قال اليمن كلمته في أسواق الطاقة، وأثبت شراكته في صناعة معادلاتها، فالصواريخ اليمنية على منشآت أرامكو بما نتج عنها، وتصريحات المسؤولين السعوديين بنتيجتها عن عدم استطاعة المملكة الوفاء بالتزاماتها في ضخ المزيد من الكميات الى الأسواق، وما نتج عن كل ذلك من عودة الارتفاع في أسعار النفط بمعدل عشرة دولارات لكل برميل، وقائع ثابتة، لكنها تقول إن هذا اليمن الصغير يعرف كيف يكون لاعباً دولياً.
الكلمة اليمنيّة تنطلق من رسالة موجهة للعالم الظالم الذي يريد أن يواصل تجاهل المأساة اليمنية، ويقايض مع السعودية دماء اليمنيين بالنفط، فصواريخ الباتريوت التي أرسلها الأميركيون للسعودية مع شحنات الأسلحة المتأخرة، جاءت تحت عنوان، سنمدّكم بالسلاح اللازم لمواصلة الحرب على اليمن مقابل أن تقوموا بضخ المزيد من النفط للتحكم بأسعار النفط ومنع ارتفاعها مجدداً، بفعل الحدث الأوكراني، لمنع تحول العملية العسكرية الروسية الى مصدر لتداعيات أوروبية داخلية تضعف التماسك الأوروبي بوجه روسيا.
لا يريد اليمنيون الدخول على خط الأزمة الأوكرانية، لكنهم معنيون بقراءة لعبة المصالح التي أنتجت الصفقة الأميركية السعودية، ومضمونها مزيد من النفط للأسواق مقابل مزيد من دماء اليمنيين بالمزيد من السلاح الأميركي للسعودية، فقالوا كلمتهم، إن أمن النفط لم يعد قراره محصوراً بالتفاهمات التي يجريها حكام واشنطن والرياض، فصنعاء لاعب على الخط، ومن دون أخذ حق اليمن بالأمن والسلام لا أمن لسوق الطاقة ولتدفق النفط.
من زاوية ثانية تحمل الصواريخ اليمنية رسالة للسعودية تقول إن صنعاء أقرب، أي أن السعي لمبادرة حوار مفخخة لتسويقها خارجياً لنيل المزيد من السلاح ومواصلة الحرب باسم السلام، مناورة فاشلة، والطريق الأقصر لضمان مصالح السعودية هو الخروج من لعبة الرهانات الفاشلة على الأميركي والغرب، والبحث الجدي بالسلام مع الجار اليمني، عبر الاعتراف بأن الحرب هي حرب شنتها السعودية ومعها حلفاؤها على اليمن، وأن الحوار المطلوب هو حوار سعودي يمني، يبدأ عندما تخطو الرياض الخطوات الأولى لحسن النية بوقف العدوان، وفك الحصار.
_______
ناصر قنديل