول المدن الرئيسية التي كان يطوقها ومنها العاصمة كييف, في سياق نهج موائمة و مهادنة اضطرارية, وتقديم تنازلات ميدانية, لدعم المسار التفاوضي, ومراعاة ظروف التفاهمات الاوروسية, ومقتضيات العمل لانتاج مخارج وتخليق ظروف سياسية لاحتواء الوضع وتحييد الدور الامريكي.
كما بدأت تظهر انعكاسات الميدان الاوكراني في النطاق الجيوسياسي الروسي, من خلال مؤشرات انكشاف ظهر اصطفافاتها الدولية, بما سهل للامريكي من الاطاحة بحكومة عمران خان, عبر الرافعة السعودية القطرية, وعزز فرص اعادة باكستان الى المربع الغربي, الامر الذي سيكون له ارتدادات سلبية قد تدفع العديد من الاصطفافات الدولية لاعادة حساب تموضعها تجاة روسيا.
التسلسل الدراماتيكي لتطورات اللحظة الاوكرانية:
منذ إعلان العمليات العسكرية الروسية مرت اللحظة الاوكرانية بتطورات ميدانية وفق التسلسل الزمني على النحو التالي :
اولاً : الايام الاولى للعملية العسكرية وكان التقدير الامريكي ان الوضع ايل للحسم السريع.
ثانيا: ظهور مؤشرات على احباط الحسم السريع الذي شجع الامريكي والبريطاني لاطلاق موجة تصعيدية اربكت المشهد الدولي, ورفعت التوتر الى الذروة, وزادت من حدة النزعة التنافسية العدائية في الغرب عامة و الداخل الاوروبي ضد روسيا, بما انعكس ذلك اسراف مبالغ فيه من العقوبات التي ارتدت نتائجها عكسيا ع الغرب برمته.
ثالتاً: المراوحة الميدانية والتفاوضية وعدم حدوث اي تغيير في شكل خارطة الجبهات, تزامن مع حملة محمومة من الاستقطابات الدولية, و تصعيد التحريض السياسي والاعلامي, والضغوط الشعوبية التي تمكنت من محاصرت التفاهمات الاورواسية, واعاقت المسار التفاوضي.
رابعا: اللحظة الحالية تتنازعها ثلاث مشاهد:
الاول
مشهد تحضير استفزازات كيميائية وتوجه غرب اطلسي بسقف تحدي كبير, لتجاوز الخطوط الحمراء للمساعدات العسكرية المتعلقة بالدفاعات الجوية والبحرية لكييف مع وعود بحزمة اسلحة تقليدية ردعية, في تطور ملفت ينذر بتصعيد خطير , يهدد بتعقيد الصراع و قد يقضي على المسار التفاوضي وينهي اي فرص للتهدئة.
الثاني
مشهد تهدئة بدفع اوروبي صيني يرافقها نهج روسي , ملتزم بخفض حدة المواقف السياسية اكثر مرونه , وتفعيل خيارات ضغط اقتصادية بسقف تفاوضي,مع ارسال اشارة تهدئة ميدانية شملت اعادة التموضع وانسحاب للقوات من حول المدن الرئيسيه الكبرى ومنها العاصمة كييف , التي قد تقرأ كتراجع انتكاسة للخطه العسكرية.
الثالث
مشهد ابتزاز اطلسي عبر تركيا( اللاعب المعني بالعدوان ع سوريا, والقريب من بريطانيا والخصم اللدود لاوروبا والصديق العدو لروسيا) الذي يسعى لعقد صفقة مع روسيا مدفوعة الثمن في ساحة اخرى,مقابل توفير مخرج وحل وفق صيغة تجعل بولندا وتركيا واسرائيل وكندا دول ضامنة بنشر قواتها في اوكرانيا ضمن مهمة حفظ سلام ,وهذا خطورته انه يجعل صاعق التفجير بيد الغرب الاطلسي ويضع روسيا استراتيجيا تحت رحمة لندن وواشطن.
