حكومة الانقاذ الوطني والتحديات
يوم على تشكيل حكومة الانقاذ الوطنية التي وقفت لأداء اليمين الدستورية أمام المجلس السياسي الأعلى، لكن ذلك ليس كل شيء، فالحكومة التي شكلت تلبية لمطالبات شعبية واسعة وأمام إلحاح الواقع الذي يعيشه اليمنيون في ضل العدوان الغاشم تقف أمامها تحديات لم تقف أمام حكومة سابقة طول العقود الخمسة الماضية.
بدءاً بالتحدي الاقتصادي الذي تعيشه الدولة نتيجة العدوان والحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمعيشية واستهداف مصادر الحياة ومصادر إيرادات الخزينة العامة، مروراً بمعالجات الكارثة الانسانية التي تتضاعف في ظل غياب الدور الأممي وصمت العالم، ووصولاً إلى ترتيب الوضع الداخلي ومواجهة العدوان عسكرياً وسياسياً.
القوى السياسية الوطنية المشاركة في تشكيل الحكومة والتي قطعت شوطاً كبيراً في مواجهة العدوان وأدواته ومستندة إلى إرادة شعبية دعمت اتفاق الثامن والعشرين من يوليو بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه واحتشدت لتأييد وتفويض المجلس السياسي في العشرين من أغسطس دفعت مؤخراً إلى تتويج هذه المرحلة بالإعلان عن الحكومة والمضي قدماً نحو تعزيز الجبهة الداخلية.
في المقابل وأمام تخبط العدوان العسكري ووصوله إلى طريق مسدود في مسار حربه وعدوانه على اليمن وانكفائه على محاولة تشتيت جهود الحل السياسي والتعنت أمام الجهود المبذولة لإحياء العملية التفاوضية، يأتي تشكيل الحكومة لتشكل تحدياً كبيراً أمام مشاريع العدوان التآمرية في تطويل أمد الفراغ ورهاناته الخاسرة في إضعاف الجبهة الداخلية.
وأي تكن التحديات التي تقف في طريق حكومة الانقاذ الوطنية إلا أن إصرار القوى الوطنية واستمرار الصمود الشعبي كفيلان بإنجاح مهامها ومساعدتها على تجاوز كل العقبات.
طالب الحسني| المسيرة نت