تواصل القوات الروسية تنفيذ مهامها في أوكرانيا لليوم الـ43، رغم محاولات الغرب تشديد الضغط على موسكو اقتصاديا ودبلوماسيا وإعلاميا لحملها على وقف عمليتها العسكرية.
ويستمر الغرب بتشديد الضغط على موسكو اقتصاديا، ففي سويسرا تم تجميد أصول روسية بـ8 مليارات دولار، وقالت أمريكا أنها تسعى لقطع روسيا عن جميع مداخيلها من النفط والغاز.
فيما أعلنت أستراليا فرض عقوبات على عشرات المسؤولين الروس.. تعليقا على ذلك قال السفير الروسي في واشنطن أن العقوبات الأمريكية الأخيرة هدفها تشويه سمعة روسيا والإضرار بالشعب الروسي.
في المقابل فرضت روسيا عقوبات على 358 مسؤولا في أستراليا ونيوزيلندا، فيما تخسر شركات أوروبية وأمريكية خسائر كبيرة بسبب العقوبات على روسيا.
على ذات السياق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد تنتهي خلال الأيام المقبلة “إما بتحقق أهدافها، أو عبر المفاوضات”.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، “سيرغي ناريشكين”، أن أمريكا ترى أن مهمتها الرئيسية تتمثل في إطالة أمد الصراع في أوكرانيا قدر الإمكان، لكنها تحاول الآن منع تصعيد الموقف في أوكرانيا حتى لا ينتشر نحو الغرب، مشيرا إلى أن “الاستراتيجيين” الأمريكيين يرغبون في جعل أوكرانيا بالنسبة لروسيا شيئا يشبه أفغانستان بالنسبة للاتحاد السوفيتي.
انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو
هذا وحاول الغرب جس النبض الروسي في حال انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، بهذ الصدد أشار النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الدوما الروسي “فلاديمير جباروف”، إلى أن “قرار القيادة الفنلندية بالانضمام إلى الناتو سيكون خطأ استراتيجيا، وسيجعل فنلندا هدفا لإجراءات الرد الروسية”.
وقال جباروف: “إذا ذهبت القيادة الفنلندية لذلك سيكون هذا خطأ استراتيجيا”، مشيرا إلى أنه “من الناحية الجغرافية، فنلندا وروسيا دولتان متجاورتان، وبطرسبورغ تبعد ساعات قليلة عن فنلندا”، وكانت قد أعلنت فنلندا زيادة موازنتها الدفاعية بنسبة 40% بحلول عام 2026م.
وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “تشاو لي جيان”، ردا على سؤال حول موقف الصين من انضمام فنلندا إلى الناتو أنه “لا يستطيع التعليق على احتمال نظري، إلا أن موقف الصين بشأن توسع الناتو شرقا واضح للغاية: الناتو نتاج للحرب الباردة، وكان من المفترض أن يصبح جزءا من التاريخ منذ زمن بعيد.
وقالت روسيا أن لديها قائمة بـ 600 مرتزق أجنبي وصلوا إلى أوكرانيا من 47 دولة، وكان قد قال وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” في 29 مارس إنه خلال الاسبوعين السابقين من العملية، تم القضاء على نحو 600 من المرتزقة الأجانب، فيما غادر أكثر من 500 آخرين البلاد.
تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان
وبسبب مزاعم عن “انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان” على يد القوات الروسية في أوكرانيا، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية.
وأيد القرار 93 مقابل معارضة 24 عضوا وامتناع 58 عضوا عن التصويت، وحذرت روسيا من عواقب وخيمة إزاء المساعي الأمريكية لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
هذا وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا، وتنفي روسيا مهاجمة المدنيين في أوكرانيا.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” أن استبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان ممكن نظريا، لكن لا يمكن استبعادها من مجلس الأمن.
دعم أوكرانيا
وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يقضي بإحياء برنامج “الإعارة والاستئجار”، لتكثيف مساعدات واشنطن العسكرية إلى أوكرانيا، ويقضي مشروع القانون هذا بتسريع تسليم معدات عسكرية ذات أهمية حيوية وإمدادات مهمة أخرى إلى حكومة أوكرانيا، كما يسمح بتصدير هذه المعدات إلى كييف مجانا بالفعل، مع سداد ثمنها في المستقبل.
كما أفادت صحيفة “تايمز” البريطانية بأن سلطات المملكة المتحدة تخطط لإرسال عربات مدرعة وأنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للجو والصواريخ المضادة للدبابات إلى أوكرانيا، فضلاً عن إرسال عسكريين إلى إحدى الدول المجاورة لأوكرانيا لتدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام المعدات البريطانية.
وتقول الصحيفة أن بريطانيا تواصل زيادة إمدادات الأسلحة الفتاكة لأوكرانيا، إذ أنها تعتقد أن الأسابيع الثلاثة القادمة ستكون “الحاسمة” من ناحية تحديد نتائج العمليات القتالية في البلاد.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بأن الحلفاء قدموا دعما كبيرا لأوكرانيا، ودرّبوا العشرات من عناصر الجيش الأوكراني، وقد اتفقوا على زيادة هذا الدعم.
المعامل البيولوجية
من جهته، كشف المحلل السياسي الفرنسي، “إيمانويل ليروا”، عن رغبة الغرب في تدمير روسيا، استنادا لتحليل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن نشر المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.
وقالت صحيفة “إزفستيا” الروسية: أن السلطات الأمريكية تعمل على بناء قدراتها العسكرية البيولوجية في مناطق مختلفة من العالم، باستخدام ثغرات في القانون الدولي لهذا الغرض. كما أشار لذلك رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي التابع للقوات المسلحة الروسية، إيغور كيريلوف، يوم أمس 6 أبريل، خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت في 17 مارس الماضي وثائق يعود تاريخها إلى 6 مارس، تؤكد مشاركة البنتاغون في تمويل المشاريع البيولوجية العسكرية في أوكرانيا، وأصبح من المعروف في الوقت نفسه أن دراسة أجريت في مدينة “خاركوف”، تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، لنقل الأمراض من خلال الخفافيش، ويذكر أن لأمريكا 300 مختبر بيولوجي ممول حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع أن صندوقا استثماريا بقيادة، هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، كان متورطا في تمويل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
