أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى أن المبادرة التي تم إطلاقها عشية السادس والعشرين من مارس الجاري بالتزامن مع اليوم الوطني للصمود، جاءت في سياق الحرص على حقوق الشعب اليمني المشروعة.
وأوضح الرئيس المشاط في لقاء خاص بثته قناة اليمن الفضائية مساء اليوم، أن المبادرة التي جاءت بعد عملية كسر الحصار الثالثة في العمق السعودي تمثل براءة للذمة، وإقامة للحجة على دول العدوان، ولا علاقة لها بما تسمى “مشاورات الرياض” على الإطلاق.
الكشف عن سبب إخفاء الإنجازات
ووجه الرئيس المشاط كلاما للشعب اليمني موضحاً له إخفاء بعض الإنجازات قائلاً: “نقدِّرُ شعور الشعب ونريد أن نعلنَ عن جهودنا لكن لدينا تجارب استغل فيها العدوُّ التسريبات، لذلك لا نُظهِرُ كُـلَّ ولا بعضَ ما يتم إنجازه بل إن العمليات والخطوات الاستراتيجية لا يُفصَحُ عنها للإعلام أبدًا”.
وأضاف الرئيس المشاط :”عندما عرضنا مشروعاتٍ في مجال صيانة الطرق قام المرتزِقةُ في اليوم التالي بمنع دخول الإسفلت فوجهنا بمنع العرض”.
وأوضح أن الإعلام “سلاحٌا ذو حدين والعدوّ يراقب كُـلّ تحَرّكاتنا للاطلاع على خططنا ونحن في عملية استباق”.
وتطرق رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى الجهود المبذولة من قبل المسئولين لوضع المداميكَ الأولى لبناء الدولة ومؤسّساتها.. لافتا إلى أن عملية الإصلاح في المؤسّسات تستهدفُ المزدوجَ والوهميَّ وليس أبناءَ الشعب.
مشاورات الرياض للملمة صفوف المرتزقة
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن هدف مشاروات الرياض هي لملمة صفوف تحالف العدوان وهي ليست مشاورات سلام. وأوضح أن تلك المشاورات لا علاقةَ لها بالسلام، وهدفها ترتيب الوضع الداخلي للمرتزِقة.
وأكد الرئيس المشاط أنه لا توجد علاقة بين استعداد صنعاء للحوار في دولة محايدة وبين ما يتم الترتيب له في الرياض. موضحاً “نحن نريد مساعيَ جديةً للوصول إلى حلول شاملة، وما يُرَتَّـبُ له في الرياض ليس في سياق السلام، وإذا ما كان هناك عملية سلام جادة فنحن جاهزون للتعاطي معها”.
وأشار إلى أن هناك اتصالات مُستمرّة بين الحين والآخر منذ بداية العدوان لكنها وللأسف الشديد لا تفضي إلى نتائجَ. ملفتاً إلى أن التناقض في دعوات مجلس التعاون ليست بالشيء الغريب، فالعدوانُ من أول يوم مليء بالتناقضات.
تقديم رؤى حل سياسية للأمم المتحدة
وقال :” قدمنا مراراً رؤىً واضحةً تؤدِّي للوصول إلى حَـلٍّ سياسي شامل وتُنهِي مظاهرَ العدوان كاملةً، وقدمنا مؤخّراً ورقةً إنسانيةً للمبعوث الأممي قبل جلسة مجلس الأمن لكن ليست هناك استجابةٌ للأسف”.. مؤكدا أن الصورة واضحة تماماً في ما يتعلق بالسلام، كما أن كل الرؤى أصبحت ناضجةً إذَا كان هناك إرادَة.
وأفاد الرئيس المشاط بأن “الأمم المتحدة وكثيرٌ من الأطراف الدولية وحتى الأعداءُ يعترفون لنا في الأحاديث الثنائية بأن طرحَنا منطقي”. وتابع: “أكّـدنا للأمم المتحدة في أَيَّـام المبعوث السابق أنه لم تعد هناك فرصةٌ للتلاعب بموضوع الوقت، وفرض إرادة الأعداء علينا، فمن حقنا ألا نقبلَ أيةَ أُطروحات تتنافى مع مطالب وإرادَة شعبنا”.
وجدد التأكيد أن اليمن من المستحيل أن يكونَ حديقةً خلفية، أو أن يكون الشعب اليمني ذليلاً مهانا يتسول حقَّه في العيش.
ومضى بالقول :”من الصعب أن نستقبلَ مبعوثًا أمميًّا عاجزًا عن إدخَال سفينة وقود، فمن يمثل الأمم المتحدة وهو عاجز عن إدخَال سفينة وقود، سيكون أكثر عجزا في غيرها” .. لافتا إلى أن المبعوثُ الأممي يعرف الآن أن من يعيق مهمتَه وجهوده هي دول العدوان؛ بسَببِ منعها لدخول السفن النفطية.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن الجامعةُ العربيةُ خذلت جماهيرَ الأُمَّة العربية نتيجة انحرافها عن الميثاق الذي أنشئت لأجله.
