حذرت وزارة الدفاع الروسية من أنه تم تحضير فيديوهات مسبقة لفبركة سقوط قتلى بين المدنيين في أوكرانيا ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. جاء ذلك في بيان نشره المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف حول العملية العسكرية الخاصة للقوات الروسية في أوكرانيا.
ولفت كوناشينكو انتباه وسائل الإعلام إلى أن الأمن الأوكراني يعمل على تنفيذ استفزازات على غرار تلك التي قامت بها “الخوذ البيضاء”. وأوضح أنه تم في مدن أوكرانية تصوير فيديوهات مفبركة تظهر وقوع “ضحايا جماعية” بين السكان المدنيين في أوكرانيا، ويتم نشر مقاطع الفيديو هذه عبر قنوات تديرها السلطات الأوكرانية في تلغرام وفي شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار كوناشينكوف إلى أن “هدف الفيديوهات المفبركة هذه والتي سيتم بثها على القنوات التلفزيونية الغربية، يتمثل في اتهام روسيا بتنفيذ ضربات عير انتقائية وغير متناسبة لتخويف السكان المدنيين”. وأكد المتحدث أن “القوات المسلحة الروسية لا تقصف المدن الأوكرانية وأن السكان المدنيين لا يتعرضون لأي خطر، فيما تقوم الأسلحة عالية الدقة بتعطيل البنية التحتية العسكرية، ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران الجيش الأوكراني”.
وأعلنت هيئة الأمن الفدرالي الروسية أن كل القوات التابعة لحرس الحدود الأوكراني انسحبت من مواقعها على الحدود بين البلدين. وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع الروسية إن حرس الحدود الأوكراني لا يبدي أية مقاومة للجيش الروسي، مضيفة أن مجموعات كبيرة من العسكريين الأوكرانيين يتركون مواقعهم ويرمون بسلاحهم.
من جهة ثانية، ذكر بيان لحلف شمال الأطلسي أن الحلف سينشر قوات برية وجوية دفاعية إضافية في القسم الشرقي للحلف. وقال الحلف في بيانه “ندين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الروسي المروع على أوكرانيا ، والذي هو غير مبرر وغير مبرر على الإطلاق”، بحسب الناتو.
وأعلن الحلف أنه “مع شعب أوكرانيا”، مدينا بيلاروس التي اتهمها بأنها ساعدت في هذا الهجوم الذي وصفه بأنه “انتهاك خطير للقانون الدولي”. وأكد الحلف أنه سيحافظ دائما “على دعمنا الكامل لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها داخل حدودها المعترف بها دوليا، بما في ذلك مياهها الإقليمية”.
ودعا بيان الناتو روسيا “إلى الوقف الفوري لعملها العسكري وسحب جميع قواتها من داخل وحول أوكرانيا، والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع الأشخاص المحتاجين”.
وأدان حلف شمال الأطلسي “بشدة” قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وقال عنه إنه “ينتهك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ويتعارض مع اتفاقيات مينسك التي وقعت عليها روسيا”.
كما أفاد البيان بان أعضاء الحلف أجروا “مشاورات بموجب المادة 4 من معاهدة واشنطن. لقد قررنا، تماشيا مع خططنا الدفاعية لحماية جميع الحلفاء، اتخاذ خطوات إضافية لزيادة تعزيز الردع والدفاع عبر الحلف. إن إجراءاتنا وقائية ومتناسبة وغير تصعيدية ولا تزال كذلك”.
هذا ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى عقد اجتماع قمة طارئة لقادة حلف الناتو، على خلفية إطلاق روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا. ووصف جونسون، في تغريدة نشرها الخميس على حسابه في “تويتر”، العملية الروسية بأنها “كارثة لقارتنا”.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن بلده يقطع علاقاته الدبلوماسية مع روسيا، واصفاً العملية الروسية بأنها “عمل جبان” و”انتحار”. كما خاطب رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين نواب البرلمان الأوكراني، مؤكداً أن روسيا “لم تكن أبدا عدواً لأوكرانيا”. وخاطب رئيس مجلس الدوما الروسي النواب في البرلمان الاوكراني قائلا إن “الكثيرين منكم لا يعجبهم أن بلادكم فقدت سيادتها، فيما يجلس المستشارون الأمريكيون في الوزارات والإدارات. لم تكن روسيا أبدا عدوا لأوكرانيا”. ولفت فولودين إلى أن “جمهوريتي دونباس الشعبيتين توجهتا بطلب للمساعدة. والمساعدة من بلادنا ينتظرها المواطنون الأوكرانيون، ناخبوكم. ومن الضروري اتخاذ قرار كيف سنواصل العيش”.
هذا وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الخميس، أنها استدعت السفير الروسي لدى لندن، ليقدم تفسيراً على ما وصفته بالغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا. وكتبت تراس في تغريدة “سنفرض عقوبات قاسية وسنحشد الدول لدعم أوكرانيا”.
في وقت سابق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مزاعم القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بشأن الخسائر في الطائرات والمدرعات الروسية، “كاذبة برمتها”. ولفتت الدفاع الروسية إلى أن “البيانات الاستخباراتية تظهر أن الوحدات والجنود في القوات المسلحة الأوكرانية يغادرون مواقعهم على نطاق واسع، ويتخلون عن أسلحتهم”، مؤكدة أن “مواقع وحدات القوات المسلحة الأوكرانية التي ألقت أسلحتها لا تتعرض للضرب”. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الجيش الروسي “لا توجه ضربات للمدن الأوكرانية”، لافتة إلى “عدم وجود ما يهدد السكان المدنيين”.
وذكرت الوزارة أن البنية التحتية العسكرية ومرافق الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية فقط تتعرض للتعطيل بأسلحة عالية الدقة.
من جهتها، قالت القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك، إنها مستعدة لفتح ممر إنساني للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين، بشرط تسليمهم لأسلحتهم بشكل طوعي. وجاء في بيان صدر عن قيادة هذه القوات: “تعرب القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك، عن استعدادها لتوفير ممر إنساني للعسكريين من اللواء الميكانيكي المنفصل رقم 53 التابع للقوات البرية الأوكرانية، بشرط التسليم الطوعي للأسلحة الموجودة بحوزتهم”.
في وقت سابق من اليوم، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه أوعز بتنفيذ عملية عسكرية خاصة في دونباس. وأضاف بوتين في كلمة متلفزة وجهها إلى المواطنين، أن الظروف “تتطلب منا إجراءات حاسمة وفورية، بعد أن توجهت جمهوريات دونباس الشعبية إلى روسيا بطلب المساعدة”.
وقال المتحدث باسم القوات الشعبية بجمهورية لوغانسك إيفان فيليبونينكو، إن مجموعات كبيرة من عناصر القوات الأوكرانية تغادر المواقع الأمامية على خطوط التماس. وأضاف المتحدث “وفقا لمعلوماتنا الاستخبارية، تمت ملاحظة انسحابات كبيرة من جانب العسكريين من القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس. وتؤكد المعلومات أنهم يرفضون بشكل جماعي تنفيذ الأوامر من القيادة، ويتركون مواقعهم الأمامية”.
في المقابل، طالبت الحكومة الأوكرانية تركيا بإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية، على خلفية شن موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا.
كما نفى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مزاعم عن مشاركة قوات بلاده الجيش الروسي في العملية الخاصة التي ينفذها في أوكرانيا. جاء ذلك في تصريح أدلى به لوكاشينكو خلال اجتماع مع قيادات الجيش الخميس.
وقال لوكاشينكو إن القيادة العسكرية الأوكرانية تم تحذيرها الليلة الماضية من احتمال تنفيذ روسيا عملية عسكرية خاصة، لكن العسكريين الأوكرانيين لم يتخذوا أي خطوات للاتصال بقيادات القوات المسلحة الروسية لدرء وقوع النزاع. وذكر لوكاشينكو إن بوتين أطلعه في محادثة هاتفية جمعتهما اليوم الخميس على سير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأكد له أن هدف العملية يتمثل في وقف الإبادة الجماعية لسكان دونيتسك ولوغانسك.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم