أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن كل المعطيات والحقائق والإنجازات على الأرض اليوم تبشر شعبنا وأمتنا بنصر كبير وعظيم خلال المرحلة القادمة في مختلف المسارات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها.
جاء ذلك خلال فعالية احتفالية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، أقامتها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليوم السبت 25 رجب 1443هـ الموافق 26 فبراير 2022م.
وبحضور وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي حمود الموشكي، ومساعد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي علي العريمي، وعدد من القيادات والضباط في وزارة الدفاع، بدأت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الأخ محمد الأخفش، أعقبها الإستماع للنشيد الوطني للجمهورية اليمنية، واستمع الحاضرين لدعاء زيارة الشهداء لمقام السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.
وألقى المجاهد حسين الجبين كلمة ترحيبية أكد فيها على عظمة المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد في مرحلة حرجة كانت تهدف لسحق الإسلام والمسلمين، رافعاً الولاء والعهد للشهيد القائد “بالمضي في درب الجهاد والاستشهاد لمواجهة الظالمين والمستكبرين أمريكا وإسرائيل وعملائهم” حتى لقاء الله تعالى كما لقيه الشهيد القائد شهيداً شامخاً.
وتخلل الحفل قصيدة شعرية ألقاها الشاعر معاذ الجنيد، ونشيد لفرقة أنصار الله الإنشادية، ونبذة تعريفية عن الشهيد القائد من إنتاج الإعلام الحربي اُستعرض فيها حديث قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن الشهيد القائد رضوان الله عليه وما حمله من مسؤولية في مرحلة خطيرة وحساسة تمر بها الأمة، وبنى أمة تحركت على أساس مشروع الشهيد القرآني محققاً انجازاً عظيماً للأمة بعظم المشروع نفسه وعظم ارتباطه واعتماده وتوكله بالله سبحانه وتعالى.
وألقى المجاهد أبو قيس الوايلي كلمة عن المناسبة أشار فيها إلى “أننا نحيي المناسبة لأننا فقدنا علماً من أعلام الأمة ورمزاً من رموز الأمة في مرحلة كان الجميع فيها صامتا فتكلم، وكاد فيها الحق أن يغيب فجاء بكلمة الحق ناطقا بكتاب الله على قاعدة عين على القرآن وعين على الواقع”.
وأكد الوايلي أن تحرك السلطة لإيقاف مشروع الشهيد القائد كان لإرضاء أمريكا، التي حرصت على إسكات صوته في زمن كانت الأمة في أمس الحاجة إليه، لافتاً إلى أنه برغم ما قامت به السلطات لوأد المشروع إلا أن المسيرة القرآنية ليست انتقامية وأن العداء للأمريكيين والإسرائيليين ومن كان تحت ركابهم.
وفي كلمة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي لفت إلى أن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي كان له الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- في رسم المعالم الأساسية للنهوض بالأمة لمواجهة الطغاة والظالمين.
ولفت إلى أنه عندما شعر أعداء الأمة الإسلامية أن الشعب اليمني سيخرج من عباءة الوصاية بقيادة قائد الثورة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي شنوا عدوانهم على اليمن، مشيراً إلى أنه ومنذ الوهلة الأولى للعدوان وحتى اليوم تعددت السيناريوهات التآمرية على شعبنا وعلى مستوى المنطقة وتكشفت الحقائق والمتغيرات وتجلت بوضوح طبيعة أهداف قوى الإستعمار الصهيوني الأمريكي البريطاني الفرنسي وأدواتهم في المنطقة.
وبيَّن اللواء العاطفي أن في هذا السياق “برز دور ومكانة قوى محور المقاومة كقوة رئيسية فاعلة في مواجهة ومجابهة المخططات الإستعمارية الغربية”، متوقعاً ظهور عالم متعدد الأقطاب، وأن ذلك “سينعكس بشكل مباشر على مجمل الأوضاع السياسية والعسكرية والإقتصادية ليس فقط على مجريات الحرب العدوانية على اليمن بل مستوى إعادة ترتيب طبيعة السياسيات القائمة في المنطقة ورسم العلاقات بين الدول”.
وقال أن “الكيان الصيهوني الذي يعد ذراع الغرب في المنطقة تأثر سلباً بعد هزائمه المتلاحقة عسكرياً في جنوب لبنان عام 2006م وما تلاها من هزائم متلاحقة في سوريا والمواجهة المسلحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية”، مبيناً أن “محور المقاومة تمكن من إفشال مجمل مخططات الكيان الصهيوني سواء في الداخل الفلسطيني أو على مستوى المنطقة، ما دفع الدول الغربية بالضغط على بعض الأنظمة العربية العميلة بالتطبيع لإخراج الكيان من عزلته الإقليمية ونقله عسكرياً من دوائر أوروبا في إطار القاعدة العسكرية الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط وتشكل ما يسمى بتحالف إبراهام لمواجهة محور المقاومة”.
