وتصاعدت أعمدة دخان خزانات منشئات النفط في إمارات الصلح البحري السبع، المحترقة بقداحات المدى المقلق لتل أبيب، وليتجندل العشرات من جنود نخبة العم سام في قاعدة الظفرة كالفئران إلى المخابئ على وقع زئير سيف الله في أرضه، الحيدر ذو الفقار في ليالي يـمن الإعصار، وباتت ولاعات التكنولوجيا الأرخص في العالم -حسب الصحف العبرانية- تقذف في صدر الشركات العابرة للقارات غيض رعب لايهدأ، وفي لحظة تأمل هادئة يغزو ساحة السكون سرب من الغربان، بنعيقٍ صاخب للعربان، وعلى غير عادة رافق العربان الغربان عبراني يدعى “بينيت”، في موكب تراجيدي أو فانتازيا هزلية هرتزلية في القرن الواحد والعشرين، الأزهر ودور الإفتاء إلى جانب صهاينة الكيان منددين بولاعات الدفاع عن النفس، لشعب محاصر ومعتدى عليه للعام السابع.
الضربة ضربتين
فأصبحت الضربة ضربتين، ضربة برامي، وضربة من غير رامٍ بسقوط أقنعة واقتناع ساقطين أن ميليشيا كهف الرقيم تشكل خطر على الأمن الإقليمي، ولابد من إقحام الخطر أيضا على الممرات المائية لغاية في نفس “أيزنهاور” صاحب مبدأ ملئ الفراغ، لأصحاب فراغ المبادئ.
مبدأ العجوز الراحل وضعه لوراثة العجوز الإنجليزية، مات العجوز وبذور العاهرة البريطانية تدنو جنياً ولا تحتاج للقطف، من “كوكس” إلى “بينيت”، ومن “محمد بن عبدالوهاب” إلى “اللا طيب رئيس الأزهر”، جينات الأشقاء ياصاح واللحم مايطلع من الظفر.
وكيف يطلع والاحتلال الإنجليزي ظهر في الـ يـمن والنفط لم يُكتشف بعد، وقناة السويس غير موجودة والتجارة بين الشرق والغرب تمر عبر رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا، لا شيء سواه، إنه الجنين الصهيوني في أحشاء الاستعمار البريطاني الذي حضر مبكراً لليمن ليستهدف هوية يـمن الأنصار بعد استهداف الإسلام بقرن الشيطان النجدي لنزع سلاح الجهاد ضد الغازي وتوجيهه نحو العربي المسلم.
والعجوز الإنجليزية تلد الكيان، وتغرس الحب في عقول وأفئدة إخوته الصغار في الخليج، بمقابل زرع الحقد والغل والكراهية على كل أصيل، لتستمر دورة حياة الطفيليات، نجحت الولادة بقيصرية تعطيل الجهاد ضد الغازي الأجنبي وثني السهام لصدر العرب والمسلمين، عبر المايسترو “بن عبدالوهاب” ورفاقه كوكس وفيلبي، وكانت مستعمرات وسلطنات الصداقة والسلام والتطبيع مع الرضيع الموعود بوراثة العصر الذهبي لبني إسرائيل بداؤود وسليمان عندما يشب، ليتوج ملكاً على مملكة يهودا والسامرة لما بين النهرين، وعلى مملكة أكسوم على ضفتي البحر الأحمر الغربي والشرقي، على عتبة تابوت العهد الذي نقله ابن الملكة بلقيس “منليك بن النبي سليمان” هكذا زعمت الإسرائيليات.
مشروع العجوز الإنجليزية
وتأتي الرياح والسفن ومن عليها لتبدأ تغريبية القرن النجدي، باستهداف وتطويق أصحاب الأرض، الأوس والخزرج وهمدان ومذحج وكندة ويام وشمر وحائل وبطون بني العرب الأصيلة، فالكل والجميع محتلين وغزاة وكفار والسيف يجز الرؤوس ويقتلع الأكباد ويبقر البطون ويجفف الحرث والنسل، وحدهم المسلمين من آمن بشيطان نجد ورضيع التلمود الموعود، بالتوازي مع استعار حروب القارات وتغيير الخرائط والديموغرافيا شرقاً وغرباً.
وقيصرية ولادة الجحيم تحقق نجاحات باهرة في مواطن، وفي مواطن محدودة، وأخريات معدومة، والاستهداف المركز ينال الصامدين بوجه مشروع القرنين بالمملكتين الموعودة، و يـمن الأنصار جيلاً بعد جيل تتصدى وتفشل مملكات وسلطنات فاسقة الإنجليز براً وبحراً، ولتعذرني تغريبية بني أمية وسابق وتالي العصور، نالت يـمن الأنصار ما نالته من السحق والمحق ومؤامرة تلو أخرى، وكانت صنعاء وحيدة الاستقلال، فريدة الإرادة، مجيدة المراحل، اخترقت في زمن وعادت في آخر، وسياسة الإنجليز بالاستهداف المركز لتطويق الأوس والخزرج، وتفتيت يام وهمدان واحتواء آخرين، والسعار يزيد بأحفاد يزيد، ومعاهد التكفير بالهدم والتطويق، وجيلاً بعد جيل والإرادة والعنفوان للأنصار أسمى عنوان.