العامُ الثامنُ مليئاً بالمفاجآت
وتوقع أن يكون العامُ الثامنُ مليئاً بالمفاجآت إذا لم يُصْــغِ العدوّ لصوت العقل والمنطق.. وقال: “كُـلُّ خياراتنا مفتوحة والمفاجآت واردة في المستقبل لكننا نتمنى أن يسمعوا صوتَ العقل، فمطالبُنا محقة ولا يستطيع أحد في هذا العالم أن يتمنَّنَ علينا بحقوقنا”.
وذكر أن الأعداء لديهم مطامعُ، ولدينا حقوقٌ شعب نشتغل على تحقيقها في كُـلّ المستويات.. مؤكدا أن الأعداء وصلوا إلى أزمة ودخلوا في مستنقع لم يستطيعوا أن يخرجوا منه بالشكل الذي يتصورون.
وقال الرئيس المشاط :” إن التصعيد وارد والحربُ مُستمرّةٌ وعلى أَشَدِّها والجديدُ فقط أننا بدأنا بفتحِ خيارات أشدَّ وأكثرَ إيلامًا، ومن يشكّك في يمنية ضرباتنا فلا تَعنينا أيةُ جنسيات يريدُها”.
وأكد أن حملة إعصار اليمن جاءت كوعاء لاحتواء الاندفاع الشعبي وتنظيمه وليس لأَنَّ هناك نقصاً في المقاتلين، فهذا غير صحيح، ومن يتحدث عن ذلك في اليمن فهو واهم.. لافتا إلى أن “التصعيد العسكري والاقتصادي للعدو يخدم جبهاتنا ولا يحقّق له شيئاً”.
وتابع الرئيس بالقول :” لسنا آسفين على استهداف قاعدة الظفرة الإماراتية وليعتبروا ذلك تحديًّا أو كيفما شاءوا، لأن من حقنا الإنساني الرد على المعتدي سواءٌ أكان قوةً “عظمى أَو صغرى”.. مبينا أن العدوان مُستمرّ، وعليه أن يحسبَ حسابَ العواقب كونه المعتدي.
الأزمة الإقتصادية
وأفاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بأن أزمة الوقود تأتي امتدادا لحربٍ اقتصادية منذ أن أعلن السفير الأمريكي في الكويت بأنه سيعمل على ضرب قيمة العملة اليمنية.. مؤكدا أن من يتولى مِلف الحرب الاقتصادية على اليمن هم الأمريكيون والبريطانيون لإيصال المعاناة إلى كُـلّ بيت.
وأكد أن ارتفاع الأسعار مرتبطٌ بالحصار ويتحمل العدوانُ مسؤوليتَه، كما أن سعر الصرف جزءٌ واحدٌ من عدة قضايا تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار.. لافتا إلى أن ارتفاعُ أسعار البورصة والنقل البحري والوقود وإجراءات الحصار أسبابٌ أَسَاسية في ارتفاع السلع.
واستدرك بالقول:”لو كانت البضائع تدخل من المنافذ المصممة للنقل الصحيح وبالكلفة الأقل، لَما ارتفعت الأسعار”. وأضاف : “إن غلاء المعيشة يأتي في سياق سلسلة برامج يعمل عليها العدوّ بكل قذارة لإنهاك شعبنا، فالعدو يمارس سياسةَ لمحاولة تركيع اليمنيين، ويعاقبهم على رفض أجندته والصمود في مواجهته”.
العمل على إيجاد حلول للأزمة الإقتصادية
ولفت الرئيس المشاط إلى أن اتخاذ القرارات في الجبهة الاقتصادية هي تماما كما في الجبهة العسكرية ولا يخضعُ للشعارات الجماهيرية.
وأكد أن الجبهة الاقتصادية لا تقل شأنا عن العسكرية بل إنها أصعب؛ لأَنَّ العدوّ يستطيع من خلالها إيصالَ إجرامه إلى كُـلّ أسرة.
وطمأن الرئيس المشاط الشعب بأن هناك عمل وبرنامج لضبط الأسعار خصوصاً مع قدوم رمضان قائلاً: “نخوضُ نقاشًا مُستمرًّا مع التجار خَاصَّةً مع قدوم شهر رمضان المبارك لتحديد الأسعار، وهناك من يستغل الظروفَ والتغييرات لكن لدينا برنامج لضبط الأسعار، وهنا أطمئن شعبنا بأننا سنحقّقُ ما يطمح إليه من الحياة الحرة والكريمة”.