وردنا الأن.. الرياض «تجنّ» بعد سقوط اليتمة: “قوات صنعاء” تستعيد الكنز النفطي وتفتح المجال واسعاً نحو أهم منفذ حدودي
أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، الأحد، سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» على مساحات واسعة في منطقة اليتمة الحدودية – وما جاورها -، الواقعة في أطراف محافظة الجوف المُحاذية لمنطقة نجران السعودية.
إعلانٌ حمل أكثر من دلالة وأكثر من رسالة إلى الجانب السعودي؛ إذ أثبت أن قوات صنعاء تحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة على نقل المعركة إلى العمق السعودي، كما أكد أن لا خطوط حمراء أمام عملياتها، وما اليتمة التي كانت خطّاً أحمر بالنسبة إلى القوات اليمنية منذ 60 عاماً، إلّا دليل على ذلك، فضلاً عن أن العملية أظهرت مجدّداً التفوّق العسكري للجيش و«اللجان»، حتى في ساحات المعارك المفتوحة الخالية من أيّ تحصينات طبيعية.
يُضاف إلى ما تَقدّم، أن سيطرة قوات صنعاء على ما يقارب 1200 كلم في اليتمة الحدودية، يَعدّه خبراء عسكريون «استراتيجياً»، لأهمية المنطقة، ووقوعها على الشريط الحدودي الذي يصل الجوف بحضرموت، وأيضاً بالقرب من منفذ الخضراء الرابط بين اليمن والسعودية، وعلى مقربة – من جهة الجنوب – من منطقة البقع الرابطة بين محافظتَي الجوف وصعدة.
وبحسب مصادر عسكرية مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن المناطق التي سيطر عليها الجيش و«اللجان» في أقصى شرق الجوف وعلى الحدود مع منطقة نجران، لم تكن تخضع لسيطرة حكومة المرتزقة، طيلة السنوات الماضية، حيث كان وجود الحكومات اليمنية فيها رمزياً فقط، تنفيذاً لرغبة السعودية التي حوّلت اليتمة وما جاورها إلى مناطق تابعة لنجران، يَحكمها مشايخ يحملون تابعيات سعودية (مستند يُعدّ أقلّ درجة من الجنسية)، ولا يُرفع فيها العلم اليمني.
ووفقاً للمعلومات، فإن سوق اليتمة تُعدّ سوقاً مشتركة بين نجران والجوف، ولا تُستخدم فيها العملة اليمنية كأساس للتبادل، بل العملة السعودية منذ عقود، فضلاً عن أن المملكة منعت اليمن من التنقيب عن النفط في المنطقة المذكورة على مدى العقود الماضية، بعدما أثبتت الدراسات وجود كميات كبيرة من النفط والغاز المسال هناك.
وبناءً عليه، وصفت المصادر إسقاط اليتمة، وإعادتها إلى السيطرة اليمنية للمرّة الأولى منذ ستّة عقود، بـ«الضربة المؤلمة للسعودية»، كون المنطقة كانت خطّ الدفاع الأول عن نجران من أيّ تقدّم لقوات صنعاء، مشيرةً إلى أن السعودية اتّخذت من المناطق المجاورة لليتمة مراكز تدريب عسكري للمرتزقة الموالين لها، والذين لا يتبعون وزارة دفاع حكومة هادي، ونشرت الآلاف من العناصر المسلحة على امتداد الشريط الحدودي الرابط بين الجوف ونجران، واستحدثت مواقع متقدّمة في عدد من الأماكن الواقعة في نطاق اليتمة للدفاع عن حدودها الجنوبية.
سقوط اليتمة يفتح المجال واسعاً أمام قوات صنعاء للتقدّم نحو منفذ الوديعة
لفتت المصادر إلى أن الاختراق الذي حقّقته صنعاء أخيراً بين الجوف ونجران، يفتح المجال واسعاً أمامها لإشعال جبهات متعدّدة في الشريط الحدودي، والتقدّم باتجاه نجران من مسارات متعدّدة، إلى جانب جبهات المناطق الواقعة على التماس مع جيزان.
كذلك، يَفتح سقوط اليتمة وما جاورها من مناطق صحراوية قريبة من جبهات محافظة مأرب الشمالية، كالعلمَين الأبيض والأسود الواقعَين بالقرب من قاعدة الرويك العسكرية شرق منطقة صافر النفطية، الباب للجيش و«اللجان» للتقدّم نحو منفذ الوديعة وقطْع الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت، بعدما تمّ تأمين الطريق الدولي الوحيد الذي يمتدّ من مدينة حزم الجوف إلى محافظتَي مأرب وحضرموت، والذي كان يُستخدم من قِبَل «التحالف» كخطّ إمداد عسكري لتعزيز جبهات مأرب.
وكانت مدينة اليتمة الحدودية وسوقها سقطتا بشكل كامل، الأسبوع الماضي، تحت سيطرة قوات صنعاء. وبحسب مصادر قبلية في محافظة الجوف، فإن قوات هادي نفّذت «انسحاباً تكتيكياً ممّا تبقى من مناطق تابعة لجبهة اليتمة، لتسقط المنطقة بشكل كلّي تحت سيطرة» الجيش و»اللجان».
وأوضحت المصادر أن ما دفع قوات هادي إلى هذا الانسحاب هو ضغط نيران قوات صنعاء، إضافة إلى استدعاء قيادة قوات حرس الحدود السعودية في نجران، قيادات محور اليتمة الموالين للفار هادي، وتوجيهها إياهم بالتحقيق مع عدد من القيادات الميدانية بتهمة «الخيانة»، وتعيين بدلاء من هؤلاء، والإيعاز إليهم بدخول مدينة اليتمة وسوقها بالقوة والتموضع حولها، وهو ما عدّته قبائل المنطقة خرقاً لاتفاقها المبرم مع قوات صنعاء، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مجدداً بين الطرفين انتهت بسقوط كامل المنطقة بيد الجيش و»اللجان».
من جهتها، بيّنت مصادر محلية أن قوات هادي اضطرت للانسحاب، تحت ضغط هجمات قوات صنعاء، من مواقعها جنوب هضبة آل جعيد وبيت الشايف وقرى الهراسة، فيما تمكّنت الأخيرة من الوصول إلى منطقتَي الملتقى والجبوب الواقعتَين غرب مركز اليتمة وسوقها، لتستكمل السيطرة على السوق، وتمتدّ نحو منطقة السويقاء، وتسيطر على معسكر اليتمة التابع لخصومها.
وأفادت المصادر بأن المواجهات امتدّت إلى منطقة غدم وإلى مناطق قريبة من العلمَين الأبيض والأسود شمال محافظة مأرب، مُتوقّعةً أن تلتحم هذه الجبهة الصحراوية بجبهات مأرب، ليتمّ التقدّم باتجاه منطقة صافر النفطية.