يحتفل أهل اليمن في الجمعة الأولى من شهر رجب، بذكرى دخولهم الإسلام، وذلك استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، التي حملها مبعوث الرسول الأعظم الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام”، في دلالة واضحة على المكانة التي يحتلها أهل اليمن عند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والتي دخلوا على إثرها في دين الله أفواجا.
تجاوب أهل اليمن مع الدعوة الاسلامية المحمدية:
تجاوب أهل اليمن مع الدعوة الاسلامية المحمدية سلماً وبدون حرب، وطوعاً بدون نفاق، فقد أعلن أهل اليمن الاستجابة الطوعية لهذه الدعوة المحمدية، وأعلنوا دخولهم في دين الله أفواج، حيث أرسل الإمام علي عليه السلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطاباً يزف إليه فيه بشارة إسلام أهل اليمن، وهذ غرس في وجدان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حب اليمنيين، فتلقى الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله الخبر بفرحة غامرة.
وفي هذا، يقول السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي (في خطابة الذي القاه بمناسبة جمعة رجب 1441هـ):”نبارك لشعبنا اليمني المسلم العزيز بهذه المناسبة العزيزة والذكرى المجيدة: جمعة رجب، التي هي مناسبة دينية عظيمة ومقدَّسة، تحمل ذكرى لدخول أهل اليمن في الإسلام، عندما وصل الإمام عليٌّ -عليه السلام- إلى صنعاء، وقرأ رسالة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- التي يدعو فيها أهل اليمن إلى الإسلام، فكانت الاستجابة سريعةً، وبادر الناس للدخول في دين الله أفواجا، تلك كانت محطة من محطات انتشار الإسلام في اليمن، ومحطةٌ مهمة،
وعندما وصل مكتوب الإمام علي -عليه السلام- ووصلت رسالته إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يخبره فيها باستجابة أهل اليمن وبدخولهم في الاسلام، وبانتشار الإسلام بشكلٍ رسميٍ وشاملٍ وعام في ربوع اليمن، سُرَّ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لذلك سروراً عظيماً”.
وبدأت وفود القبائل اليمنية تتقاطر على المدينة المنورة لمبايعة الرسول الأعظم، وهو ما أثلج صدره صلوات ربي وسلامه عليه فقال في هذه المناسبة: “أتاكم أهل اليمن الأرق قلوباً وألين أفئدة… الإيمان يمان والحكمة يمانية”، ليبدأ اهل اليمن مسيرة النصرة لرسول الله واعلاء دين الله، وتحولوا إلى قادة عظماء أعز الله بهم دينه ونصر بهم نبيه.
اختيار الرسول شخصيةً عظيمةً استثنائية لهذه المهمة:
لقد خص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن بالإمام علي بن ابي طالب “عليه السلام”، وكرمهم بهذه الشخصية العظيمة التي عرفوا قربها وعلاقتها برسول الله، وأدركوا أن اختيار الإمام علي عليه السلام” لهذه المهمة تمثل تقديراً لليمنيين الذين لبوا الدعوة بمجرد رسالة من نبي الأمة صوات الله عليه وآله وسلم، فدخلوا الاسلام وشهدوا ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
وفي هذا السياق، يشير السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الذي القاه بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ إلى أن الرسول الأعظم قد اختار لهذه المهمة النبيلة والعظيمة والمقدسة شخصيةً عظيمةً استثنائية، ورجلاً عظيماً من رجال الإسلام، مبيناً هذه المنزلة التي أشار إليها في حديثه النبوي الشريف،
فكان مبعوثاً خاصاً إلى أهل اليمن، بكل ما لذلك من دلالات مهمة ومعبِّرة ومفيدة، حيث يقول: “في مثل هذا اليوم وصل الإمام عليٌّ عليه السلام إلى صنعاء- وكان قد وصل يعني قبل ذلك- لكنه اجتمع بالناس في صنعاء، وقرأ عليهم رسالة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله التي يدعو فيها أهل اليمن إلى الإسلام، فبادر الكثير إلى الإسلام، وأعلنوا استجابتهم بدون تردد، واستجابوا لهذه الرسالة المباركة، ودخلوا في دين الله أفواجا، وكانت تلك من المحطات البارزة في إسلام أهل اليمن،
وكان المبعوث في هذه المهمة، هو: الإمام عليٌّ عليه السلام، الذي قال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلَّا أنه لا نبي بعدي)، بمعنى: أنه اختار لهذه المهمة النبيلة والعظيمة والمقدسة شخصيةً عظيمةً استثنائية، ورجلاً عظيماً من رجال الإسلام، هو منه بهذه المنزلة التي أشار إليها في حديثه النبوي الشريف، فكان مبعوثاً خاصاً إلى أهل اليمن، بكل ما لذلك من دلالات مهمة ومعبِّرة ومفيدة.
الرسول صلوات الله عليه وعلى آله عندما وصلت إليه رسالة الإمام علي عليه السلام، التي تضمَّنت تقريراً مختصراً شرح فيه إقبال أهل اليمن إلى الإسلام، ودخول قبائلهم- وفي مقدِّمتها: قبيلة همدان الكبرى- في الإسلام، سجد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله لله شكراً، وفرح بذلك، وسُرَّ سروراً عظيماً”.
عيد أهل اليمن في جمعة رجب:
ينفرد أهل اليمن بخصوصية الاحتفال بجمعة رجب التي تمثل بالنسبة لهم عيداً يضاف إلى عيدي الفطر والأضحى، فهم يرون أن هذه المناسبة لها موقعها ومكانتها العريقة في هويتهم الإيمانية التي تربطهم بالرسول الأعظم ورسالته المحمدية الأصلية، وتمثل محطة هامة لها حضورها المتميز في تاريخهم عند دخولهم في الإسلام في أول جمعة من العام السادس الهجري، والتي تعد نقطة تحول في تاريخ أهل اليمن.
