إتفق اغلب المراقبين للعدوان السعودي على اليمن، على ان السبب الحقيقي وراء الغارات الهستيرية التي يشنها الطيران السعودي، على المناطق السكنية والمستشفيات، التي خرج بعضها عن الخدمة، في عدد من المحافظات اليمنية، خلال الايام الماضية، هو التغطية على الهزيمة المنكرة التي منيت بها ، في اليمن، وهي هزيمة تحاول الرياض قدر الامكان، تأخير موعد اعلانها رسميا، وهو موعد بات قريبا، رغم صور “الانتصار” السعودي، التي تتناقلها وكالات الانباء، على الطفولة والامومة في اليمن.
ما اتفق عليه المراقبون للحرب العبثية السعودية على اليمن، بشأن الغارات المكثفة على اهداف مدنية، هو حقيقة مستنبطة من تجارب التاريخ، فعندما تعجز جيوش المعتدين على مواجهة الرجال على جبهات القتال، تلجأ الى اسلوب في غاية الخسة والدناءة، وهو استهداف أطفال ونساء وعائلات هؤلاء الرجال، بعيدا عن جبهات القتال، للتأثير على معنوياتهم، وإنتقاما منهم، على ما الحقوه من هزيمة بها. وهذ الأسلوب الجبان، مارسه الطاغية المقبور صدام، وبشكل هستيري ايضا، خلال حربه التي فرضها على ايران، عندما كان يعجز عن منازلة الرجال على جبهات القتال.
اللافت ان دول العدوان على اليمن، اعلنوا قبل سبع سنوات، وبعد اسبوع و اسبوعين من هذا العدوان تحديدا، وفي بيانات عسكرية، انهم دمروا كل الاهداف العسكرية، وكل المنشآت التي يمكن ان تصب في صالح المجهود العسكري للقوات المسلحة اليمنية، الا انهم عادوا اليوم، وبعد سبع سنوات، ليمزقوا بطائرات “رافال” الفرنسية، التي كلفت السعودية مليارات الدولارات، اجساد اطفال ونساء اليمن، ليخرج علينا جنرالات السعودية وهم منفوخون، ليتحدثوا عن اهداف عسكرية دمرتها طائراتهم.
من المؤكد ان دماء هؤلاء الاطفال والنساء لن تذهب هدرا، وان آباءهم واخوانهم على جبهات القتال، سيأخذون بثأرها، ليس من خلال الرد بالمثل واستهداف المواطنين السعوديين العزل وهم في بيوتهم، بل على جبهات القتال، عبر التعجيل في تحرير مأرب، وباقي محافظات اليمن من المحتلين ومرتزقتهم، وعبر استهدف منشآت عسكرية واقتصادية، تجعل ال سعود يندمون عندما اعتقدوا ان دماء اليمنيين رخيصة، بل سيكشف هذا الرد للسعودية، ان لا وجود لاي انتصار لها في افق حربها العدوانية، سوى انها مصدر لتوفير فرص العمل في الغرب وامريكا، حيث تدور عجلة مصانع الاسلحة هناك أسرع، بفضل أموال السعودية وشقيقاتها في الخليج الفارسي.