والرضيع رضيع لا يُفطم، وعشية تشييع قابلة الإنجليز من باب المندب وقناة السويس، من بلاد العم سام “أيزنهاور” يأتي بمبدأ ملئ الفراغ العسكري، ويتعهد بملئ الفراغ لجغرافيا وأرض خصبة القبائل والإنسان، وكما قالوا “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”، وفراغ أمني لمنطقة فارغة، وهل نحتاج لحاملات طائرات وقواعد عسكرية ليتعلم أصحاب الأرض كيفية الحياة، وهل تحتاج أرض الحضارات لتتعلم زراعة القمح واحتساء البن، إنه الجنين الرضيع الذي لا يكبر، ولتكمل الولايات المتحدة الأمريكية تعهد تأمين مستقبل الكيان، وبجهد أقل بعد مقاولات جبارة لعاهرة الإنجليز لندن.
وتتجندل براميل النفط لكروش ومؤخرات رعاة البقر، ولتحرق الأرض ويبقى الملك الغير متوج، وأصالة وعراقة نفوس العزة والكرامة حجرة عثرة، والمنطقة للسحق والجغرافيا للتفتيت وليبقى الملك الموعود، والماس يبقى ماس والطعان يزيده لمعان، والذهب يبقى ذهب، والحريق يزيده بريق.
خطة كيسنجر الإسعافية
الرضيع يبلغ ومازال رضيع لم يُفطم، ورعاة البقر للشيخوخة القهرية والتفرغ لمواجهات مصيرية، شرقاً مع المارد التنين الصيني، وشمالاً مع الدب الروسي، والكاهن العجوز الـ”كيسنجر هنري” مهندس اتفاقية كامب ديفيد يطل برأسه منتصف عشرية النار لثورات الربيع الملونة، بخارطة إسعافية للكيان “لابد من تحالف علني بين الرضيع البالغ وإخوته لملئ الفراغ”.
وأقحاح العرب في بحرهم وباب المندب يعود لقبائل الأرض، و يـمن الأنصار ساحة استعراض الوريث اللا شرعي للفراغ العسكري، وتحالف العدوان يتلذذ بالوحشية، ولعواقب الوحشية واستنساخ الدولة ورموزها اقتصادا وسياسة وعسكر مسار سيتضح في قادم الأيام أكثر، فالحلف المعتدي لم يبقي أي خطوط حمراء، ويـمن الأنصار حُرمت من كل شيء بذريعة حرب تحالف العدوان ومعزوفة الشرعية، حصار مطبق وألم صامت، آلاف المواد الصناعية والطبية والغذائية ممنوعة من الدخول بما فيها المشتقات النفطية، مدن لم يسري فيها تيار كهربائي، موظفين بدون رواتب، حتى العالقين في الخارج لم يسمح لهم بالدخول كل ذلك طيلة سبعة أعوام، تم استنساخ شعب ودولة ورموز سيادية وبنك ووكالة أنباء وقنوات تلفزيون رسمية نسخة كاملة في الرياض، نهب منظم للثروات واحتلال فاحش للجغرافيا وامتهان متعمد للإنسان، وأرقام فلكية لشراء الصمت الدولي والعالمي.
تعثر المشروع
والعام يتلوه عام، وصبية العجوز اللندنية في تعثر والملك الغير متوج يتصبب عرقاً من مديات التكنولوجيا الرخيصة وهي تشعل منشئات إمارات الصلح البحري السبع، بل أن أمريكا شبهت هجوم الأنصار السابق على بقيق وخريص في مملكة آل سعود بالعملية Z عندما أرسلت الإمبراطورية اليابانية ست حاملات طائرات وعدد من الغواصات القزمية لضرب الأسطول الأمريكي القابع في المحيط الهادئ في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، العملية ذاتها التي أشعلت شرارة الحرب العالمية الثانية ذات شتاء.
إلى المدى أنت أهدى يقول البردوني في قصيدة “يا مصطفى”، بذلك الحجم كانت وستكون مفاعيل ضربات الأنصار، ربما يكون لأحرار محور المقاومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا والعراق ولبنان، قواعد اشتباك من نوع خاص، بعد الانتصار في عشرية النار على ربيع الألوان المتصهينة، لكن لليمن معادلة الحرية والاستقلال الكامل، ولـ يـمن الأنصار مساحته في المناورة أكبر لناحية الحجم الطبيعي لبلد صدر الحضارات، وقبائل كانت نواة الدولة النبوية، وأخوة المحور جديرون بضبط الساعة بالتوقيت المحلي للعاصمة صنعاء.
