قواعد عسكرية يتم إنشاؤها بإشراف صهاينة، وطائرات ومروحيات تقل مرتزقة أجانب، بينهم أفارقة وآسيويون، استقدمهم الاحتلال الإماراتي إلى جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى، والعمل جارٍ على قدم وساق لإنشاء قاعدة استخباراتية في الجزيرة لصالح العدو الصهيوني وبإشراف مباشر منه. هذا النشاط المحموم للاحتلال الإماراتي يقابله موقف مخزٍ من شرعية العمالة أمام هذا الانتهاك الصارخ، وتواطؤ فاضح لبيع السيادة اليمنية.
أكدت مصادر محلية في أرخبيل سقطرى المحتلة أن قوات الاحتلال الإماراتي استقدمت مرتزقة أجانب ووزعتهم في مناطق حساسة داخل جزر الأرخبيل.
وقالت المصادر إن من بين المرتزقة الأجانب الذين استقدمهم الاحتلال الإماراتي في الآونة الأخيرة أفارقة وآسيويين تم توزيعهم على عدد من المرافق بينها الميناء والمطار ومنافذ مدينة حديبو، بالإضافة إلى دفعة من المرتزقة تم نقلها إلى الجزر الغربية للأرخبيل، وتمركزت في جزيرة عبد الكوري.
وبحسب المصادر، فإن «الاحتلال يسعى ليستبدل بمرتزقته المحليين مرتزقة أجانب للقيام بأعمال تخريبية والاعتداء على المواطنين والمنشآت والمؤسسات الرسمية»، مشيرة إلى أن قواعد عسكرية جديدة يتم إنشاؤها حالياً في جزيرتي عبد الكوري وسمحة غرب الأرخبيل، وبتواطؤ تام من شرعية العمالة وحكومتها، والتي يقوم رئيسها، المرتزق معين عبد الملك، بزيارة حالية إلى إمارات ابن زايد.
تحركات مشبوهة في جزيرة عبد الكوري
وفي سياق تحركاتها المشبوهة في أرخبيل سقطرى، تواصل قوات الاحتلال الإماراتي نشاطها العسكري المعادي وانتهاكها للسيادة اليمنية في الأرخبيل، شارعة في بناء منشأة عسكرية في جزيرة عبدالكوري، ثاني أكبر جزر أرخبيل سقطرى.
وكشف ناشطون في سقطرى عن استمرار قوات الاحتلال الإماراتي في إرسال خبراء ومعدات عسكرية إلى جزيرة عبد الكوري، وإنشاء المعسكرات فيها.
ووفق الناشطين، فقد أرسلت قوات الاحتلال الإماراتي فريقاً من الخبراء الأجانب، بينهم صهاينة، بمعية شركة مقاولات محلية تابعة لها، بالإضافة إلى قيادات عسكرية موالية لها، من سقطرى إلى جزيرة عبد الكوري، مشيرين إلى أن إمارات ابن زايد تستغل حالة الحرب والضعف في اليمن بالعمل على بناء عدد من المنشآت منذ حوالى شهرين، من بينها إنشاء مدرج صغير للطائرات المروحية والعمودية، بالإضافة إلى ميناء بحري وعدد من المنشآت الأخرى، في جزيرة عبد الكوري.
وكانت أوساط سياسية وعسكرية وإعلامية حذَّرت مما وصفتها بحملة ممنهجة يقودها تحالف الاحتلال لتسليم موانئ وجزُر يمنية إلى أطراف استعمارية، من بينها بريطانيا و»إسرائيل»، ضمن عمل استخباراتي غير معلن، مشيرة إلى أن الاحتلال الإماراتي يواصل الأعمال الإنشائية في جزيرة عبد الكوري، وسط تحركات سرية وتكتم شديد يقابلها موقف مخز من شرعية العمالة أمام هذا الانتهاك الصارخ لسيادة اليمن.
وكانت مصادر مطلعة كشفت -في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي- عن وصول باخرة للاحتلال الإماراتي إلى جزيرة عبد الكوري تحمل على متنها معدات وأسلحة ثقيلة، تم استقدامها بغرض إنشاء قاعدة عسكرية بإشراف خبراء غربيين وصهاينة.
وأشارت المصادر إلى أن الخبراء الذين يشتبه فيهم، يتم نقلهم يومياً بالطيران المروحي إلى الجزيرة ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية، حيث تقع بالقرب من القرن الأفريقي وتحوي ستة قطاعات نفطية؛ وذلك بتواطؤ بين قُطبَي التحالف الرئيسين.
وفي وقت سابق من العام 2020، كانت مواقع غربية كشفت عن عزم تحالف العدوان التعاون مع تشكيلات لوجستية أجنبية، منها تشكيلات صهيونية، من أجل إنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية في جزيرة سقطرى، وترافق مع ذلك عمليات فحص واستطلاع ورصد مخابراتي طالت مواقع عدة بإشراف فرق هندسية وعسكرية من أكثر من بلد خليجي وغربي.
موقع صهيوني يكشف عن المخطط «الإسرائيلي» في الجزر اليمنية
بدوره، أكد موقع (jforum) «المنتدى اليهودي» الفرنسي، أن دويلة الإمارات وفرت موطئ قدم لـ»إسرائيل» في اليمن عبر جزيرة سقطرى، لإنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية هناك.
وقال الموقع إن هذه المواقع «ستخصص لرصد تحركات البحرية الإيرانية في المنطقة، وتحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن إنشاء «إسرائيل» قواعد استخباراتية في سقطرى يأتي بالتعاون مع الاحتلال الإماراتي، ومن بين أهدافه «مراقبة تحركات الحوثيين والسيطرة على الملاحة البحرية في المنطقة».
وأشار إلى أن «إسرائيل» بدأت منذ 2016 في بناء أكبر قاعدة استخبارات في حوض البحر الأحمر في جبل أمباساريا الواقع في إريتريا في المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب.
ونقل الموقع عن مصدر إريتري رفيع المستوى قوله إن «إسرائيل» بدأت في بناء أكبر قاعدة استخبارات أمامية لها في حوض البحر الأحمر وفي المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب، مشيراً إلى أن هدف القاعدة هو مراقبة إلكترونية على الملاحة الدولية.
وبحسب الموقع، تقوم «إسرائيل» والإمارات بكافة الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب المندب وصولا إلى جزيرة سقطرى التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإماراتي.
وكان وفد من ضباط الاستخبارات الصهيونية وصل مؤخراً إلى أرخبيل سقطرى، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معاً بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.
يذكر أن أرخبيل سقطرى يحتل أهمية استراتيجية، حيث يقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن، وخطوط تدفق نفط دول الخليج إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية عموماً، وهو ما أسال لعاب إمارات ابن زايد للسيطرة على الأرخبيل، مستغلة الحرب العدوانية على اليمن وتواطؤ شرعية العمالة التي منحتها كل التسهيلات لاحتلال الأرخبيل.
تقرير: نشوان دماج