مقالات مشابهة

الأهمية الاستراتيجية لمحطة زاباروجيا النووية الأوكرانية

يعود تاريخ تأسيس محطة زاباورجيا” النووية إلى العهد السوفياتي الذي عمل على بناء سلسلة كبيرة من محطات الطاقة النووية في مختلف مناطق نفوذه عام 1978، وكانت محطة زاباروجيا للطاقة النووية إحدى هذه المحطات التي صممتها وأنشأتها شركات هندسية سوفياتية تعمل في هذا المجال. وقد وُضِع التصميم الفني لهذه المحطة على مرحلتين.

المرحلة الأولى بدأت عام 1980 حين أنشأت الشركات الروسية في المحطة أربع وحدات بسعة إجمالية تصل الى 4000 ميغاوات، علمًا أن الوحدة الأولى دخلت الى العمل وتم تشغيلها عام 1984 وتم تشغيل الوحدات الأخرى تباعًا في أعوام 1985 و1986 و1987 على التوالي، ومن بعدها تم إقرار البدء في المرحة الثانية على الفور التي عملت فيها الشركات السوفياتية على إنشاء الوحدتين الخامسة والسادسة في عامي 1988 و1989 منهية بذلك المخطط التصميمي في شكل متكامل لإنشاء هذه المحطة النووية الضخمة.

محطة زاباروجيا النووية هي الأكبر في أوروبا

تعد محطة زاباروجيا اليوم أكبر محطة نووية في أوروبا لما تمتلكه من خصائص فريدة وضخمة تمكنها من انتاج الطاقة الكهربائية. وهي تعتبر ثاني أكبر محطة من حيث الحجم بعد محطة تشرنوبيل للطاقة التي سيطر عليها سابقًا الجيش الروسي أيضًا. علمًا أن المحطة كانت حتى ما قبل الحرب الأخيرة مملوكة ومدارة من قبل شركة توليد الطاقة النووية الوطنية الأوكرانية. وهي واحدة من 4 محطات نووية كبرى عاملة في أوكرانيا.

تتمتع هذه المحطة النووية بخصائص وتقنيات كبيرة وضخمة تمكنها من توليد حوالي 42 مليار كيلواط / ساعة من الكهرباء وهو ما يشكل حوالي 40% من إجمالي انتاج الكهرباء المولدة في جميع محطات الطاقة النووية في اوكرانيا وما يمثل 20% من انتاج الكهرباء السنوي في البلاد.

حيث تبلغ طاقة كل وحدة من وحدات محطة زاباروجيا الست 950 ميغاوات أي ما مجموعه 5.7 غيغاوات وفقًا لقاعدة البيانات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن هنا جاءت كل التحذيرات والمخاوف من احتمال انفجارها لأن أي انفجار محتمل فيها سيؤدي الى كارثة نووية كبرى ستتأثر بها ليس فقط أوكرانيا، وإنما ستصل اشعاعاتها النووية الى العديد من دول العالم القريبة منها لأنها تحتوي على كمية كبيرة جدًا من الطاقة النووية المدمرة.

تعتبر محطة توليد الطاقة هذه ذات أهمية كبرى واستراتيجية بالنسبة لروسيا فهي لا تبعد سوى 200 كم عن شبه جزيرة القرم التي تخضع لسيطرة الحكومة الروسية بعد أن ضمتها في عام 2014 حيث تأتي السيطرة عليها وفق الخطط الموضوعة من قبل موسكو التي تسعى في حربها اليوم الى السيطرة على كافة محطات الطاقة النووية الموجودة في أوكرانيا

وذلك للقضاء على أي تهديد نووي محتمل من قبل أوكرانيا التي صرحت بشكل علني مسبقًا على لسان كبار مسؤوليها أنها ستسعى الى تطوير العمل في المفاعلات النووية للطاقة من أجل استعمالها في مجالات عسكرية في المستقبل، وهذا الأمر يعد التهديد الابرز لروسيا التي صرحت على لسان رئيسها فلاديمير بوتين أنها لن تسمح بوجود أي خطر نووي محتمل في المستقبل في بلد محاذٍ لها جغرافيًا وتخضع سلطته الرئيسية الى أوامر مباشرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين.

من هنا يمكن اعتبار أن نجاح العملية العسكرية الروسية يجب أن يمر من خلال السيطرة الكاملة على كل المحطات النووية الموجودة في اوكرانيا، والتي هي بالاصل من إنتاج وتصميم روسيا نفسها عندما كانت اوكرانيا تابعة لنفوذ الاتحاد السوفياتي سابقاً.

العهد الاخباري