السيد عبدالملك: قوى العدوان في ورطة لأنها تواجه شعبا يتحرك في مسارٍ تصاعدي في المواجهة”
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في محاضرته الرمضانية الـ19 ، اليوم الأربعاء، أن أعداؤنا يحقدون علينا على المستوى الديني والإيماني، ويعبِّرون عن حقدهم في كل زمان، وبكل الوسائل، ويعبرون عن حقدهم على قرآننا، و رسولنا ومقدساتنا، و حقدهم حتى على شعائرنا الدينية، و يتضح هذا في ممارساتهم.. مضيفا ” كم يتحركون في الغرب- وآخرها ما كان في السويد- لإحراق المصحف الشريف، لماذا هذا؟ لماذا سعيهم لإحراق المصحف الشريف، أقدس المقدسات لدى الأمة الإسلامية، ولدى المسلمين؟ حقد، كره، عداء شديد لك أنت، ولدينك، ولمعتقدك، ولما تعتز به، واستفزازٌ كبيرٌ للمسلمين، واستهانة، وتحدٍ لكرامتهم، وإساءة إلى المسلمين كبيرة جداً”.
وقال السيد ” كم يصدر من إساءات إلى رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” في المجتمع الغربي؟ كم يحصل من تعدٍ على المسلمين في شعائرهم الدينية، واستهداف لمقدساتهم؟ ما الذي يحصل في فلسطين كل يوم؟ لا يكاد يمر يوم إلَّا ويحصل استهداف وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى، واعتداء على المصلين، حقد علينا على مستوى انتمائنا الديني”.
وأوضح السيد أننا أمة يطمع أعداؤها في السيطرة عليها كثروة بشرية، وفي السيطرة على مقدراتها، وفي السيطرة على أوطانها، و السيطرة على موقعها الجغرافي، و الاستغلال لها، في الاستعباد لها.. مؤكدا أنه لا يحمينا تجاه كل هذه التحديات إلَّا أن نحمل الروحية الجهادية، وأن نتحرك في سبيل الله، وفق الطريقة التي رسمها الله لنا؛ لنحظى بنصره، ومعونته، وتأييده.
ولفت إلى أن ما يحصل من استفزازات، وانتهاكات، يجب أن يكون للأمة صوتٌ تجاهه، أن تحتج، أن تعترض، أن تبدي غضبها، أن تتكلم بالحد الأدنى، إذا وصلت الأمة إلى درجة ألَّا تتكلم حتى الكلمة، ألَّا تقول شيئاً تجاه ما يفعله أعداؤها، فهي حالةٌ خطيرةٌ على هذه الأمة عند الله “سبحانه وتعالى”؛ لأنها حالة شنيعة دنيئة من التنصل التام عن المسؤولية، والخنوع التام، وحالة خطيرة جداً تطمع أعداءها جداً فيها، ويرون فرصتهم السانحة للاستهداف لها، والسيطرة عليها في كل شيء، فتخسر دينها ودنياها.
ولفت السيد إلى أن تعطيل فريضة الجهاد من أهم عوامل ضعف الأمة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في كل المجالات: ضعفها اقتصادياً، ضعفها عسكرياً… مؤكدا أن من بركات الجهاد: أن الأمة تتجه، ولديها الحافز الكبير، وهو: التحدي، والخطر، والمواجهة، والحاجة، إلى المزيد والمزيد من القوة، إلى مستوى صناعة السلاح العسكري، والعتاد الحربي، وصناعة المتطلبات المتنوعة، وتوفيرها، وتطوير كل الوسائل الممكنة، في الأمة.
وأوضح السيد أن الله أراد للمسلمين أن يمتلكوا القوة إلى درجة أن يمتلكوا الردع في مواجهة أعداء الله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، هذا ما يسمى في المصطلحات المعاصرة والتعبير المعاصر بـ(الردع)، يعني: أن تمتلكوا من القوة، ومظاهر القوة، وأن تعدُّوا من القوة، وفي مقدمتها القوة العسكرية، إضافةً إلى كل عناصر القوة التي تتطلبها المواجهة، ما يردع أعداءكم عنكم، ما يجعلهم يحسبون لكم ألف حساب، ما يجعلهم يتهيَّبون من مواجهتكم، ما يجعلهم ينظرون إليكم إلى أنكم أمة قوية، يصعب كسرها، يصعب السيطرة عليها، يصعب إذلالها، وأن مواجهتها ستسبب كلفة كبيرة على العدو، وتخسَّره كثيراً، وأنه قد يهزم في مثل تلك المواجهة ويخسر، ولا يصل إلى المطلوب.
وأكد أن تحالف العدوان اعتبر نفسه أنه دخل في ورطةٍ كبيرة في المواجهة مع شعبنا، وفي العدوان على شعبنا، أنه تورَّط، وباتت مسألة التوصيف لما وقع فيه بأنه وقع في ورطة مسألة معروفة، لأنه اصطدم بشعبٍ مسلمٍ، فيه أمةٌ مجاهدة، تتصدى له، وتتحرك في مسارٍ تصاعدي في المواجهة، وفي أن تكون أكثر قوةً في هذه المواجهة، ولمسّ- حتى هو العدو- أنَّ هؤلاء الذين يواجهونه في الميدان باتوا بعد كل مرحلة أقوى مما كانوا عليه سابقاً.
كما أكد السيد أن الأمة كلما كانت أقوى؛ كلما تهيّب العدو من مواجهتها، و العدوان عليها، لكن كلما كانت أضعف، كلما كان أكثر جرأة عليها، ويأتي عنوان القوة إلى كل شيء: الإعداد العسكري، الأخوّة، التعاون، قوة الوضع الداخلي في تماسكه، فيما هناك من تعاون، من تظافر للجهود، كل عوامل القوة التي أرشد الله إليها في القرآن الكريم يجب العمل عليها، كلها مهمة، كلها لابدَّ منها.