في النظام الاقتصادي الحديث، تتحدد قوة العملة في المقام الأول من خلال ميزان التجارة الخارجية وميزان المدفوعات الخارجية في البلاد، وكلما زادت صادرات الدولة، زادت قوة عملتها.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تطبع الآن كميات هائلة من الدولارات واليورو، ما أدى إلى ارتفاع التضخم في العالم. كان انهيار النظام المالي العالمي متوقعاً في غضون عامين، ولكن بالنظر إلى الأحداث الأوكرانية الأخيرة، فقد يحدث ذلك في وقت مبكر من هذا العام.
وبعد ذلك، سوف تكون هناك فترة من التضخم المفرط، وستتوقف التجارة العالمية لبعض الوقت، بعدها ستقوم كل دولة بإعادة إنشاء عملتها الخاصة، ولكي تكون مستقرة، يجب ربطها بالذهب.
وحينها ستصبح العملة أكثر استقراراً وقوة كلما ارتفعت نسبة احتياطي الذهب/الناتج المحلي الإجمالي (كما هو موضح في الجدول الثاني).
كلما زادت القيمة كان الوضع أفضل. الجدول الثاني أكثر أهمية من الأول.
هل تستخدم كييف قنبلة نووية “قذرة” ضد روسيا؟
لبنان بلد يثير الفضول، فمع احتياطات الذهب الممتازة، إلا أن عملته تعاني من تضخم مفرط بسبب عاملين: الأول، بسبب سياسات البنك المركزي التي أدت إلى تحميل البلاد قدراً هائلاً من الديون، ولبنان الآن مجبر على إنفاق معظم الفوائد على سداد ديونه للغرب.
الثاني، هو تلاعب البنوك والحكومات الغربية بسعر الذهب، فتخفض سعره حتى لا يصبح الذهب بديلاً عن الدولار. لذلك لا يمكن للبنان أن يستفيد حقاً من احتياطياته. وبالنظر إلى أن لبنان يمكن أن يقترض مقابل الذهب، فلست متأكداً مما إذا كان حقا يمتلك ذهبه.
أثناء حكم العقيد القذافي، تراكمت في ليبيا احتياطيات هائلة من الذهب، لكن بعد عدوان الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” لم يتضح مصير الاحتياطيات.
بحسب المعطيات الرسمية، لم تتغير الاحتياطيات منذ عام 2000، لكن الصحافة أفادت بأنه بسبب العقوبات، اضطرت سوريا لبيع جزء كبير من احتياطياتها، لذلك فمن غير المعروف كمية الذهب التي تمتلكها سوريا الآن، ولولا العقوبات لكان موقفها قوياً جداً.
عدد الدولارات المتداولة داخل الولايات المتحدة أقل بعدة أضعاف من عدد الدولارات المتداولة في العالم، لهذا فإن الدعم الحقيقي للدولار بالذهب أقل بعدة أضعاف من هذا المؤشر في الجدول.
____________________
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف