نشرت وسائل اعلام صورا تظهر دخول قافلات عسكرية روسية إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، وذلك بعد اعتراف موسكو بهما جمهوريتين منفصلتين عن أوكرانيا، بينما يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -بناء على طلب أعضائه الغربيين خصوصا- اجتماعا علنيا طارئا للبحث في القرار الروسي.
وأوضح الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من وزارة الدفاع الاتفاق مع دونيتسك ولوغانسك على ما يسمح لروسيا بالدخول لضمان السلام فيهما، وذلك وفقا لمرسوم نُشر في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.
وقالت مصادر اعلامية إن أرتالا عسكرية روسية عبرت الحدود باتجاه دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، كما نقل عن وسائل إعلام روسية أن قافلتين عسكريتين توجهتا إلى المنطقتين.
وكشفت أن الاتفاق الروسي مع دونيتسك ولوغانسك مدته 10 سنوات قابلة للتمديد تلقائيا.
كما كشف الكرملين أن بوتين طلب -أيضا- من وزارة الخارجية بدء التشاور مع “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” لإقامة علاقات دبلوماسية.
وذكرت مصادر اعلامية في موسكو أن روسيا قالت إنها تتعهد بضمان عمل المؤسسات المالية والبنكية بموجب اتفاقها مع دونيتسك ولوغانسك، وأضاف أن التعاملات المالية ستكون بالروبل الروسي وفقا للاتفاقية الروسية معهما.
وأعلن بوتين -مساء الاثنين- اعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، ووقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من البرلمان الروسي الاعتراف الفوري بهذا القرار.
وقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) أن جنودا روسيين دون شارات ورتب عسكرية، وعشرات الآليات العسكرية، على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية.
كما نقلت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية عن مسؤول أوروبي رفيع، أن بوتين يريد كامل أوكرانيا، وقد يكون الاعتراف مجرد نقطة بداية لتصعيد أكبر.
كما قال موقع “أكسيوس” (Axios) إن اعتراف بوتين بدونيتسك ولوغانسك هو على الأرجح خطوة أولى لعملية عسكرية واسعة.
تحسبات أمنية للغزو
وأعلنت الولايات المتحدة -الاثنين- نقل جميع دبلوماسييها المتبقين في أوكرانيا إلى بولندا لدواع أمنية، بعد ساعات من اعتراف بوتين بالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وإعطاء قواته أوامر بدخولهما.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن -في بيان- “لأسباب أمنية، سيقضي موظفو وزارة الخارجية الموجودين حاليا في لفيف هذه الليلة في بولندا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوع من نقل السفارة الأميركية من كييف إلى لفيف جراء تصاعد التوتر بشكل متسارع، مع حشد الجيش الروسي قواته عند الحدود مع أوكرانيا.
كما ذكرت شبكة “إيه بي سي” (ABC) أن واشنطن تحث الرئيس الأوكراني على التوجه نحو مدينة لفيف غربي أوكرانيا حفاظا على سلامته، كما نقلت الشبكة عن مسؤول بالإدارة الأميركية أن موسكو ما زالت تستعد لغزو أوكرانيا في الساعات أو الأيام المقبلة.
كما ذكرت “إن بي سي” (NBC) عن مصادر قولها إن الحكومة الأوكرانية نقلت تقنيات أمنية مهمة والقيادة العسكرية خارج كييف، تحسبا لهجوم روسي.
وأكد فاينر أن كل الإشارات التي نراها على الأرض، بما في ذلك ما كشف الكرملين عنه، تدل على أن روسيا ماضية في عملها العسكري وليس اتباع الدبلوماسية، مشددا على أن واشنطن مستعدة للرد على الخطوة التي أعلنت عنها موسكو.
كما نقلت سي إن إن عن مسؤول أميركي قوله إنه ليس من المرجح عقد قمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.
جلسة مجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -بناء على طلب أعضائه الغربيين خصوصا- اجتماعا علنيا طارئا مساء الاثنين بتوقيت نيويورك، للبحث في قرار روسيا الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، كما أفاد دبلوماسيون.
ومن بين الدول التي أطلقت الدعوة استنادا إلى رسالة بعثت بها أوكرانيا للأمم المتحدة: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وألبانيا، وفقا للمصدر نفسه، كما انضمت إليها المكسيك بحسب مصدر دبلوماسي.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد -أمس الاثنين- خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث أزمة أوكرانيا “نعرف ما حقيقتهم”. وجاءت تعليقاتها بعد إعراب روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام، عن “أسفها” لنشر جنود روس في الجمهوريتين الانفصاليتين.
وقال إن الوضع في شرقي أوكرانيا تفاقم، وشهدنا قصفا للمناطق السكنية في لوغانسك ودونيتسك، مشيرا إلى أن نحو 60 ألف شخص فروا من دونباس إلى داخل روسيا بسبب القصف الأوكراني.
وأكد أن من واجب روسيا حماية المدنيين الروس في أوكرانيا، وذلك أهم من تهديدات الدول الغربية.
وكالات