كانت هذه الذكرى لأهل اليمن بمثابة العيد ودرجت العادة في كثير من المحافظات والمدن اليمنية على الاحتفال بهذا العيد الخاص بأهل اليمن للتعبير عن فرحهم بالدخول في دين الله وشكرهم لله على هذه النعمة من خلال القيام بالعديد من المظاهر الاحتفالية، حيث يلبس الأطفال الملابس الجديدة ويتبادل اليمنيون الزيارات ويصلون الأرحام، كما تشهد المساجد إقامة العديد من الندوات والفعاليات الدينية والمدائح النبوية.
وصف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (في كلمته بمناسبة جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام 1439هـ)، جمعة رجب بأنها ذكرى عظيمة من أهم الذكريات وأقدس الذكريات في تاريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز،
إذ يقول: “في هذا اليوم المبارك اليوم الأغر واليوم التاريخي، الجمعة الأولى من شهر رجب الذي يحمل ذكرى عظيمة من أهم الذكريات وأقدس الذكريات في تاريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز نتوجه بالتبريك لأبناء شعبنا ولكل أمتنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في الانطلاقة الإيمانية في مسيرة حياتنا لما يرضيه عنا إنه سميع الدعاء.
اعتاد شعبنا اليمني العزيز على مر التاريخ على الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها حملت حملت ذكرى عظيمة حملت مناسبة مهمة هي ذكرى ومناسبة اعتناق عدد كبير من أبناء شعبنا اليمني للإسلام يوم أتى الإمام علي عليه السلام ووصل إلى اليمن وكان معه رسالة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى أبناء شعبنا يدعوهم فيها إلى الإسلام وقد اتجه الكثير من أبناء هذا الشعب نحو الإسلام بكل رغبة وطواعية وبوعي وقناعة وإيمان صادق وكانت هذه محطة من المحطات المهمة في صدر الإسلام وسبقها محطات مهمة وتلاها محطات أخرى حتى شمل اعتناق اليمنيين الإسلام كل أبناء هذا البلد”.
ويضيف السيد القائد بالقول: “واعتزاز شعبنا على مر تاريخه بهذه الذكرى وإعطاؤه لهذا اليوم من خصوصية في الاحتفاء به بأشكال متعددة وتعابير متنوعة من بينها صلة الأرحام من بينها ما يعرف في بلدنا بالرجبية وأشكال متنوعة من الأذكار من الاحتفال من الابتهاج من إظهار السرور،
هذا شأن عظيم وشيء إيجابي وشيء مهم وشيء مفيد ويهمنا اليوم أن نستفيد على نحو أكثر وأكثر مضافا إلى شكر النعمة والاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة والاعتزاز بما ينبغي أن نعتز به وهناك أيضا مسألة مهمة في هذا الظرف الحساس وهذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها أمتنا بشكل عام بحاجة أن نستفيد بشكل كبير جدا من هذه الذكرى في الحفاظ على هوية شعبنا وبلدنا في الحرص على ترسيخ هذه الهوية الأصيلة لتمتد في أجيالنا جيلا بعد جيل”.
جمعة رجب والهوية الإيمانية اليمنية:
تمثل مناسبة جمعة رجب البداية الحقيقية للتاريخ الإسلامي بالنسبة لأهل اليمن، فهذه الذكرى تشكل المحطة الهامة في تاريخ اليمن والتي شكلت ملامح الهوية الإيمانية اليمنية التي وضع مرتكزاتها الأساسية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كما تمثل هذه الذكرى العظيمة أهمية بالغة في تعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية ويسلط الضوء خلالها على تلكم الأدوار المشهودة لأهل اليمن في إعلاء راية الإسلام ونشرها في أرجاء المعمورة
ويشير السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (في خطابه الذي القاه بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ) إلى أن إحياء جمعة رجب هو: ” هذه الذكرى العظيمة المهمة اخترناها لأن تكون مناسبةً مهمةً وأساسية لترسيخ الهوية الإيمانية لهذا الشعب العظيم، الهوية الإيمانية التي هي أشرف هوية تنتسب إليها الشعوب والأمم، وتتحلى بها،
وتلتزم بها؛ لتبني عليها مسيرة حياتها، والتي هي الهوية الجامعة، التي يمكن أن يجتمع في إطارها كل البشر على اختلاف شعوبهم، وأعراقهم، واتجاهاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، ومناطقهم، وتنوُّع بلدانهم، على كل حال هي الهوية الجامعة التي يمكن للمجتمع البشري أن يجتمع في إطارها، وهوية عظيمة ومقدَّسة وشريفة،
هي خير هوية يمكن أن يعتز بها شعب، وأن يفتخر بها بلد، وأن تنتسب إليها أمة، فنحن نبارك لشعبنا العزيز، ونسعى- إن شاء الله- مع كل الخيِّرين، مع كل الصالحين، مع كل المستنيرين بهدى الله “سبحانه وتعالى” لترسيخ هذه الهوية في شعبنا اليمني، الذي يمتاز بأصالته في انتمائه لهذه الهوية، وبمسيرة حياته على أساسٍ من هذه الهوية فيما كان عليه الأخيار والصالحون من أبناء هذا البلد جيلاً بعد جيل، وها هي مسؤوليتنا في هذا الجيل لنرسخ هذه الهوية للأجيال اللاحقة”.