حسابات التهدئة والتصعيد في اوكرانيا:
عندما اندلعت الازمة الاوكرانية لم يكن الروسي مستعد للمغامرة, ولذلك اقتنص فرصة احتواء الصراع في اوكرانيا, بهدف ترحيل الحسم بتفاهم مع اوروبا, الذي تم اخراجه في اتفاق منيسك بعد ما توفرت الظروف الدولية التي شكلت معادلة الصمود اليمني اهم روافعها.
ويبدوا ان الروسي غفل عن هذه المعادلة التي شكلت صمام ثبات التحولات الدولية وراهن على متانة علاقته في ضمان موقف دول مثلث الخليج النفطي والداعشي وديمومة انفتاحها على حساباته.
ولذلك تعجل في تقدير الموقف و نضوج الظروف الدولية, وبالغ في الاعتقاد حول صلابة التفاهمات الاورواسية , ومدى قدرتها على احتواء رد فعل واشنطن ولندن كعواصم المقاومة للتحول الدولي.
وبالرغم ان السلوك الغرب الاطلسي (لندن وواشنطن) مازالت ردود فعل فوضوية وانفعالية لا تمتلك استراتيجية تمسك بزمام المبادرة في الساحة الاوكرانية نتيجة حسابات معقدة اهمها وضع خياراته المحاصرة.
الا انها اثبت قدرة على ارباك الوضع الدولي, وامكانية وضع العصى في دواليب الطموحات الاورواسيه وتاجيج الكراهية الشعبوية العمياء التي تذكر بمقدمات الحرب العالمية الاولى والثانية.
وفي المجمل تشكلت الحسابات التالية:
المسار الأول
مسار سلام كامل ينهي حقبة الصراع, ويحيد المخاطر في الشرق الاوراسي ويؤسس لبروز اوروبا قطب جديد يمتلك مشروع شامل مستقل ,وهذا في تقدير كثير من المحلليين مازال بعيدا, وظروفه تتعقد وتفقد فرصها, نتيجة استهداف مراكز الثقة بين القوى الاورواسية وبدون تلاقي مراكز صنع القرار في اوروبا وروسيا على ارضية تقوم على حسابات الثقة والتفاهم فسيكون من الصعب وضع حد للتصعيد والوصول لحل سياسي كامل كون الصراع اطلسي روسي صريح.
المسار الثاني
مسار تهدئة بدفع اوروبي ودعم صيني وقبول روسي يحاول هندسة تسوية تقوم على قاعدة نصف سيطرة ونصف حل ,شبيه باتفاق مينسك.
الذي قد لا يرضي الاوكران ولا يحقق مطالب الروس , ولا يضع نهاية لدوافع وخلفيات الصراع , ولكنه يحقق مصلحة للجميع في احتواء الوضع وقطع الطريق امام مسار الحضيرات المتسارعة للتصعيد بما يرحل الحل النهائي الى جولة في وقت لاحق.
المسار الثالث
تصعيد بسقف الافغنة وفتح ابواب اروبا لمسارات التجييش والتحشيد كما ونوعا وعتاد. لكن فرص هذا المسار مازالت محدودة حاليا, ويتطلب من الامريكي توفير بديل للطاقة يضمن استقرار الاسواق الغربية, وايجاد مضخة لتمويل وتحشيد المقاتلين لا تخضع لارادة المحاسبة الشعبية.
وهذا ممكن في حال تمكنت السعودية ودول الخليج من الانخراط في التصعيد الاطلسي ضد روسيا والصين. وهو ما باتت اليوم فرصه اكبر بعد الهدنة مع صنعاء, وقد تجلت بوادر ذلك الانخراط من خلال تدشين وساىل اعلام رسمية تابعة لمنظومة التحالف السعودي حملة تجنيد للمقاتلين ضد روسيا في اوكرانيا.
-نجاح الامريكي عبر الرافعة السعوديه القطريه في الاطاحة بحكومة عمران خان عقابا على موقفة الصريح في الاصطفاف مع روسيا.
مخاطر مسار الافغنة:
– قد يدفع الوضع نحو التصادم الكبير.
-او يحدث انتكاسة مباشرة تضرب مركز النظام الروسي, وتمتد الى الصين, واوروبا , وتكون تداعيات كارثيه على مستقبل المصالح والطموحات الاوراسية روسيا الصين اوروبا.
