كتب/ عبدالباري عطوان
مشكلة الجنوب اليمني هي أن ما حدث في الجنوب هو انهيار لمؤسسات الدولة بل ونهبها تماما على أيدي اتباع هادي، وهذا عكس ما حدث في الشمال حيث تم السيطرة على مؤسسات الدولة وبقائها قائمة بكادرها وأدواتها مع التحكم بقرارها فقط
وهذا الفارق قادنا الى نتيجة ان الشمال اصبح متماسكا بقبضه حديديه على يد أبناءه في الجيش اليمني واللجان المساندة له وأصبحوا هم أصحاب القرار الحقيقي .
بينما في الجنوب الانهيار للدولة قاد الجنوب الى احتلال_خارجي حقيقي تتجلى صورته اليوم بوجود القواعد الأمريكية والبوارج الغربية وقوات متعددة الجنسيات خليجية وسنغال وسودان وبلاك ووتر وجروب داين وأيضا يقابلها على نفس الساحة الجنوبية تنظيمات إرهابية من مختلف دول العالم وبهذا أصبح الجنوب مستنقعا للإرهاب الذي جاء بالمحتل الأجنبي للمنطقة العربية ومن يقول إن الجنوب غير محتل فعليه أن يسأل نفسه من هو صاحب القرار اليوم في الجنوب .
كما أن من المفارقة العجيبة أنه لا يسمح للموظف الشمالي بالعمل في الجنوب بينما يتحركون في الشمال بحريه ونجد أن أكثر من ٧٥٠ ألف موظف جنوبي يستلمون رواتبهم من صنعاء وهذا يعتبر انتصار أخلاقي وثقة بالنفس لدى أصحاب القرار في صنعاء
وعلى كلٍ” لن يدرك الجنوبيين المستنقع الذي هم فيه إلا بعد مرور الأيام أكثر فأكثر وحينها سنسمع ويسمع الشعب العربي والعالم صراخهم مطالبين الشمال وأحرار العرب لنجدتهم .
ولكن هل سيستجيب الشماليين لنداء الجنوب رغم كل الإساءات ورغم كل ما تعرضوا له من عدوان نتيجة لخيانة وعمالة بعض الجنوبيين ومتاجرتهم بأرضهم وعرضهم مقابل الأموال المدنسة
هذا ما ستكشفه الأيام القادمة
وإن غداً لناظره قريب