وأوضح العاطفي أن كل تلك المخططات للكيان الصهيوني وباعتراف الكيان العبري قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأن السياسة التي مارسها اللوبي الصهيوني في أمريكا قد انهارت، وأن شبكة التخريب التي قادها الموساد الإسرائيلي ضد محور المقاومة فشلت، مؤكداً أن “محور المقاومة قد اقترب من تحقيق أهدافه وهذا الفشل الصهيوني لايعدو عن هزيمة للكيان وحدة بل على دول العدوان وبالتالي يعد انتصار لمحور المقاومة وكل أحرار العالم”.
وقال أن في هذا المنحنى “بقدر ما تمارس قوى الغرب والصهيونية سياسة الضغوطات والإبتزاز على تحالف العدوان الإنهزامي على اليمن، بالقدر ذاته يمارس تحالف العدوان نفس الضغوط على اليمنيين الذي يقاتلون في صفوفه وهم بذات القدر يضغطون على اليمنيين في المناطق المحتلة منذ سبع سنوات وحتى اليوم”.
وأضاف قائلاً “تكشفت الحقائق لدى اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان على اليمن وتبين له اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الدولة الوطنية موجودة في العاصمة صنعاء وهي التي تدافع عن اليمن وعزته وكرامة اليمنيين وعن سيادة واستقلال وثروات اليمن وموقعه الاستراتيجي الحيوي الهام على مستوى المنطقة والعالم”، مضيفاً أنه في هذا المسار “نجد أن اليمنيين الذي يقاتلون مع العدوان تبين لهم أن دول العدوان لها أهداف ونوايا إحتلالية خبيثة تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً والنيل من حاضر ومستقبل أجياله ونهب ثرواته وكسر الإرادة اليمنية في الحرية والإستقلال”.
واعتبر أن ممارسات العدوان في المناطق المحتلة من تجويع ونشر الرعب وانعدام الأمن وكثرة الإغتيالات والزج بأعداد كبيرة من المواطنين في سجونه السرية “ممارسات إذلال وهمجية وطغيان”، لافتاً إلى أن تعاطي دول العدوان يختلف عندما يخص الوضع الدول الغربية والكيان الصهيوني فإنها تكون ذليلة وخاضعة ومنبطحة رغم أنها تدرك أن الدول الغربية أصبحت في وضعية تراجع وتقهقر مستمر أمام الصين وروسيا سواءاً على الصعيد العسكري أو الاقتصادي أو على مستوى السياسات الإستراتيجية في المنطقة والعالم.
وقال العاطفي “كما قال الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه: نحن في زمن كشف الحقائق”، وأضاف: “لهذا كله نجد يوماً بعد يوم وعام بعد آخر في ظل العدوان على اليمن تتكشف الأوراق وتتضح معالم السيناريوهات التآمرية الخفية وأصبحت الصورة واضحة والقناعات متوفرة على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بأن الدولة اليمنية في صنعاء وليست في عدن وليست في الرياض ولا أبو ظبي”.
وقال أنه “وفقاً لهذه الرؤية الواقعية أصبح الجميع يرتب وضعه الخاص بعضهم بالإنسحابات والبعض بالخروج عما يسمى شرعية والبعض ذهبوا إلى خارج اليمن والبعض عادوا لصف الوطن، والشعب وصل إلى قناعات تؤكد أن العدوان له أهداف ومرامي تستهدف اليمن كله دون استثناء هذا الطرف أو ذاك”.
وأكد اللواء العاطفي أن “اليوم ثمة معادلة وموازين مغايرة، والكيان الصهيوني اليوم لم يعد يمتلك القوة وتلك الحالة التي صورتها لنا وسائل الإعلام الغربية”، مؤكداً أن “اليوم هناك قلق ورعب وخوف يجتاح الكيان الصهيوني وأن كل ما قام ويقوم وسيقوم به هو صراع من أجل البقاء”.
وأكد وزير الدفاع أن “كل المعطيات والحقائق والإنجازات على الأرض اليوم تبشر شعبنا وأمتنا بنصر كبير وعظيم خلال المرحلة القادمة في مختلف المسارات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها بإذن الله تعالى”.
المصدر: الإعلام الحربي