تؤكد عدة شواهد على إنهيار طموحات السعودية في حرب اليمن المستمرة منذ سنوات في وقت تضاعف فيه قوات صنعاء هجماتها على المملكة.
وأورد موقع Middle East Eye البريطاني أن “مدينة مأرب التي كانت ذات يوم معقلاً للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، أصبحت مركزاً لصراع مرير من أجل البقاء، وهذا يشير إلى المدى الذي انهارت فيه طموحات السعودية”.
وقال الموقع إن “إعادة تموضع القوات السعودية عبر الخطوط الأمامية في اليمن تشير إلى مرحلة جديدة من الحرب، كما أن إزالة المعدات العسكرية الثقيلة وإغلاق القواعد دليل على محاولة التخلص من الصراع الذي طال أمده”.
وأضاف “أن عدم قدرة التحالف السعودي على كسر هجوم قوات صنعاء ولو على مضض، لإن هناك علامات واضحة على إجهاد الحرب للتحالف السعودي”.
يأتي ذلك فيما انتقدت مؤسسات إغاثية عالمية الهجمات السعودية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي، والذي أوقف الرحلات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وترك ملايين اليمنيين معزولين تماماً عن العالم”.
في سياق قريب نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS تقريرا يرصد تضاعف هجمات صنعاء ضد السعودية العام الماضي 2021وذكر المركز أن متوسط الهجمات على المملكة بلغ 78 هجوماً شهرياً، أي 702 هجوماً في اول 9 أشهر من عام 2021، بينما بلغ متوسط الهجمات 38 شهرياً في عام 2020.
وحلل تقرير مركز CSIS الأمريكي أكثر من 4100 هجوم على المملكة بين عامي 2016 و2021.
ونقل المركز أن المتخصصين العسكريين يعتبرون صاروخ الباتريوت “الذي يكلف حوالي مليون دولار” هو السلاح الخطأ لصد الطائرات بدون طيار الصغيرة.
وأضاف “لقد أظهرت قوات صنعاء قدرتها المستمرة على تهديد السعودية ودول أخرى في الخليج، باستخدام أسلحة رخيصة الثمن نسبياً، مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، واستطاعوا فرض تكاليف سياسية ومالية على المملكة”.
وقال الكاتب Seth Jones محلل برنامج الأمن الدولي في CSIS: إنهم يمتلكون ميزة كبيرة لمواصلة الضغط على السعوديين، لأن تصنيع طائرات الدرون والصواريخ منخفض التكلفة نسبياً، مما يجعل هجماتها فعالة للغاية، بينما دفاع السعودي مكلف للغاية في صد الهجمات”.
وتابع “في حين أن الطائرات بدون طيار قد لا تسبب أضراراً مادية كبيرة من تلقاء نفسها، إلا أنها تهدد باستمرار البنية التحتية المدنية للسعودية، مع ذلك لاتزال الرياض تكافح للدفاع وصد تلك الهجمات.