“فإن عدتم عدنا”
لطالما نأت الإمارات بنفسها ورأسها عن سخونة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية خلال السنوات الماضية بعد أن أعلنت انسحابها الزائف من اليمن، ولما عادت عاد الرد من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب، وما حصل في غضون أسبوع ليس سواء رأس الجديد لإعصارٍ يمنياً إستراتيجياً مدمر لكل مؤامرات الأعداء.
الكرة باتت في يد حكام أبو ظبي تحديداً، فإن هم قرروا الا يُستهدف فعليهم الا يستهدفوا، أما السعودية العظمى فقد تقزمت وأستمرءت الضربة حتى باتت بفضل الله تفاخر بان سجلت أكبر رقماً في عالم التصدي الكاذب لصواريخ اليمن ومسيراته.
وعلى قاعدة “فإن عدتم عدنا” يتوعد اليمن دول العدوان بتوسيع دائرة الرد والردع في عمقها مجدداً نصحها للشركات الأجنبية والمستثمرين في دويلة الإمارات بمغادرة دويلةً لم تعد آمنةً ولم تبقى آمنة طالما أستمرت في عدوانها وحصارها للشعب اليمني.
الضربة في الوكلاء والرعب والصدمة في الأُصلاء
وكالعادة فإن الضربات تكون في الوكلاء والفجيعة والصدمة والرعب لدى الأُصلاء، ومن أنخدعت الإمارات بوعودهم مابين مختبئٍ ومرتعدٍ يخشى ويحسب كل صيحة عليه.
ويؤمن بأن أهل الحكمة والإيمان لديهم من القدرة والقوة والجراءة ما يكفيهم لرد الصاع بصاعين والبادي أظلم.
إعصارٌ يمنيٌ أخر في ضرف أيام
إعصارٌ يمنيٌ أخر في ضرف أيام، يمر بالسعودية بعد إيلامها ويعصف بأبوظبي ودبي وقاعدة الظفرة الجوية ترجمةً لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية من مغبة التمادي في قتل اليمنيين وتدمير بناهم التحتية والحيوية وتكريساً لمعادلة أن دويلة الإمارات لم تعد آمنةً طالما وهي مستمرة في العدوان والحصار.
تنوعٌ في الأهداف العسكرية والحيوية وكثافة في النيران بأهم الأسلحة الإستراتيجية اليمنية الأكثر إقلاقاً للأمريكيين والإسرائيليين ومحمياتهم الخليجية.
حيث حظرت قوة صاروخية بكثافة في هذه لعملية على العمقين السعودي والإماراتي وأبرزها صواريخ ذوالفقار المعدل والمطور داخل البلد المحاصر والى جانب الطائرات المسيرة بمدياتها المختلفة، أوصلت الرسائل وأوضحت الصورة لكل ذي عينين .
فالطائرات الحربية المعادية التي تنطلق من قواعد العدو الجوية لإرتكاب جرائم حرب الإبادة، سيتم ملاحقتها الى مرابضها ولو لمسافات بعيدة.
فالرهان على الدفاعات الأمريكية لإعتراض القدرات اليمنية والتصدي لها او بيانات الشجب والادانات الأممية والصهيونية رهانً خاسر، ولا تنصح القوات المسلحة اليمنية المعتدين بالمكابرة والعناد لإن لديها مخزونًا استراتيجياً من الصواريخ والطائرات يكفي بعون الله لتوسيع دائرة النار وانتقاء المزيد من الاهداف الحيوية التي تجعل الإمارات ساحة إشتباك وبيئةً طاردةً للإستثمار.
وفي النتائج المباشرة لإستهداف العمق الإماراتي، أظهر موقع فلايت لادار تعطل حركة الملاحة الجوية في مطاري العين الدولي وآل مكتوم في دبي وكذلك في مطار أبوظبي، في حين سارعت السفارة الأمريكية في نصح رعاياها في دويلة الإمارات بتوخي مستوىً عالي من الحذر الأمني.
وتحت ضغط الضربة المتعددة الإتجاهات والأبعاد، تراجع مؤشر سوق دبي المالي أكثر من 2 % كما تراجع مؤشر أبوظبي والسعودية، وسعر خام برنت قفز عن سعر 88 دولاراً والحساب مفتوح وقادم الأيام مليئٌ بالمفاجئات هي كفيلةٌ بوضع تحالف العدوان في حالة من الصدمة والإستنفار الأمني الدائم لتقييم الخسائر والأضرار والبحث عن مخارج لتهوين عمليات الرد والتقليل من تداعياتها ولو بالاقرار ببعض الصواريخ والإدعاء بإعتراضها وإستهدافها.
وبطبيعة الحال فإن هذه السياسة لن تكون مجديةً، ولو كانت كذلك لأخرجت السعودية من دوامة التخبط والفشل التي تعيشها على مدى الأعوام الماضية، فعملية إعصار اليمن الثانية نقلت اليمن الى مرحلة متقدمة من المواجهة بإستهدافها قاعدة جوية مهمة تديرها وتشرف عليها واشنطن بمنظوماتها التي تعرضت لضربةٌ في مقتل.
وبإستهداف قاعدة الظفرة يؤكد اليمن بأنهُ عصيٌ على الانكسار ولن يرهبهُ افراط العدوان في القتل والتدمير ولا التهديدات الغربية ولا التحالفات الصهيونية المشبوهة، كما وأنهُ لن يقف مكتوف الأيدي أمام تحالفٍ يستخف بمعاناة أبناءة ويعبث بأمنهِ واستقراره.