أزمة الوقود الحالية التي تعيشها الجمهورية اليمنية، ليست جديدة، فسواحل البلاد محاصرة بعشرات السفن الحربية الأمريكية والغربية والسعودية منذ زمن بعيد والتي تمنع السفن المحملة بالوقود والمواد الغذائية والدوائية من الوصول إلى مرساها الأخير ميناء الحديدة .. ما يميز أزمة الوقود هذه المرة أنها قد بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة بحسب شركة النفط اليمنية، جراء إمعان العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية، ومنعه بشكل كلي لأي سفينة وقود من دخول الميناء.
طوابير طويلة تصطف امام محطات الوقود تمتد في بعض الأماكن إلى عشرات الكيلومترات في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى .. الأزمة خلفت شلل شبه تام لحركة السيارات ومركبات النقل وناقلات المواد الغذائية وغيرها تتسع لكارثة لتصل إلى التهديد بتوقف العمل في المستشفيات وكل سبل الحياة المعتمدة على الطاقة وهى كثيرة وما تخلفه من عواقب وخيمة على السكان العزل وحرمانهم من حياة معيشية أمنة ومستقرة.
انما يترتب على الحصار أمور كارثية تمس كل ما يتصل بالحياة من الحرمان من المواد الغذائية ومن مواد الطاقة والأمور المتصلة بالجوانب الصحية إلى التأثير على منظومات توليد الطاقة وما يترتب على ذلك من آثار كارثية ليمتد تأثير الحصار إلى أبسط الأمور الحياتية للمواطن ومستوى معيشته.
أن الحصار يُعد أبشع جريمة في التاريخ وهو بمثابة إبادة جماعية لشعب بأكمله .. من يحاصرك يكون قد تخلى عن انتماءه للجنس البشري ولم يعد في قاموسه شيء من الإنسانية التي هي القاسم المشترك لكل سكان الأرض على اختلاف جنسياتهم وأنظمتهم ومبادئهم وإخلافهم.
أن تحاصر شعب بكاملة يعني أنك تحاصر الطفولة فيه والعجزة والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة حكمت عليهم جميعاً بالموت بعد أن حرمتهم من مستلزمات البقاء أحياء.
ليس امام الشعب اليمني إلا الصمود لكسر الحصار وهو ما يحصل الآن.
تحليل – وكالة الصحافة اليمنية