يُتابع العدو بقلق التقارير حول الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة اليمنية ضدّ منشآت في إمارة أبو ظبي بطائرات مُسيّرة، خشية من شنّها هجوماً مشابهاً ضدّ أهداف إسرائيلية في إيلات.
وطبقاً لما ذكرته الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» اليوم، فإنّ أحد السيناريوهات الذي تخشاه إسرائيل هو هجوم بطائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ بالستية تُطلق من اليمن؛ لا سيّما أنّ المسافة بين اليمن وأبو ظبي مشابهة للمسافة بين اليمن وإيلات في أقصى جنوب فلسطين المحتلة. ورأت أن «الهجوم يكشف عن قدرات مطوّرة بحوزة الحوثيّين».
ويأتي ذلك، بعد بيان لمتحدّث القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، قال فيه إنه «جرى تنفيذ عملية عسكرية نوعية وناجحة»، مشيراً إلى استهداف «عدد من المواقع والمنشآت الإماراتية المهمة والحساسة بصواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة».
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف «مطارَي دبي وأبو ظبي ومصفاةَ النفطِ في المصفحِ» في العملية التي أطلقت عليها اسم «إعصار اليمن».
أنصار الله للامارات: تأدّبوا
لعبت الإمارات بالنار، فجاءها الردّ بالنار. أرادت أبو ظبي أن تتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها صنعاء عند حدود مأرب الجنوبية، تلبية لرغبة أميركية في إعادة قلْب موازين القوى الميدانية، فأتاها الجواب نوعياً ومُوجعاً وغير مسبوق.
جوابٌ سيتردّد صداه سريعاً في أروقة كلّ من الرياض وواشنطن، التي وصل الأمر بها حدّ النزول بنفسها إلى الأرض لتحسين أداء حلفائها، مُغفِلةً الأثمان التي سيتكبّدها هؤلاء من جرّاء ذلك، من دون أن تكون لديها القدرة على إنجادهم.
تُوصل «القوات المسلحة اليمنية»، اليوم، رسالة إلى كلّ مَن يعنيهم الأمر بأن عقارب ساعة الحرب لا يمكن أن تعود إلى الوراء، وأن الحلّ لن يأتي من بوّابات فيينا ولا عُمان ولا بغداد، بل من الإقرار أوّلاً بأن المشروع الأميركي – السعودي – الإماراتي في اليمن قد فشل، وما على رُعاته سوى البحْث عن مخرج لهم.
ستُعيد الإمارات، دونما شكّ، حساباتها، مُدرِكةً أن هيكلها الهشّ لا يتحمّل مغامرات جديدة، فيما ستُكرّر السعودية رسم مشهد نيران أبو ظبي في ذهنها مرّات ومرّات تحسّباً لما قد ينالها مستقبلاً.
أمّا الولايات المتحدة، التي يبدو أن مفتاح الحلّ والربط لا يزال بيدها، فستكون معنيّة باستقصاء خيارات بديلة، بدلاً من تعميق انخراطها في مستنقع لا تفتأ حائرة في كيفية إخراج وكلائها