لا يسع المرء وهو يرى كيانات صبيان الإنجليزية تتحدث عن الشرعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن يستحضر مسرحية مقرفة في مخيلته، فهل هناك شرعية وديمقراطية في إسرائيل وأمريكا والسعودية والإمارات، كلها كيانات قامت على جماجم أصحاب الأرض، فالحجاز أصبحت السعودية نسبة إلى “سعود بن ماكرن” وبشرعية الوهابية، وفلسطين أصبحت إسرائيل نسبة إلى بني إسرائيل وبشرعية التلمود الصهيوني، بل أن إسرائيل تصف نفسها بأنها يهودية وعبرية في ديار العرب والمسلمين، والعالم الجديد أصبح أمريكا نسبة إلى الملاح البرتغالي “أمريكو فسبوتشي” بعد إبادة 200 مليون إنسان من السكان الأصليين، بشرعية البروتستانت لهداية 200 مليون “هندي أحمر كافر” تم محوهم عن بكرة أبيهم واغتيال وطنهم بمسمى أمريكا.
وقالوا شرعية وديمقراطية، وديمقراطية أمريكا مغلقة على حزبين فقط وتحرم الأحزاب اليسارية لأنها تناقض مبادئ الرأسمالية والإمبريالية، والشرعية شرعية إبادة السكان الأصليين قبائل شمر وحائل في الحجاز وآل القاسمي في إمارات الصلح البحري السبع، وكنعان في فلسطين، واليوم إبادة قبائل الأنصار الأوس والخزرج في اليمن، فهم انقلابيين ومتمردين ومتخلفين وعليهم العودة للكهوف.
والجهد يضني أصحاب مبدأ ملئ الفراغ، لتعثر ملئ الفراغ، وتعثر تتويج الملك الموعود، وتغريبية شيطان نجد تستمر بشن حرب الوكالة عن الملك الغير متوج، بل تبلغ مداها، بكورونا المتخصص بمنع مواسم الحج والعمرة والصديق لحفلات مواسم هيئة الترفيه واليوم الوطني، وشطب آيات الجهاد، واقتلاع آيات المولاة من المناهج، واليهودي “شايلوك” يبقى يهودي، في رواية “تاجر البندقية”، أصر شايلوك على اقتلاع قلب “تاجر البندقية”، حسب اتفاق إذا لم يفِ بالدين في الموعد سيقوم باقتلاع قلب تاجر البندقية مقابل المبلغ المقترض منه، وبعد إثبات المحامية شروع “شايلوك” بالقتل، نال شايلوك اليهودي شر المصير، وشايلوك هنا لم يكتفي بانبطاح الإمارات بل أرادها أن تحترق وأراد أن يتعلم بجسدها كيف يحمي جسده من ضربات يشتم راحتها، فعرض على الإمارات المساعدة ليس لأنه يكره رؤيتها تحترق، بل لأنه يريد التعلم بجسدها كيف يحمي جسده غداً، فالمسافة إلى جسد الإمارات ذات المسافة إلى إيلات.
لطالما تسائل البعض هل ستتوقف مملكات الإنجليز المستحدثة عن عدوانها عندما تصل النيران إليها، واليوم اليهودي لم يكتفي بأموال المملكات وخدماتهم الجليلة له، فترامب قال لولا السعودية لانتهت إسرائيل، لكن التساؤل اليوم هل سيكتفي اليهودي شايلوك بالتعلم بجسد آل سعود والإمارات كيف يحمي نفسه، وهل سيكتفي بالجرائم التي ترتكب بأيديهم، أم سيغامر بتوسيع انخراطه بالعدوان على يـمن الأنصار ليشبع غريزته الإجرامية بنفسه، وهي ذات العقلية اليهودية التي قدمها شايلوك بالإمساك بالسكين والاقتراب من صدر تاجر البندقية لاقتلاع قلبه، لتصبح إدانته ومبرراً لشر هزيمة يتكبدها، ليبدأ طالوت الأنصار بتنفيذ وعد الآخرة.
سبعة أشواط كانت بأم أبو العرب “هاجر” بالصفا والمروة وانفجر الصبر نبعاً هنياً وجيلاً يمانياً إيمانياً سرمديا، وعلى طريقة أصل العرب أباً عن جد، يـمن الأنصار تستل ذو الفقار وتضرب معاقل أصدقاء خيبر وغداً حصن خيبر، سبع عجاف، ومن العام الثامن -عام الفتح- وتالياً لتتأهب أنظار العالم لعودة تغريبية شبة الجزيرة بقبائلها ولتعد قبائل الأنصار لموقعها جغرافيا وإنسان وبهوية إيمانية خالدة، وليعد الطفل اللقيط لرحم أمه أو للشتات، وبدلاً من إسرائيليات العصر الذهبي، ستدق الساعة بتوقيت سليماني يماني بطالوت الزمان والمكان بالحجارة الدقيقة والرخيصة بتكنولوجيا الكهوف، كهف إيمان الرقيم وإسلام غار حراء وغار ثور، ومن يملئ الفراغ أصحاب الأرض، وهل يصح القول بوجود فراغ وأهل الأرض عليها يتربعون، وماذا لو كانوا أهل الأرض هم قبائل الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، الناس دثاري والأنصار شعاري، وما شاء الله كان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي