خليفة المسلمين أرطغرل أردوغان يحتضن رئيس الكيان الإسرائيلي.. “تنديد إخواني خجول واليمن تعتبرها طعنة لحقوق الشعب الفلسطيني”
وسط مراسم احتفال رسمية، استقبل أردوغان هرتسوغ، الذي رافقه سلاح الفرسان التركي حتى المجمع الرئاسي، قبل أن يتم إطلاق 21 طلقة ترحيباً بضيف أردوغان رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أمس الأربعاء، في احتفاء غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الكيان وتركيا -حسب تصريح بياع البطيخ سابقاً “أردوغان”.
ورغم أنّ التعاون التجاري بين تركيا والكيان لم ينقطع؛ بل ظلّ في نمو وازدهار مستمر، وهو ما تثبته الأرقام والسجلات الرسمية، حيث زار وفد مكون من أكثر من 100 رجل أعمال تركي تل أبيب وتوقيعه مذكرة تفاهم بين جمعية المصدرين الأتراك واتحاد غرف التجارة الدولية الإسرائيلي.
وشهدت التجارة بين تركيا وإسرائيل طفرة خلال الأعوام الـ5 الماضية، حيث سجلت رقماً قياسياً بلغ 8.4 مليارات دولار العام الماضي، ووفقاً للبيانات الرسمية، شهدت ارتفاعاً من 6.2 مليارات دولار في عام 2020، وفقاً لصحيفة “ديلي صباح” التركية.
تحول في العلاقات ودفاع عن “السامية”
وصف أردوغان في تصريحات للإعلام زيارة هرتسوغ بـ”التاريخية”، مضيفاً أنّها “ستكون نقطة تحول في العلاقات بين تركيا والكيان. إنّ تعزيز العلاقات مع دولة إسرائيل له قيمة كبيرة لبلدنا”.
وفي تحول 180 درجة لتصريحات أردوغان، وصف “خليفة المسلمين” معاداة السامية بأنّها “جريمة ضد الإنسانية”، متعهداً: “سنواصل معالجة كراهية الأجانب والعنصرية ومعاداة السامية”.
موقف حماس وجماعة الإخوان
على مدار أعوام، غمر الإخوان المسلمون، وفي مقدمتهم حركة “حماس”، أردوغان بوصلات من التمجيد، معتبرين أنّه السد المنيع ضد الكيان الصهيوني، وعلى غير العادة عندما يتعلق الأمر باجتماعات المسؤولين العرب مع إسرائيليين آخرين، فإن جماعة الإخوان المسلمين تتجاهل حاليًا زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي إلى تركيا، ولم تصدر أي بيانات رسمية تدين أو تنتقد بعض المنتسبين للتنظيم وصف موقف الرئيس التركي بـ “المتلاعب”، مؤكدين أنه “يحمل تكتيكاً سياسياً حفاظاً على مصالح أمته”، حد تعبيرهم.
ودون أن تذكر تركيا أو أردوغان، أدانت حركة حماس، في بيان، أمس الأربعاء زيارة الرئيس الإسرائيلي لـ”دول في المنطقة”، داعية إلى “عدم إتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة والعبث بمصالح شعوبها”.
من جهته، خرج يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لاتحاد علماء المسلمين، بتغريدة غامضة على حسابه على تويتر، قال فيها: “دخلنا عرين الغرب مرة واحدة، وقد لدغنا عقرب الليبرالية، ثم دخلنا مرة أخرى وعضنا ثعبان الاشتراكية، حتى لو كنا مؤمنين حقًا. لم نلدغ من نفس الحفرة مرتين، لكن إيماننا كان ضعيفًا، لذلك تعرضنا للعض مرة أخرى! كأننا نريد أن نبقى إلى الأبد في وكر العقارب والأفاعي.
خليفة المسلمين أردوغان مختلف في عيون الصحف العبرية
بالتزامن مع أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى أنقرة منذ عام 2007. كتبت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ الإسرائيليين رأوا “أردوغان مختلفاً أمس عن ذلك المألوف لهم في العقد الماضي. واسُتبدلت شتائمه القاسية ببيانات إيجابية ومتفائلة حول المنافع المتبادلة للتعاون. ودعا إلى زيادة التجارة وتوثيق التعاون في مجال أمن الطاقة.”
كانت تركيا وإسرائيل حليفين مقربين حتى عام 2010 عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات “مافي مرمرة” لقطاع غزة في تحدٍ للحصار الإسرائيلي، وأسفر الاقتحام الإسرائيلي عن مقتل (9) نشطاء أتراك، على إثر ذلك، سحبت الدولتان سفيريهما في عام 2010.
وكشفت الصحيفة العبرية عن زيارة وزير الخارجية التركي للكيان الإسرائيلي الشهر المقبل لمناقشة الخطوات التالية مع (وزير الخارجية الإسرائيلي يائير) لابيد.”
اليمن يدين
أدانت أحزاب اللقاء المشترك في اليمن، اليوم الخميس، بأشد العبارات استقبال تركيا لرئيس كيان العدو الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة.
وعبرت أحزاب المشترك في بيان لها، عن رفضها القاطع لكل اللقاءات في البلدان العربية والإسلامية مع قادة العدو الإسرائيلي الغاصب تحت أي مسمى وأي شعار.
وأكدت موقفها الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة، مشيرة إلى أن التنازل عنها أو التفريط بها مدان ومرفوض ولا يعبر عن إرادة الشعوب الحرة التواقة لتحرير أرضها المغتصبة واستعادة حقوق شعبها.
تظاهرة في اسطنبول
تظاهر العشرات من الأتراك في اسطنبول، اليوم الخميس، رفضاً لزيارة رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا.
ورفع المتظاهرون خلال المظاهرة اللافتات المنددة بزيارة رئيس الكيان لتركيا، وكتب على بعضها: “لا نريد قتلة في بلادنا”.