لم يكن تحرير مديرية اليتمة الإستراتيجية الواقعة في محافظة الجوف، ضمن عملية الإقتدار اليمني #فجر_الصحراء، حدثا عابرا انما ضربة موجعة في قلب الكيان السعودي.
لقد عانى أبناء محافظة الجوف في اليمن كثيرا من التدخلات السعودية السافرة، والتي وصلت إلى منعهم من حفر آبار النفط والمياه والاستفادة من المياه الجوفية ومنعت الرياض عمليات التنقيب في المنطقة الغنية بالنفط والغاز المسال وفرضت التعامل بالعملة السعودية بدلا من اليمنية.
ان منطقة “اليَتَمَة” في اليمن تكتسب اهمية استراتيجية نظرا لمرتفعاتها التي تعطي سيطرة نارية على مناطق واسعة اضافة الى قربها من منطقة البقع الرابطة بين محافظتي الجوف وصعدة ومن منفذ الخضراء الرابط بين اليمن والسعودية ما يعني ان الجيش واللجان اصبحوا على تماس مباشر مع القوات السعودية.
في بادئ القول، ان القوات اليمنية واللجان الشعبية بادروا في منتصف الشهر الجاري كانون الاول/ديسمبر للسيطرة على عدد من المواقع في سلسلة جبال قَشعَان الاستراتيجية ووادي سِلّبَة في مديرية خَبْ والشَّعْف الحدودية مع نجران السعودية في محافظة الجوف شمال شرق اليمن، حيث تكمن الأهمية الاستراتيجية لجبل قَشَعان في إشرافها على منطقة “اليَتَمَة” المركز الإداري لمديرية خَبْ والشَّعْف وصحراء الأجاشِر الممتدة بين محافظتي الجوف ونجران السعودية.
المعركة كانت حامية الوطيس حدية مفصلية بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات العدوان السعواميركي ومن تبعهم من ما تسمى بـ”قوات هادي” و”حزب الإصلاح” المسنودة بطائرات العدوان السعودي في الأطراف الفاصلة بين منطقة كَرَى وجبل البَلَق الشرقي في مديرية وادي عَبيدة جنوب شرق مدينة مأرب شمالي شرق اليمن.
أمريكا دخلت بقوة للدفاع عن العدوان السعودي
فمنذ ما يقارب شهر عاد تحالف العدوان السعودي الأمريكي الى تكثيف استهداف الاحياء السكنية في العاصمة صنعاء فيما أوسع من خارطة عملياته الى المحافظات مدشنا من محافظة المحويت استهدافه للقرى، وبات يلقي التحالف العدواني بقيادة واشنطن والرياض وبدون اهداف مشروعة او مبررة بقنابله كل مساء على الاحياء السكنية، وبين هذه الأهداف المدنية أيضا تتساوى اثار تلك الغارات في سقوط ضحايا واضرار في المنازل والممتلكات.
لم تفلح الغارات الجوية المكثفة للعدوان السعودي في إبطاء تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية في عمليتهم الهجومية في وادي سلبة وجبل قعشان الاستراتيجي في مديرية خَبْ والشَّعْف نفسها، فيما استماتت السعودية بشنها عشرات الغارات الجوية لإسناد قوات هادي وحزب الإصلاح في مواجهة تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية في نفس الجبهة، ولاحقا عاود طيران العدوان السعودي الأمريكي شن غاراته على العاصمة صنعاء، كما شهدت المنطقة تصعيدا خطيرا للعدوان السعودي الأمريكي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وأضرار في الممتلكات الخاصة والعامة.
تحرير “اليَتَمَة” درس بليغ لكل معتد اثيم
القوات اليمنية واللجان الشعبية بدأوا الإعداد لعملية “فجر الصحراء” حيث بدأت الوحدات العسكرية في تنفيذ الهجوم على قوات العدو من عدة محاور، وقد نجحت في إرباك العدو الذي حاول الدفع بالمزيد من المرتزقة الى الخطوط الأمامية وطيران العدوان شن أكثر من ستين غارة في محاولة لإعاقة تقدم المجاهدين، وفشل في ذلك، وكان من نتائج العملية تحرير مساحة إجمالية تقدر بـ 1200كيلومتر مربع وبهذا تكون معظم محافظة الجوف قد تحررت عدا بعض المناطق الصحراوية.
كما شاركت قبائل الجوف بكل ثقلها وفاعليتها في تحرير “اليَتَمَة” ومركزها مع القوات اليمنية المشتركة للجيش اليمني وقوات اللجان الشعبية، وهي (القبائل) ومجاهديها الابطال حاضرون بشكل لافت ومستمر في معركة الحرية والاستقلال، ما يثبت للقاصي والداني ان أبناء الجوف يرفضون أن تظل مناطقهم تحت سلطة الاحتلال الأجنبي ويؤكدون بذلك موقفهم الثابت مع الشعب واليمن الحر.
عندما تصل الهسترة مرحلة الجنون
تحرير منطقة “اليَتَمَة” بيد قوات صنعاء يعتبر خطا احمر للرياض على مدى 60 عاما، نظرا لوجود مخزون نفطي ضخم في تلك المنطقة، وممنوع على اليمن تاريخيا اي محاولة لاستكشاف او استثمار النفط الموجود في هذه المنطقة الاستراتيجية، وان تحريرها سيمكن صنعاء من استثمارها وكافة مواردها الطبيعية التي اما تنهبها السعودية او تمنع استثمارها من قبل اليمنيين، بالاضافة الى ان هناك تطورات في معركة مأرب لا يعلن عنها اليوم في الاعلام، وان اعلنت ستكون قاتلة للنظام السعودي، بمعنى خسارة آخر معركة له في شمال اليمن.
يوم امس الاربعاء شن طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، 26 غارة جوية على مناطق متفرقة من محافظات مأرب والجوف وتعز وشبوة والبيضاء، 7 منها على البلق بمديرية الوادي وغارتين على مديرية صرواح وغارة على حريب في مأرب وثلاث غارات جوية على منطقتي الكنب و البرح في مديرية مقبنة بتعز، و10 غارات جوية على مديريتي بيحان وعسيلان بشبوة وغارتين على منطقة المرزيق في مديرية خب والشعف بالجوف وغارة جوية على منطقة القنذع في مديرية نعمان بمحافظة البيضاء، فيما ارتكبت قوى العدوان 108 خروقات لاتفاق التهدئة في جبهات الحديدة بينها استحداث تحصينات قتالية، ولم يكتف العدوات بتلك الخروقات والتجاوزات بل شن 3 غارات تجسسية لطيرانه على حيس والجبلية وحلقت طائرات حربية وتجسسية في أجواء حيس والجبلية، اضافة الى ارتكابه 21 خرقا بقصف مدفعي لعدد 87 قذيفة و 70 خرقا بالأعيرة النارية المختلفة.
العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة كشف يوم امس ان عدد غارات طيران العدوان على العاصمة وبعض المحافظات تجاوزت الـ 500 غارة خلال الأسبوعين الماضيين
لكن كل تلك الغارات والهجومات التنمرية العدائية لن تنفعهم.. مطلقا.
هسترتهم لم ولن تنفعهم
ان كل هذه الهسترة “السعواميركية” لم تنفع اميركا وعملاءها بالمنطقة خصوصا عميلها الرئيس “حكام وسلطات النظام السعودي المعتدي على اليمن”، في تجنب اندفاع القوات اليمنية ولجانها الشعبية لتحرير ارض “اليَتَمَة” اليمنية الاستراتيجية، فقد كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في الساعات الاولى من فجر الاربعاء تفاصيل عملية ”فجر الصحراء” التي تمكنت خلالها القوات المسلحة من تحرير منطقة “اليَتَمَة” في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف بمساحة تقدر بأكثر من 1200 كلم مربع، ما يعني تحرير معظم محافظة الجوف عدا بعض المناطق الصحراوية، وقد بلغ عدد قتلى المرتزقة 35 والجرحى 37 إضافة إلى 45 أسيرا ونجحت القواتاليمنية من إعطاب وإحراق 15 آلية ومدرعة، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
ان منسوب الهزيمة السعودية بات واضحا في اقصى قعر العدوان السافر الذي بدأته قبل سبع عجاف تنفيذا لاجندة صهيواميركية وان مزاعمها الاولية بالانتصار لم يعد يصدق بها حتى الاطفال في اليمن وعموم المنطقة حتى بات المواطن السعودي يشاهد باُم عينيه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وهي تعبر من فوق راسه مستهدفة المناطقة الحيوية في العمق السعودي، اضف مشاهدته تشييع القتلى يوميا من جنود تاكبسة او ما يسمون بجنود “الحرس الوطني” وعموم القوات المسلحة السعودية.
ان غارات العدوان اليائسة وتصعيده المستمر يفرض على القوات اليمنية واجبات ومهام استثنائية للرد على الجرائم المرتكبة، وان الفشل سيكون أبرز نتائج التصعيد العاجز للمعتدين وقد ثبت ان عدوانهم لن يكسر عزيمة اليمنيين أو ينال من إرادتهم وان حربهم النفسية لم ولن تؤثر على معنويات الشعب اليمني الصامد، الذي صمم بقوة وعزيمة نحو تحرير كافة أراضيه من لوث المعتدين المتجاوزين او اسيادهم في واشنطن وتل ابيب.
تقرير – السيد أبو ايمان