قالت صحيفة ”لومانيتيه“ الفرنسية إن تحالف العدوان السعودي كثف غاراته الجوية في الأيام الأخيرة في اليمن.
في يوم الثلاثاء الماضي، تعرض مطار صنعاء الدولي للعديد من الغارات الجوية.
وأكدت الصحيفة أن القصف السعودي الأخير أدى إلى عرقلة الإمدادات الإنسانية من الأمم المتحدة ، وهي الإمدادات الأساسية بالنسبة ل80% من السكان اليمنيين.
وذكرت أن سيطرة الرياض على المجال الجوي وحظرها على جميع الرحلات الجوية المدنية في أطار هذه العملية أجبرا طائرات المنظمات الإنسانية وطائرات الأمم المتحدة على إلغاء رحلاتها الجوية.
حيث أن 80% من السكان اليمنيين البالغ عددهم أكثر من 30 مليون نسمة يعتمدون الآن على المساعدات الدولية.
واوردت الصحيفة ان الأمم المتحدة حذرت من هذا الصراع ، الذي يتوقع أن يقتل 377 ألف شخص بحلول نهاية العام. ومن بين الضحايا، يقال إن 227 ألف شخص من الوفيات ناجمة عن العواقب غير المباشرة للعدوان، مثل نقص مياه الشرب والجوع والمرض.
وأضافت أن مستودعات السلع المستوردة والمصدرة قد دمرت.
ويوجد أيضا في الموقع فريق تابع للأمم المتحدة لتقدير حجم الضرر.. وادعى التحالف السعودي من جانبه أنه شن “ضربات جوية دقيقة ومحدودة ضد أهداف عسكرية مشروعة في مطار صنعاء الدولي”.
الصحيفة رأت أنه منذ عدة أشهر ، تحاول الأمم المتحدة والولايات المتحدة الضغط على جميع الجهات الفاعلة لوضع حد لهذا الصراع الذي لا نهاية له.. إلا أن الرياض استهدفت مباشرة المنظمة الدولية ، وهي التي تعتبر السلطة الوحيدة للتدخل بانتظام للتنديد بجرائم الحرب في اليمن.
وأكدت الصحيفة أن السعودية استهدفت هاتف كامل الجندوبي، رئيس فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بحرب اليمن، ببرنامج بيغاسوس في عام 2019، التي تم تسويقها من قبل شركة الإسرائيلية.
وفي ذلك الوقت، كان الوزير التونسي السابق يستعد لنشر تقرير ثان يسلط الضوء على الجرائم والانتهاكات المرتكبة من أجل إصدار أحكام بالإدانة. ودعا المحقق المجتمع الدولي إلى الامتناع عن بيع الأسلحة إلى تحالف العدوان.
في عام 2020 ، اوصى كامل الجندوبي بإحالة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمقاضاة مرتكبي جرائم الحرب. ومن المفارقات أن الرياض تولت قيادة هذه المجموعة من الخبراء ، التي شهدت انتهاء ولايتها في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد حملة مكثفة من الضغوط (المالية والسياسية والدبلوماسية) التي قادتها السعودية.
وفي الوقت نفسه، لا تزال المفاوضات متوقفة بين مختلف الأطراف اليمنية، لكن بالنسبة لساسة صنعاء يمكن أن تبدأ المفاوضات بمجرد رفع الحصار عن مطار صنعاء. ومع ذلك دعا ساسة صنعاء يوم السبت التحالف الذي تقوده السعودية بإجراء حوار لوضع حد للصراع.
من جانبه قال وزير خارجية اليمني، هشام شرف إن هذا الحوار يجب أن يجري تحت رعاية الأمم المتحدة أو بمشاركة شركاء دوليين إلا ان إجابة الرياض الوحيدة حتى اللحظة كانت هي الغارات الجوية.