من خلال تقييم واقع العمليات الهجومية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني التي ضربت بقوة الاعماق الحيوية في ابوظبي ودبي، فان اول مايمكن قوله ان هذه العمليات الاستراتيجية قد حققت واقع جديد لقواعد الحرب وكانت بمضامينها ومفاعيلها رسائل جوابية مهمة ودروس لمشيخات “عيال زايد” لايقاف عجلة التصعيد وتدارك الوضع قبل ان تصبح دويلة الامارات كرة من النار والمدن الملتهبة.
فالمنطق العسكري والاستراتيجي اليوم يفرض على هذه المشيخات التعامل بجدية مع تهديدات القوات المسلحة اليمنية لايقاف عجلة التصعيد والخروج من المغامرات الغبية والعدوانية في اليمن، وايضا ايقاف كل اشكال الاستفزازات التي على رأسها التطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي ومساعدته للاستيطان على جزيرتي سقطرى وميون والسواحل الشرقية والجنوبية.
لم تعد الموازين العسكرية في صالح الامارات حتى تخوض اكثر في التصعيد بطريقة تضمن نجاح مخططها او تضمن سلامتها من اي ردات فعل انتقامية، لان العمق الاماراتي هو عمليا في دائرة الاستهداف لقواتنا المسلحة وهو في خطر كارثي سيهدم منظومة الامن والرفاه الاقتصادي بالامارات.
فـ”عمليات اعصار اليمن الاولى والثانية والثالثة” التي دشنتها القوات المسلحة هي موجات اولية ضمن استراتيجية الرد المرسوم والذي سيأخذ مسارا تصاعديا في مستوى زخم العمليات والزخم الكمي للصواريخ والمسيرات ونوعية الاهداف، الامر سيكون مشابة لاكبر مناورات باليستية وجوية تضرب المنطقة الحيوية في العمق الاماراتي “ابوظبي ودبي” كجزء من عوامل الردع، وتحييد كل الركائز الاقتصادية والامنية بما فيها محطات النفط والمطارات والمدن العسكرية والصناعية، وعلى رأسها معرض إكسبو2022- دبي الذي بات ضمن بنك الاهداف العملياتية القادمة وتحت التهديد.
ندرك ان العدو الاماراتي رغم قسوة تداعيات العمليات التي تلقاها، قد لايتوقف عن التصعيد فهو وفق المعطيات، يريد خوض جولة جديدة تلبية لرغبات واجندات الثنائي الامريكي الاسرائيلي الذي تدفعه لمواصلة العمليات مهمها بلغت ردات الفعل الانتقامية اليمنية، وهذا شي واضح من خلال عودته لقصف العاصمة صنعاء وارتكابه المجازر بحق المدنيين بتلك الطريقة الوحشية وايضا من خلال الزيارات المكوكية لرئيس سلطة كيان العدو الاسرائيلي هوستورغ لابوظبي واعلان امريكا والكيان في وقت سابق تعزيز وتيرة التعاون الامني والدفاعي مع الامارات في مسار تصعيدها.
بالتالي مسالة استمرار العدو الاماراتي هو بدافع امريكي اسرائيلي لمواصلة الضغط على اليمن، ومحاولة تركيعه وارغام القيادة على تقديم تنازلات، لكن والشي الاكيد ان قواتنا المسلحة بعون الله تعالى ستكون في مستوى التهديد، وهي بصدد رفع حالة الجاهزية لتنفيذ عمليات هجومية جديدة باذن الله تعالى تكون مختلفه ويتجاوز مفاعيلها حدود التحذير الى التدمير،
ترسخ مفهوم توازن القوة الاستراتيجية على الارض اي الامن مقابل الامن والاقتصاد بالاقتصاد، وذلك حتى يتم ارغام العدو الاماراتي ومن يقف خلفه لايقاف التصعيد والعمليات العدائية والحصار على اليمن، واعادة النظر في الحسابات، والا فمسار العمليات لن يتوقف وسيتم قصف مشروع إكسبو القلب النابض للاقتصاد الاماراتي وسيتم أخذ الامارات الى المجهول والى ما قبل حضارة الزجاج وهذا امر واقع حتما.
موقع العهد – زين العابدين عثمان