الذي قد يمنح الغرب الاطلسي فرصة مثالية لاعادة وتشكيل خارطة اسيا بشكل مطاوع لهيمنته, وايضا اعاده تشكيل اوروبا وتفكك الاتحاد الاوروبي واغراق دولة في صراعات كما حدث في الماضي,بدفع من كتلة المال الصهيونيه التي تتغذى على الازمات والصراعات والحروب.
والتي ترى ان استعادة المانيا لمكانتها وقرارها ومشروعها الدولي يمثل خطرا على الطموح الصهيوني ليس الامر على خلفية تم تزييف حقيقتها التاريخية وانما استدراك الماني لمخاطر تستوجب التحييد.
خلاصة اللحظة الاوكرانية:
الخلاصة الاولى:
تثبيت الحقائق التاريخية تشكل صورة الغرب الاطلسي الانجلوسكسون, عرت المثالية الزائفة, واظهرت مستوى قبيح من الانانية, والخبث الدفين, والانحطاط الوقح, والنذالة المفرطة بسخافة مقززة, وعقد نقص مثقلة بشعور الانهزامية العميقة.
والاستغلالية القذرة لخدمة اجندتها في تصفية الحساب مع الخصوم وحتى حلفائها, بمساعي لئيمة في اطالة امد النزيف والتدمير, واعاقة الحل السياسي الذي اعلن كلا طرفي الحرب الروسي والاوكراني عدم الاعتراض عليها, دون ادنى اعتبار او مبالة بمصير ومصالح الشعب الاوكراني, او مراعاة لمخاطر توريط اوروبا في مربع الحرب المدمرة, يكشف عن نفسية صانع القرار الانجلوسكسوني مريضة, يبحث عن اشباع عواطف الحقد والتعالي بمعاقبة الجميع وتدمير الجميع, حتى وان تعرضت الحضاره الانسانيه الى تهديد الانهيار.
كما شكلت اللحظة الاوكرانية مشهد كشف عن عنصرية متجذره في الذهنية والثقافة النخبويه الغربيه, وعرى النفاق والجبن الدولي, الى درجة الغثيان, واظهر مدى هشاشة الموقف الاوروبي وانها مجرد هلام وبالونه جوفاء, لم تكن جديرة بالثقة في ادارة عجلات سيارة, ناهيكم عن الجيوسياسية وفق الوصف الذي اطلقت عليها خارجيه موسكو.
الخلاصة الثانية:
خطاء حسابات ورهانة وقراءة صناع القرار في المثلث الاورواسي حول القدره على احتواء مراكز الهيمنة الاحاديه في بريطانيا وامريكا, وان انفتاح منطقة خليج النفط والتمويل والتحشيد الداعشي التي شكلت السوط الامريكية لاستعباد وتطويع الغرب الاوروبي, ومعول هدمه في تدمير الخصوم, بانه غير قابل للانتكاسة كاستحقاق قبول بالتحول الدولي,واحترام التنافسية.. وهذا ما اثبته الواقع عدم دقة تلك الحسابات.
الخلاصة الثالثة
ان العالم يدفع ثمن السياسات الجبانة والنفاقية التي مارستها نخبه الدولية, والمشاركة في دعم العدوان على اليمن وثورته, التي انقذت ليس فقط شعبها بل, وشعوب العالم من طوفان داعشي مدمر اعده الامريكي لاجتياح الخصوم والحلفاء.
ومنحت العالم مفاتيح التحرر والانعتاق من سجن الهيمنة الاحادية , وفتح الابواب امام الطموحات الدولية لصياغة مستقبل دولي جديد.. واكمال استحقاقات تحرير ارضها من البحر الى المحيط وقيام دولة يمنية قوية مصلحة رئيسية في تقرير مصير العال الاستقرار والسلام الدولي, وضمان التحول السلس والامن وقيام نظام عالمي متوازن يتلائم مع احتياجات العصر في خدمة ازدهار الحضاره الانسانية ,وفعال في معالجة التحديات المستقبلية التي تهدد البشرية.
_____________
حميد منصور القطواني