لوموند الفرنسية.. المجتمع الدولي لايهتم بالبلدان الفقيرة كاليمن
قال مراسل صحيفة لوموند الفرنسية فرانسوا كزافييه إنه على مدى سنوات الحرب كان موجود على أرض الواقع في اليمن.. حيث أن اليمن هي الجمهورية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي باتت مسرح حرب استمرت سبعة أعوام.
وأكد أنه تم تشكيل تحالف دولي بقيادة السعودية عام 2015.. من أجل دحر قوات صنعاء، ومنذ ذلك الحين، أصبحت البلاد موقعاً للقصف السعودي والاشتباكات بين الجماعات المسلحة المختلفة الموجودة.
وذكر أن المجتمع الدولي لا يهتم بالحرب في اليمن ومعاناة الشعب اليمني حيث أن هذا الصراع قد تم نسيانه، سيما بسبب نقص التغطية الإعلامية.. ومع ذلك يجب أن نكون صادقين هناك اهتمام إعلامي ضئيل باليمن.
وأفاد مراسل لوموند أن اليمن دولة بقيت لسنوات في منطقة عمياء للأخبار لأن تداعياتها على الدول الغربية تعتبر أقل أهمية مما هي عليه في دول أخرى مثل باكستان أو أفغانستان.
وأورد أن متابعة الصراع في اليمن لا تتم إلا عندما تكون هناك عملية عسكرية كبيرة، أو عندما تكون هناك ناقلة نفط مهجورة في البحر الأحمر تمنع العبور البحري العالمي، أو عندما يتم اختطاف الأجانب واحتجازهم.. لذلك تغيب الصحافة عن هذا البلد إلا عندما تكون هناك قمم الربيع العربي، وملايين النازحين وأزمة الغذاء، والأسلحة التي أرسلتها فرنسا.. لذا ليس البلد هو الذي يتصدر عناوين الأخبار في الجغرافيا السياسية.. البلدان الفقيرة لا تهم الكثير من الناس.
وصفت الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قد تسبب الصراع بالفعل في نزوح 4 ملايين يمني وأسفر عن مقتل أكثر من 233000. اعتبارًا من 6 نوفمبر 2021، يعتمد 20.7 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.
مراسل لوموند رأى أنه يوجد اليوم سبعة يمن، أي عدد المناطق التي تسيطر عليها جماعات مختلفة.. ويفصل خط الجبهة في محافظة تعز شمال البلاد الذي تسيطر عليه قوات صنعاء والجنوب الذي يسيطر عليه الانفصاليون.. بالإضافة إلى الجماعات السلفية والجهادية ، العصابات الإجرامية والمتاجرين بالبشر الذين يشاركون في زعزعة استقرار البلاد.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر طورت “دبلوماسية إنسانية” من خلال بعثاتها المختلفة، بغض النظر عن دبلوماسية الدولة، فإنها تركز على التفاوض بشأن الاتفاقات الإنسانية مع مختلف الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية من أجل ضمان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية الضحايا.. ومع ذلك، لا يزال ينظر إلى هذه “الدبلوماسية الإنسانية غير الحكومية” في كثير من الأحيان على أنها مساعدة بسيطة لاستراتيجيات الدولة.
وقال أن المشكلة التي تعاني منها الجهات الفاعلة الإنسانية هي شروط الوصول إلى المناطق حيث المعارك.. على سبيل المثال اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى إغلاق العديد من المستوصفات بسبب تعرضها للقصف وفقد الموظفين والعديد من المرضى.. وخلال عامين، تعرض العديد من موظفي اللجنة الدولية المحليين لهجمات قاتلة.. كما أن هناك العديد من الجمعيات اليمنية الصغيرة التي تعمل بوسائل لم تعد جيدة.